من الممكن أن يتعرض المرء لنوبة هلع (بالإنجليزية: Pannic Attack) مرة كل حين، لكن إن تكررت الإصابة بنوبات الهلع بشكل دائم ومستمر، فقد يكون المرء مصابًا باضطراب الهلع، وهو أحد أنواع اضطرابات القلق الشائعة، تسبب نوبات الهلع الشعور بالخوف والقلق المفاجئين، ولا تمثل الإصابة بهذا النوع من الاضطراب تهديدًا للحياة لكنها تؤثر سلبيًا على حودة حياة المصاب، وتدفعه للانعزال في بعض الأحيان، خوفًا من التعرض لنوبات المرض. نتعرف على أهم أسباب اضطراب الهلع، وأعراضه، وطرق تشخيصه وعلاجه.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هي نوبات الهلع؟
يسبب اضطراب الهلع (بالإنجليزية: panic disorder) الإصابة المتكررة وغير المتوقعة بنوبات من الهلع والقلق، وتعرف هذه النوبات بأنها شعور بالخوف الشديد المفاجئ أو الانزعاج الذي يصل إلى ذروته في غضون دقائق.
ويعيش الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب في خوف من الإصابة بنوبة هلع جديدة، وقد يعاني المصاب من بعض الأعراض الجسدية أثناء الإصابة بنوبة الهلع، مثل ضربات القلب السريعة، وصعوبة التنفس أو التنفس المفرط في بعض الأحيان، والتعرق.
أسباب اضطراب الهلع
إن أسباب الإصابة بهذا النوع من اضطرابات القلق النفسي ليست مفهومة بشكل واضح، لكن من الممكن أن تعود أسباب اضطراب الهلع المستمر إلى ما يلي:
- العوامل الوراثية.
- التحولات الكبيرة التي تحدث في الحياة،مثل: مغادرة منزل العائلة لغرض الدراسة في الكلية.
- الزواج أو إنجاب الطفل الأول.
- وفاة أحد الأحبة.
- الانتقال من منزل إلى آخر أو من مدينة إلى أخرى.
- البدء بالعمل في وظيفة جديدة.
- حدوث خلل بالنواقل العصبية في الدماغ.
- الإصابة بالقلق (بالإنجليزية: Anxiety).
شاهد أيضًا: اضطراب الأكل القهري مرض نفسي لا يجب إهماله
أعراض نوبات الهلع
من الممكن أن يصاب المرء بنوبة هلع مرة أو مرتين خلال الشهر، وقد يعاني البعض الآخر من عدة نوبات في الأسبوع الواحد، وتظهر أعراض اضطراب الهلع متضمنة أعراضًا جسدية، أو أعراضًا نفسية، أو سلوكية:
الأعراض الجسدية للهلع
- خفقان القلب.
- التعرق.
- الارتعاش.
- ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر وشعور بعدم الراحة.
- دوار أو غثيان.
- الإحساس بالحرارة أو البرودة.
- خدران أو وخز في الأصابع.
- الشعور بالخوف الشديد من الموت.
قد تستمر هذه الأعراض من 5-20 دقيقة، وهي غير مؤذية ومن المستبعد أن تسبب أية أضرار على الجسم على الرغم من كونها مخيفة للغاية، تعتمد عدد النوبات التي يعاني منها المصاب، ومدة النوبة الواحدة على سبب التعرض لنوبة الهلع.
شاهد أيضًا: ماذا تعرف عن الأدرينالين..هرمون المواقف الصعبة
الأعراض السلوكية للهلع
- البعد عن الأماكن التي سببت التوتر للمصاب في الماضي.
- تجنب السفر، والامتناع عن الذهاب إلى مراكز التسوق.
- تجنب القيام بنشاطات متعبة، مثل ممارسة التمارين الرياضية.
تشخيص اضطراب الهلع
يتم التشخيص من قبل طبيب مختص، وعادةً ما يتطلب الموضوع إجراء عدة فحوصات، مثل:
- فحص جسدي كامل، لاستبعاد الإصابة باضطرابات أخرى.
- فحوصات للدم.
- تخطيط كهربية القلب.
- تقييم نفسي للتحدث عن الأعراض والمخاوف والمواقف العصيبة التي يعاني منها المصاب.
اضطراب الهلع أثناء النوم
قد تحدث نوبات الهلع أثناء النوم، وهو ما يسمى بنوبات الهلع الليلية (بالإنجليزية: Nocturnal Panic Attacks). تسبب هذه النوبات الخوف والهلع الشديدين لدرجة إيقاظ المصاب من النوم، وقد يظن المرء أنه يعاني من نوبة قلبية.
عندما تحدث نوبة الهلع في الليل أو أثناء النوم يكون من الصعب الهدوء والشعور بالراحة على الفور؛ لذلك قد يحتاج المصاب إلى العلاج المعرفي، أو العلاج الدوائي للسيطرة على نوبات الهلع أثناء النوم.
شاهد أيضًا: ما المقصود بفوبيا الأماكن الضيقة؟ وكيف يمكن علاجها؟
اضطراب الهلع عند الأطفال
يعتبر اضطراب الهلع أكثر شيوعًا لدى المراهقين من الأطفال الصغار في السن، وهو يحدث لأسباب حياتية مثل مغادرة أو وفاة أحد الوالدين، أو عندما يخشى الطفل الوقوع من أماكن عالية، أو عندما يجلس في منتصف قاعة مزدحمة وغير ذلك، ومن أعراضه نذكر التالي:
- القلق الشديد.
- تسارع نبض القلب.
- التعرق بغزارة.
- ضيق التنفس.
- التردد في الذهاب إلى المدرسة أو زيارة المركز التجاري.
يجب مراجعة الطبيب في حال ملاحظة هذه الأعراض على الطفل، وعادةً ما يجري الطبيب العديد من الفحوصات لتشخيص الحالة، مثل معرفة التاريخ الطبي للطفل وعائلته، وإجراء فحص جسدي شامل وغير ذلك.
كيف يمكن علاج اضطراب الهلع؟
يمكن العلاج بعدة طرق تساعد في تقليل شدة النوبات وتكرارها، منها:
- العلاج النفسي: يساعد في فهم اضطرابات ونوبات الهلع، وتعلم كيفية التعامل معها.
- العلاج السلوكي المعرفي: لتحسين الصحة العقلية وإبعاد الأفكار السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية.
- تناول مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors): وهي فئة من مضادات الاكتئاب، ومن أمثلتها دواء فلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine).
- تناول مثبطات مونوامين أوكسيديز (بالإنجليزية: Monoamine Oxidase Inhibitors): وهي من مضادات الاكتئاب التي تستخدم نادرًا بسبب آثارها الجانبية الخطيرة.
- تناول الأدوية المضادة للصرع: ومنه البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines) التي تستخدم عادةً كمهدئات.
- الحصول على الدعم: من المفيد وجود أشخاص حول المصاب لمساعدته على تخطي النوبات وآثارها الجانبية، والتخلص من الأفكار السلبية؛ لذلك ينصح بالاختلاط بالعائلة والأصدقاء، والحديث معهم حول المشاعر السلبية لتفريغها والتخلص منها.
التدابير المنزلية لعلاج نوبات الهلع
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- تقليل استخدام المنشطات مثل الكافيين.
مضاعفات اضطراب الهلع
من الممكن أن يسبب هذا الاضطراب النفسي بعض المضاعفات في حال لم يتم علاجه بالشكل المناسب. ومن هذه المضاعفات:
- الإصابة بأنواع معينة من الرهاب.
- تجنب المواقف الاجتماعية.
- مواجهة مشاكل في العمل أو المدرسة.
- الاكتئاب.
- زيادة خطر الأفكار الانتحارية.
- الإدمان على الكحول أو المخدرات.
شاهد أيضًا: ما هو اضطراب الشخصية الارتيابية أو البارونية
يؤثر اضطراب الهلع بشكل سلبي على جودة الحياة، لكنه لا يسبب للمصاب أذى مباشر، كما أنه لا يسبب أية مشاكل جسدية، ويمكن التعامل مع اضطراب الهلع باتباع بعض التدابير المنزلية، كما قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على تحسين الأعراض.