يعد طنين الأذن (بالإنجليزية: Tinnitus) حالة صحية شائعة، حيث يسمع المصاب صوتًا مستمرًا في إحدى الأذنين أو كلتيهما دون وجود أي مصدر صوت خارجي، وهو يعتبر عرضًا لاضطرابات أخرى أكثر من كونه حالة طبية بذاتها. يعاني كبار السن عادةً من طنين الأذن، وقد تبلغ نسبة المصابين به بين البالغين حوالي الثلث، إذ قد يعاني شخص من بين كل ثلاثة بالغين من طنين الأذن مرة واحدة على الأقل خلال فترة حياته.
يعتبر الوخز بالإبر الصينية من أقدم طرق العلاج للعديد من الاضطرابات، ولقد تم اعتماده حديثًا لعلاج بعض الأمراض، فهل الإبر الصينية لعلاج طنين الأذن طريقة فعّالة وآمنة؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو طنين الأذن؟
يعتبر طنين الأذن عرضًا لاضطرابات أخرى، وقد يكون مؤشرًا على تضرر الأذن أو القناة السمعية، ويوصف طنين الأذن من قبل المصابين بأنه صوت رنين مستمر في داخل الأذن أو الرأس، كما يمكن أن يكون الصوت شبيهًا بالنقر، أو الأزيز، أو الهمهمة، أو الهدير. لا يوجد علاج لطنين الأذن في حد ذاته، لكن يمكن تهدئة الأعراض المصاحبة له وعلاج الحالة المسببة لطنين الأذن، والتي قد تكون ما يلي:
- وجود نمو غير طبيعي، أو تغيرات في البنية العظمية في داخل القناة السمعية.
- التعرض لإصابات الرأس أو الرقبة.
- احتقان الجيوب الأنفية.
- فرط نشاط الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyrodism).
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض لايم.
الإبر الصينية لعلاج طنين الأذن
إن من أهم معتقدات الطب الصيني أن صحة الجسم تعتمد على تدفق الطاقة فيه من خلال نقاط ومسارات معروفة في الجسم، تحافظ هذه الطاقة على التوازن في الجسم وتحفز الشفاء الذاتي، كما قد يؤدي انسداد مسارات الطاقة إلى اختلال الصحة الجسدية والصحة النفسية.
يعمل المعالج أثناء جلسة العلاج بالإبر الصينية على إدخال إبر رفيعة للغاية في نقاط محددة بالجسم، لفتح المسارات المغلقة واستعادة تدفق الطاقة الطبيعي، ويعتمد مكان الوخز على الأعراض التي يعاني منها المصاب.
يركز المعالج في حالة طنين الأذن على المسارات التي قد تؤثر مباشرة على الأذن، فمثلًا قد تكون مشاكل الكلى أو المرارة أحد أسباب طنين الأذن، واعتمادًا على ذلك فمن الممكن أن يخز المعالج إبرًا في منطقة البطن، هذا بالإضافة إلى حقن العديد من الإبر في الأذن نفسها.
فوائد الإبر الصينية لعلاج طنين الأذن
وعلى الرغم من أن نتائجه غير مثبتة علميًا، إلا أنه من المحتمل أن يوفر علاج طنين الأذن بالإبر الصينية بعض الفوائد، مثل:
- توفير بعض الراحة من الصوت العالي.
- تحسين جودة الحياة للمصاب.
- تقليل التوتر لدى المريض.
- تحسين جودة النوم بعد تقليل حدة صوت الطنين قليلًا.
فعالية الإبر الصينية لعلاج طنين الأذن
في الواقع لا توجد الكثير من المعلومات حول فعالية علاج طنين الأذن بالإبر الصينية، إذ أن الدراسات التي أجريت حول الموضوع قليلة وغير كافية. قد يعتبر البعض هذه الطريقة العلاجية غير فعالة على الإطلاق لهذا السبب.
أجريت دراسة بين عامي 2014-2015 على مجوعتين من البالغين يعانون من طنين الأذن، تم علاج المجموعة الأولى بالإبر الصينية، بينما لم تتلقَ المجموعة الثانية العلاج. تألفت المجموعة التي تم علاجها من 26 ذكرًا و18 أنثى، بينما تألفت المجموعة الثانية من 27 ذكرًا و17 أنثى، تزيد أعمارهم جميعًا عن 48 سنة.
تلقت المجموعة الأولى ما يقارب 15 جلسة علاجية بالإبر الصينية على مدى 9 شهور، وتم إجراء استفتاء لجميع المشاركين بعد إجراء آخر جلسة علاجية بثلاثة أسابيع. أظهرت النتائج أن المجموعة التي تم علاجها بالإبر الصينية عانت من مستويات أقل من شدة الطنين، إضافةً إلى انخفاض صوته مقارنةً بالمجموعة الأخرى.
وعلى الرغم من ذلك، تعتبر هذه الدراسة صغيرة، وغير كافية لتؤكد فعالية الإبر الصينية لعلاج طنين الأذن.
من جهة أخرى، من الممكن أن يكون الوخز بالإبر الصينية مفيدًا بشكل غير مباشر في علاج طنين الأذن، وذلك بعلاجه للقلق، جيث يعتبر القلق محفزًا لتفاقم أعراض طنين الأذن، ومن الممكن أن يجعله أسوأ بكثير، وتساعد السيطرة على القلق والتوتر في تخفيف أعراض طنين الأذن بشكل كبير.
شاهد أيضًا: ما هي أسباب ألم الأذن اليسرى
أمان الإبر الصينية لعلاج طنين الأذن
يعتبر العلاج بالإبر الصينية آمنًا نسبيًا في حال تم إجراؤه على يد معالج متمرس. لكن من الممكن أن يسبب أعراضًا جانبية شديدة في حال تم إجراؤه بطريقة خاطئة، أو كانت الإبر غير معقمة. يجب أن يستخدم المعالج المتمرس إبرًا قابلة للاستخدام مرة واحدة فقط لكل مريض، وأن يكون مرخصًا لمزاولة العلاج، لضمان تقليل خطر الإصابة بالمضاعفات الصحية.
الأعراض الجانبية بعد جلسة العلاج بالإبر الصينية
تظهر بعض الأعراض الجانبية الطفيفة بعد جلسة العلاج بالإبر الصينية، مثل:
- الغثيان.
- الدوخة.
- الألم في المنطقة التي تم وخز الإبر فيها وما حولها.
موانع العلاج بالإبر الصينية
كما ينصح أيضًا بتجنب إجراء جلسات علاج طنين الأذن بالإبر الصينية في الحالات التالية:
- النساء الحوامل، إذ قد يحفز الوخز في بعض النقاط الولادة.
- الأشخاص الذين تم زرع جهاز تنظيم ضربات القلب لهم، إذ قد يتأثر الجهاز بالتيار البسيط الذي قد يستخدم أحيانًا مع الإبر.
- الأشخاص الذين يستخدمون مميعات الدم، أو الذين يعانون من اضطرابات نزف الدم.
شاهد أيضًا: 5 حقائق يجب أن تعرفها عن العلاج بالطاقة
قد لا تكون فوائد الإبر الصينية لعلاج طنين الأذن مثبتة علميًا، إلا أنها قد تساعد على تحسين جودة حياة المريض بشكل غير مباشر، وذلك بتقليل مستويات القلق والتوتر اللذان يزيدان من تفاقم أعراض طنين الأذن، كما أن العلاج بالإبر الصينية يحسن جودة النوم لدى المريض.