ألم الساقين عند النوم هي مشكلة شائعة خاصةً بين كبار السن والحوامل، وعلى الرغم من عدم خطورة المشكلة، إلا أن أعراضها قد توقظ المصاب ليلًا، وتسبب ألمًا في الساق قد يستمر طوال الليل، مما يجعله غير قادر على النوم مرةً أخرى.
لهذا السبب نلقي الضوء في هذا المقال على أسباب ألم الساقين عند النوم، وكيفية علاج هذه المشكلة والوقاية منها.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ألم الساقين عند النوم
ألم الساقين عند النوم (بالإنجليزية: Nocturnal Leg Cramps) هي مشكلة شائعة، يعاني فيها المرضى من تقلصات لا إرادية في عضلة الساق تحدث ليلًا أثناء النوم، تستمر هذه الآلام لعدة ثواني أو دقائق.
قد يكون التقلص العضلي في بعض الحالات شديدًا، ويستمر تأثيره لعدة أيام. تعد هذه المشكلة من أشهر مسببات الأرق واضطرابات النوم؛ لأنها تقطع دورة نوم المريض، وتجعله يشعر بالتعب والإرهاق في صباح اليوم الثاني.
يطلق على ألم الساقين عند النوم اسم آخر وهو خيول تشارلي (بالإنجليزية: Charley Horses)، وترتبط أعراض هذه المشكلة عادةً بعضلة الساق التي تمتد من الكاحل إلى الركبة، لكنها قد تؤثر أيضًا على أوتار الركبة، والعضلات الموجودة في مقدمة الفخذ.
يخلط بعض المرضى بين مشكلة ألم الساقين عند النوم، وبين متلازمة تململ الساقين (بالإنجليزية: Restless Leg Syndrome)؛ نظرًا لأن أعراضهما تحدث أثناء الليل، لكن يكمن الفرق بين المشكلتين في أن متلازمة تململ الساقين لا يعاني فيها المريض من ألم، كما هو الحال في ألم الساقين عند النوم، إذ تقتصر الأعراض على شعور المريض بعدم الراحة؛ لدرجة تجعله يرغب في تحريك ساقيه باستمرار، ويختفي هذا الشعور بمجرد أن يحرك المريض ساقيه.
اقرأ أيضًا: تنميل القدمين.. عرض بسيط أم إنذار لمشكلة خفية؟
أسباب ألم الساقين عند النوم
لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى أسباب ألم الساقين والفخذين عند النوم على وجه التحديد، لكن هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة بهذه المشكلة، نستعرض هذه العوامل في هذا الجزء من المقال.
الإجهاد العضلي
يعتقد أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل مكثف طوال اليوم، قد يكون من العوامل التي ترتبط بالإجهاد العضلي، مما قد يسبب تشنجات في الساق ليلًا عند النوم بعد القيام بأنشطة مرهقة بشكل غير طبيعي أثناء النهار.
التقدم بالعمر
يزيد التقدم في العمر من احتمال الإصابة بألم الساقين أثناء النوم، وتشيع المشكلة عادةً بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
الحمل
من الممكن أن تعاني الحوامل أيضًا من ألم في عضلة الساق من الخلف عند النوم، ويحدث ألم الساقين عند النوم عادةً في الثلث الثاني والثلث الثالث من الحمل. وقد يعود السبب إلى:
- التغيرات الهرمونية أثناء الحمل.
- نقص الكالسيوم أو المغنيسيوم.
- الإصابة بالجفاف.
- اكتساب الوزن الذي قد يؤدي للشد العضلي.
- تغيرات في الدورة الدموية.
الخمول أثناء النهار
قد يتسبب نقص النشاط البدني أثناء النهار نتيجة للعمل المكتبي، إلى زيادة احتمال الإصابة بتقلصات الساق ليلًا؛ يرجع ذلك إلى أن الخمول يجعل الشخص غير قادر على شد عضلاته من وقت لآخر طوال اليوم، مما يزيد من احتمال الإصابة بالتشنج العضلي.
وضعية الجسم الخاطئة
قد يتسبب الجلوس أو الاستلقاء بطريقة معينة تقلل من تدفق الدم إلى الساقين؛ مثل: الجلوس مع تقاطع الساقين، أو الجلوس مع وضع ساق على الأخرى، إلى حدوث تقلصات عضلية بالساق أثناء النوم.
الأدوية
رصدت بعض الأبحاث وجود علاقة بين استخدام بعض الأدوية، وبين زيادة نسب الإصابة بألم الساقين عند النوم، باعتباره من ضمن الآثار الجانبية لهذه الأدوية، من أشهر هذه الأدوية:
- رالوكسيفين.
- بريجابالين.
- تيريباراتيد.
- ألبوتيرول/ إبراتروبيوم.
الأمراض المزمنة
توجد بعض الأمراض المزمنة التي يعتقد أنها من أسباب ألم الرجلين عند النوم، من أهم هذه الأمراض:
- مرض السكري.
- الفشل الكلوي.
- تليف الكبد.
- الاعتلال العصبي.
- قصور الغدة الدرقية.
- تضيق القناة القطنية.
أعراض ألم الساقين ليلًا
تعد التشنجات العضلية المؤلمة العرض الأساسي الذي يعاني منه مرضى ألم الساقين عند النوم، يصف المرضى هذه التشنجات بأنها تقلصات تحدث بشكل مفاجئ ولا إرادي، مما يسبب الألم في عضلة الساق من الخلف عند النوم، تمتد الآلام في بعض الحالات إلى منطقة الفخذ.
يعاني المرضى في هذه الحالة من بعض الأعراض المصاحبة؛ وأشهرها الأرق الناتج عن اضطراب النوم، إلى جانب صعوبة التركيز والنعاس الذي يشعر به هؤلاء المرضى في اليوم التالي؛ نتيجة لعدم قدرتهم على النوم بشكل متواصل.
اقرأ أيضًا: علاج دوالي الساقين بطرق طبيعية : نصائح ذهبية تغنيك عن الجراحة
تشخيص ألم الساقين
يعتمد تشخيص ألم الساقين عند النوم على الفحص الجسدي للمريض، والتعرف على تاريخه المرضي، والأمراض المزمنة التي يعاني منها، والأدوية التي يتناولها.
ويعد استبعاد الأمراض الأخرى التي تسبب أعراضًا مشابهة لآلام الساقين؛ مثل: اعتلال الأعصاب المحيطية، ومتلازمة تململ الساقين، هو الأساس الذي يعتمد عليه الأطباء في التشخيص، من خلال إجراء بعض الاختبارات، من ضمنها:
- فحص السكر التراكمي.
- فحص تعداد الدم الكامل. فحوصات مستويات الشوارد في الدم، مثل الحديد، والصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم.
- فحص مستوى الكرياتينين، لتقييم وظائف الكلى.
- فحص مستوى الهرمون المحفز للدرقية، لتقييم وظائف الغدة الدرقية.
طرق العلاج
على الرغم من الألم الشديد الذي يعاني منه مرضى تقلصات الساقين عند النوم، إلا أنها لا تعد من الحالات المرضية الخطيرة، لهذا السبب يمكن أن تساعد بعض العلاجات البسيطة في تخفيف الأعراض، تشمل هذه الطرق:
- تدليك الساق المصابة: يساعد تدليك الساق على استرخاء العضلات، يمكنك استخدام إحدى اليدين أو كلتاهما لتدليك عضلات الساق بلطف.
- الأدوية المسكنة: لا تساهم المسكنات التقليدية في تخفيف تقلص العضلات، لكنها تعد حلًا مناسبًا لعلاج آلام العضلات المصاحبة للمشكلة، يمكنك استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
- الكمادات الساخنة: يساعد وضع كمادات الماء الساخن على الساق المصابة، في تخفيف التقلص العضلي.
- الأدوية المرخية للعضلات: يمكن تحديد موعد مع الطبيب ليصف أحد مرخيات العضلات.
الوقاية من ألم الساقين في الليل
يوصي الأطباء دائمًا ببعض النصائح التي تقلل من احتمال الإصابة بألم الساقين عند النوم، تتضمن هذه النصائح:
- الإكثار من شرب السوائل: تعد السوائل من أهم العوامل التي تساعد على استعادة الوظيفة الطبيعية للعضلات.
- ركوب الدراجة: قد تساعد قيادة الدراجة لبضع دقائق أثناء اليوم على إرخاء عضلات الساقين أثناء النوم.
- تغيير وضع النوم: ينصح بتجنب أوضاع النوم التي تكون فيها الساقان غير مرفوعتين، ويفضل استخدام وسائد خلف الركبتين أثناء النوم على الظهر.
- تمديد الساقين: من الممكن أن يساعد تمديد عضلات الساقين قبل النوم على الحد من التقلص الليلي لعضلات الساق أثناء النوم.
- اختيار الأحذية الداعمة: قد يتسبب ارتداء الأحذية الضيقة في تفاقم مشكلات الأعصاب والعضلات في الساقين.
اقرأ أيضًا: فوائد الدراجة الهوائية الجسدية والنفسية
الخاتمة:
يعتبر ألم الساقين عند النوم من المشكلات الشائعة غير الخطيرة، إلا أنها تسبب أعراضًا مزعجة للمصاب، كما يمثل التعرف على السبب الأساسي للمشكلة جانبًا هامًا يساعد على الوقاية من تكرار الإصابة بالأعراض.