تمزق الرحم أسبابه وأعراضه وعلاجاته

تتعرض المرأة لمشاكل مختلفة أثناء الحمل والولادة،حيث يمكن أن تتعرض لمضاعفات قد تشكل خطراً على حياتها أو حياة الطفل،منها: تمزق الرحم، وهي حالة خطيرة تحدث في مرحلة المخاض من الولادة الطبيعية (وهي مرحلة خروج الجنين من عنق الرحم والمهبل إلى العالم الخارجي)، ويمكن أن يحدث تمزق الرحم قبل موعد الولادة لأسباب تتعلق بضعف في نسيج الرحم وغيرها، سنتعرف عليها في هذا المقال.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً

ما هو تمزق الرحم؟

يمكن تعريف تمزق الرحم (بالإنجليزية: Uterine Rupture) على أنه حالة تحدث عندما تتهتّك وتتمزق جدران الرحم، وعادة ما يكون ذلك بسبب الضغط الناتج عن الحمل، حيث يتكون جدار الرحم من نسيج قابل للتوسع لاستيعاب حجم الجنين النامي. في الظروف الطبيعية، يتسع الرحم بشكل كافٍ، ويولد الطفل، ثم ينكمش الرحم مرة أخرى بعد الولادة.

تزداد احتمالية حدوث تمزق الرحم عند النساء اللواتي خضعن لعملية قيصرية سابقة، حيث يُصبح خط الندبة الناتج عن الجراحة نقطة ضعيفة في جدار الرحم، مما يجعله أكثر عرضة للتمزق في حالات الحمل التالية، وبالإضافة إلى الولادة القيصرية السابقة، هناك عوامل خطر أخرى تشمل:

• الإصابة بتشوهات خلقية في الرحم.
• التعرّض لإصابة في البطن.
• الخضوع لعمليات جراحية سابقة في الرحم.

أسباب تمزق الرحم

ينصح الأطباء الأمهات اللواتي خضعن لعملية قيصرية سابقة بتجنب الولادات الطبيعية لاحقًا، فمن الأسباب التي تؤدي إلى تمزق عنق الرحم أثناء الولادة ما يلي:

• تشقق أنسجة الرحم أثناء مرور الطفل في قناة الولادة: نتيجة الضغط الذي يسببه الطفل على طول موقع ندبة الولادة القيصرية السابقة.
• الخضوع لجراحات سابقة للرحم: مثل عملية إزالة الأورام الليفية أو تصحيح الرحم المشوه.
• تعرض الرحم لفترات طويلة من ضخ هرموت الأوكسيتوسين (المحرض للولادة): يؤدي ذلك إلى إجهاد الرحم وزيادة احتمالية تمزقه.
• استخدام البروستاجلاندين (المحرض للولادة) من دون الحذر.
• انخفاض وظائف الرحم نتيجة الولادات المتكررة: كالانقباضات المفرطة التي تلحق الضرر بالرحم، تضخم وتشوه الجنين.
• وجود شق سابق لعملية قيصرية على شكل شق طولي حرف T مقارنة مع الشق العرضي المنخفضمما يزيد من احتماليى للإصابة بتمزق الرحم.
• التعرض لحادث سيارة أو السقوط، وتأذي منطقة الحوض.
• تنظير الرحم الجراحي لدى المرأة غير الحامل: حيث يمكن أن يكون ذلك أحد أسباب التمزق.

أعراض تمزق الرحم 

يمكن أن تشمل أعراض تهتك الرحم وتمزقه ما يلي:

أعراض تفتق الرحم للحامل

يمكن أن يؤدي تمزق الرحم إلى أعراض خطيرة تتطلب العناية الطبية الفورية، ويمكن أن تشمل أعراض تمزق الرحم بعد العملية القيصرية ما يلي:

1. ألم شديد ومستمر في البطن: يُعتبر هذا الألم من العلامات المبكرة لتمزق الرحم، وقد تشعر به المرأة بشكل مفاجئ أو تدريجي.
2. بطء غير طبيعي في معدل ضربات القلب عند الجنين: يُعتبر هذا العرض مؤشرًا على احتمالية تعرّض الجنين لنقص الأكسجين نتيجة لتأثير تمزق الرحم، مما يتطلب تقييمًا عاجلاً.

أعراض التمزق في الرحم بعد الإجهاض

تظهر بعض الأعراض التي قد تشير إلى احتمال تمزق في الرحم قبل الولادة، ويزداد خطر التمزق لدى النساء اللواتي مررن بتجربة إجهاض سابق أو متكرر، وتشمل الأعراض ما يلي:

• ألم حاد ومفاجئ في الرحم.
• الشعور بتقلصات مستمرة في الرحم.
• ألم غير طبيعي في البطن.
• انتفاخ تحت عظم العانة.
• تسرع في ضربات القلب لدى الأم وانخفاض ضغط الدم.
• الإصابة بنزيف مهبلي شديد.
• انحسار رأس الطفل في قناة الولادة.
• انخفاض في معدل ضربات قلب الجنين.

تمزق الرحم بعد الولادة القيصرية

يمكن أن يحدث تمزق في الرحم خلال المخاض، لكنه لا يحدث أثناء عملية الولادة القيصرية نفسها، بل يكون أكثر شيوعاً بعد ولادة قيصرية سابقة، خاصة إذا كانت الولادة الأولى قيصرية والتي تليها طبيعية. وتكون النساء اللاتي خضعن لأكثر من ثلاث عمليات قيصرية أكثر عرضة لحدوث تمزق الرحم.

هل تمزق الرحم يمنع الحمل؟

قد يسبب انشقاق جدار الرحم فقداناً كبيراً للدم؛ مما يفرض على الطبيب الجراح استئصال الرحم للسيطرة على النزيف، لذا لا تستطيع المرأة الحمل مرة أخرى، أو قد تحدث تشوهات في نسيج الرحم؛ مما يسبب صعوبة في الحمل مرة أخرى.

حقيقة الأمر هي أن الولادات الطبيعية بعد الولادة أو الولادات القيصرية السابقة هي التي تسبب التمزق، لذا فتجنب المخاض وانقباضاته الحادة بعد العملية القيصرية يقي من خطر تمزق الرحم، لذا ينصح الأطباء بالولادة القيصرية مجدداً.

علاج تمزق الرحم بالأعشاب

يحتاج الجسم للتعافي بعد الولادة من 4 إلى 6 أسابيع في حالات سارت أمور الولادة دون أي مضاعفات، ولكن في حال تعرض الأم لحالة من تمزق في الرحم، فقد تحتاج لعناية ووقت أطول للتعافي وتعويض فقد الدم الذي نتج عن النزيف.

تلعب الأنظمة الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن وغيرها من المغذيات؛ دوراً كبيراً في تعويض النقص والتعافي، كما يلعب جهاز المناعة دورًا أساسيًا في تسريع التعافي، وقد يكون للأعشاب التالية دورًا  في عملية الشفاء، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي منها:

• زهرة العطاس: وتحتوي على مضادات للالتهابات ومسكن طبيعي للألم، ومواد تحفز الدورة الدموية في المنطقة المصابة، وتقلل التورم، كما تُستخدم للعلاج الموضعي، وللعلاج الداخلي بجرعة مخففة.
• عشبة القديس يوحنا: تخفف الألم الناتج عن العملية القيصرية أو عملية إزالة الرحم بسبب التمزق.
• عشبة الأقحوان: هي عشبة مفيدة للكدمات ووذمات الأنسجة الداخلية العميقة بعد الجراحة، وخاصة بعد تيبس الأنسجة في المنطقة المصابة.

في الختام، تلجأ بعض الأمهات إلى الولادة القيصرية لتجنب آلام الولادة الطبيعية، إلا أن إجراء ولادة قيصرية في الحمل الأول ثم اختيار الولادة الطبيعية في الحمل الثاني قد يزيد من خطر حدوث تمزق في الرحم عند منطقة الندبة، وهي حالة نادرة. لذا دعي قرار اختيار الولادة الطبيعية أو القيصرية لطبيبك وواصلي متابعة الحمل بعناية، واتّبعي نظاماً غذائياً صحياً، ومارسي التمارين الرياضية المناسبة للحمل.