الصحة العقلية للمرأة واختلافها عن الصحة العقلية للرجل

تواجه المرأة الكثير من التحديات لتستطيع الحصول على حقوقها المشروعة في الحياة، ومن أهم تلك التحديات هو الحفاظ على صحتها العقلية، وفي إطار الاحتفال بأسبوع المرأة العالمي، أردنا تسليط الضوء على كيفية تعزيز الوعي بالصحة العقلية للمرأة، ليس فقط لتهتم بنفسها، لكن هذا الاهتمام سوف ينعكس على أسرتها والمجتمع الذي تعيش فيه .

معًا نتعرف على الصحة العقلية للمرأة، وما هي الأسباب التي تجعلها مختلفة عن الرجل، وما هي أكثر الأمراض النفسية شيوعًا التي تصيبها؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

تأثير الصحة العقلية على المرأة

تؤثر الاضطرابات العقلية على المرأة والرجل بصورة مختلفة حيث بعض الاضطرابات أكثر شيوعًا عند النساء مثل الاكتئاب والقلق، كما أن هناك أنواعًا من الاضطرابات التي تنفرد بها المرأة مثل اكتئاب ما بعد الولادة، والاكتئاب المرتبط بسن اليأس.

لم تجد الأبحاث اختلافات في معدلات إصابة الرجال والنساء بالاضطرابات العقلية الأخرى مثل الاضطراب ثنائي القطب والفصام، لكن قد تعاني النساء من هذه الأمراض بشكل مختلف حيث تكون بعض الأعراض أكثر شيوعًا عند النساء من الرجال.

النساء أقل عرضة من الرجال لطلب العلاج بعد تعرضهن لأعراض المرض العقلي بسبب الوصمة الذاتية عن أنفسهن التي تنتج عن تكوين صورتهن الذاتية من خلال الطريقة التي ينظر بها الآخرون لهن، فالنساء أكثر عرضة من الرجال للشعور بالوصم بسبب طلب المساعدة في مشكلة تتعلق بالصحة العقلية حيث تميل المرأة إلى الاعتماد على آراء العالم الخارجي لتقديرهن لذاتهن أكثر من الرجال؛ لذلك غالبًا ما تتجنب المرأة علاج مرضها العقلي لأنها تريد منع الآخرين من التقليل منها مما قد يجعلها تنظر إلى نفسها بصورة أقل.

الفرق بين الصحة العقلية للمرأة والرجل

في كثير من الأحيان تختلف استجابة المرأة عن الرجل للأمراض العقلية، وقد يعود السبب إلى ما يلي:

التأثيرات البيولوجية

التغيرات الهرمونية الأنثوية تلعب دورًا في المزاج والاكتئاب، ويمكن أن يكون لهرمون الاستروجين تأثيرات إيجابية على الدماغ حيث يحمي النساء من الأعراض الشديدة خلال مراحل معينة من دورات الحيض ويحافظ على بنية الخلايا العصبية في الدماغ؛ مما يحمي من بعض جوانب مرض ألزهايمر.

من جهة أخرى تميل النساء إلى إنتاج كمية أقل من السيروتونين وتكوينه بشكل أبطأ من الرجال؛ مما قد يتسبب في ارتفاع معدلات الاكتئاب.

شاهد أيضًا: ما هي المراحل الخمس للحزن وكيف يمكن التغلب عليها؟

التأثيرات الاجتماعية والثقافية

تواجه المرأة العديد من التحديات عندما يتعلق الأمر بالمكانة الاجتماعية والاقتصادية والتي يمكن أن تسهم في الاكتئاب والاضطرابات الأخرى، فالمرأة هي من تقدم الرعاية الأساسية للطفل، ورعاية كبار السن وغيرها من المهام التي تزيد الضغط عليها وتؤثر على صحة المراة العقلية.

علامات تدل على مشكلات في الصحة العقلية للمرأة

يوجد بعض العلامات والأعراض التي يجب الانتباه لها جيداً لأنها تتطلب مساعدة طبية، وهي تشمل ما يلي:

1. تغيرات في المزاج: تحولات سريعة أو دراماتيكية في المشاعر مثل الاكتئاب والعصبية.
2. الانعزال: الانسحاب الاجتماعي وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنتِ تتمتعين بها سابقًا.
3. تغيرات النوم أو الشهية: تعاني من اضطرابات النوم، وتغيرات الشهية، وانخفاض العناية الشخصية.
4. انخفاض في الأداء: انخفاض ملحوظ في المدرسة أو العمل أو الأنشطة الاجتماعية، مثل التوقف عن الرياضة أو الفشل في المدرسة والعمل.
5. اللامبالاة: الشعور باللامبالاة أو الرغبة في المشاركة في أي نشاط.
6. الشعور بالانفصال: شعور بالانفصال عن النفس والمحيط، بجانب الشعور بأن الحياة غير حقيقية.
7. التفكير غير المنطقي: معتقدات غير عادية أو مبالغ فيها حول القوى الشخصية لفهم المعاني أو التأثير على الأحداث.
8. العصبية: الخوف أو الشك من الآخرين أو شعور عصبي قوي.
9. سلوك غير عادي: سلوك غريب وغير معهود وغريب.
10. أفكار انتحارية: التفكير في الانتحار أو إيذاء النفس.
11. مشاكل التفكير: مشاكل التركيز والذاكرة أو التفكير المنطقي.
12. زيادة الحساسية: زيادة الحساسية للضوء، والأصوات، والروائح، أو اللمس.

لا يمكن لواحد أو اثنين من هذه الأعراض وحدها التنبؤ بمرض عقلي لكن إذا كانت المرأة تعاني من عدة أعراض في وقت واحد، وتسبب لها تلك الأعراض مشاكل خطيرة في القدرة على الدراسة أو العمل أو الارتباط بالآخرين فيجب استشارة الطبيب.

أمراض نفسية تواجه المرأة

غالبًا ما تواجه المرأة تحديات مختلفة من الأمراض النفسية عن الرجال في كيفية إدراكهن للأعراض ومعالجتها، فيما يلي أكثر الأمراض النفسية التي تؤثر على المرأة.

الاكتئاب

النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجال، حيث تكون نسبة الإصابة في النساء 12%، مقارنة بـ 6 % في الرجال، لكن بعض أشكال الاكتئاب تكون خاصة بالنساء، ومن بين الاضطرابات العقلية المرتبطة بالتغيرات في مستويات الهرمونات لدى النساء مثل اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة وهو الاكتئاب الذي يحدث قبل الولادة وبعدها، واضطراب ما قبل الحيض، والاكتئاب المرتبط بانقطاع الطمث.

القلق

اضطراب القلق العام هو الشعور بالقلق الشديد أو القلق لمعظم الأيام على مدى ستة أشهر، وتشمل اضطرابات القلق الأخرى ما يلي:

1. اضطراب الهلع.
2. اضطراب الوسواس القهري.
3. اضطراب القلق الاجتماعي (أو الرهاب الاجتماعي).
4. اضطراب قلق الانفصال.
5. الاضطرابات المرتبطة بالرهاب مثل الخوف من الأماكن المغلقة أو الطيران، والخوف من المرتفعات أو الخوف من أشياء معينة.

اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل تصيب النساء أكثر من الرجال، بالرغم من الأسباب المباشرة غامضة في بعض الأحيان لكن الباحثين يعتقدون أن بعض العوامل الجسدية، والنفسية والثقافية تؤدي إلى اضطرابات الأكل، فيما يلي عوامل خطر التي تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب الأكل:

1. القرب من شخص يعاني من اضطراب الأكل القهري أو مرض عقلي آخر.
2. الرجيم المزمن.
3. حرق سعرات حرارية أكثر مما يتم تناوله.
4. التشخيص بمرض السكري من النوع الأول.
5. الصورة السيئة عن الجسم.
6. التشخيص باضطراب القلق.
7. الوقوع ضحية التنمر أو التشهير بالجسم بسبب الوزن.
8. وجود ميل نحو الكمال.

اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة يؤثر على بعض النساء خلال عام واحد من الولادة، ويتميز بمشاعر الحزن الشديد، والقلق، والتعب التي تؤثر على قدرة المرأة على رعاية نفسها وطفلها، ويحدث نتيجة مجموعة من العوامل الجسدية والعاطفية تشمل ما يلي:

1. التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وبعد الولادة.
2. قلة النوم في الأسابيع وبعد أشهر من ولادة الطفل.
3. الإرهاق الجسدي.
4. الألم المرتبط بالحمل والولادة.

اضطراب ما بعد الصدمة

النساء أكثر عرضة لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) من الرجال بمقدار الضعف بعد حدث صادم.

اضطراب تشوه الجسم

اضطراب تشوه الجسم (بالإنجليزية: (Body Dysmorphic Disorder)  هو قلق الشخص الشديد بشأن بعض العيوب الجسدية المتصورة حيث تسعى المرأة المصابة باضطراب تشوه الجسم باستمرار إلى التطمينات بشأن مظهرها وقد ترى نفسها قبيحة لدرجة البحث عن علاجات.

يحدث اضطراب تشوه الجسم بوتيرة متساوية عند الرجال والنساء لكن الضغوط المجتمعية المتعلقة بالجمال الجسدي قد تجعل هذه الحالة من الصعب التغلب عليها لدى النساء.

الاضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder) يتميز بتقلبات مزاجية كبيرة تكون أكثر حدة بكثير من حالات الصعود والهبوط في المزاج التي يمر بها الأشخاص عادةً في حياتهم اليومية.

يتم تشخيص حالة الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني عند النساء أكثر من الرجال، وتكون حالات الارتفاعات المزاجية أو نوبات الهوس أو نوبات الاكتئاب أقل حدة، مع ذلك تميل النساء المصابات بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني إلى التعرض لنوبات اكتئاب أكثر من نوبات الهوس.

نصائح للحفاظ على الصحة العقلية للمرأة

الحفاظ على الصحة العقلية للمرأة يحتاج إلى تطوير مهارات التعامل مع التغيرات التي تطرأ في الحياة اليومية، ومع ذلك يحتاج المرض النفسي علاجاً طبياً متخصصاً للتغلب عليه، فيما يلي أهم النصائح للحفاظ على الصحة العقلية للمرأة:

1. تحسين الحالة المزاجية عن طريق ممارسة الرياضة بانتظام حيث تفرز التمارين الإندورفين وهي مواد كيميائية تساعد في تخفيف التوتر، وتقلل من أعراض القلق والاكتئاب.
2. اتباع نظامًا غذائيًا متوازنًا من العوامل الهامة للحفاظ على الصحة العقلية للمرأة، حيث يعمل الغذاء الصحي على تحسين الحالة المزاجية، كما يجب تجنب الأطعمة السكرية التي تؤدي إلى التعب والتهيج عندما تنخفض مستويات السكر في الدم.
3. استشارة الطبيب قبل تناول بعض الفيتامينات والمعادن مثل السيلينيوم، وأحماض أوميغا 3 الدهنية، وحمض الفوليك، وفيتامين B 12، والكالسيوم، والحديد، والزنك التي تخفف من أعراض الاكتئاب وبالتالي تحافظ على الصحة العقلية للمرأة.

إن طلب المساعدة النفسية أمر ضروري للحفاظ على الصحة العقلية للمرأة، وعلى قدراتها للتعامل مع التحديات المختلفة الخارجية التي تواجهها يوميًا؛ لذلك يجب طلب المساعدة النفسية المحترفة في حالة ظهور أعراض نفسية وعقلية تؤثر على الحياة الاجتماعية والعملية للمرأة.