اضطراب الشخصية السادية هو اضطراب في الشخصية يظهر فيه المصاب سلوكًا مسيئًا، وعدوانيًا، ومتلاعبًا، بل ومهينًا في تعامله مع الآخرين، كما يعتبر العنف والشتائم من علامات هذا الاضطراب النفسي المعادي للمجتمع.
يفتقر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى التعاطف والاهتمام بالآخرين ويستمتعون بإيذاء الآخرين وإهانتهم، ولقد لوحظت أوجه تشابه بين هذا الاضطراب وأنواع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع الأكثر عدوانية، ومع ذلك فإن الشخص المعادي للمجتمع لا يؤذي الآخرين لمجرد التسلية.
ما معنى السادية؟ وما هي أساب الإصابة بها وأعراضها؟ وهل هي مرض نفسي قابل للعلاج؟ للإجابة على كل تلك الاستفسارات تابع القراءة لتجد شرحًا وافيًا لكل ما يهمك معرفته حول الشخص السادي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هي السادية؟
يمكن تعريف معنى السادية على أنها حالات سلوكية معينة، مثل: الغضب، والارتباك، والعدوان، والسلوكيات غير التقليدية، والتي تظهر على الشخص عندما يتعرض لموقف به الكثير من الضغط النفسي، وقد يكون هذا الضغط هو عبارة عن مشاكل شخصية أو مشاكل شائعة.
ويعد الأشخاص الذين يعانون من نقص التعاطف مع الآخرين أو يخافون من آراء الآخرين هم أكثر عرضة للانخراط في هذا السلوك العنيف، وهؤلاء الأشخاص عادة ما يكون لديهم شخصية معادية للمجتمع ويعانون من العنف.
غالبًا ما يشعر الأشخاص الساديون بالرضا والسعادة عند رؤية معاناة الآخرين، وعادةً لا يشعر هؤلاء الأشخاص بالرضا عن سلوكهم السادي فحسب، بل يرغبون أيضًا في رؤيته في أشخاص آخرين، وفي الواقع يتم تلبية جزء كبير من حاجتهم إلى العنف من خلال رؤية هذه السلوكيات في وجود الآخرين.
أسباب السادية
لا يوجد سبب واضح ومحدد للإصابة بهذا المرض النفسي، لكن تعتقد بعض النظريات أن دور العوامل التربوية هو دور رئيسي فيما إذا كان المصابون عرضة لهذا الاضطراب في الشخصية الأم أم لا، وفيما يلي بعض الحقائق حول هذا الأمر:
- يعتقد البعض أن إظهار السادية هو في يد المصابين بها ولا يوجد لهم عذر في ذلك، بينما يعتقد البعض الآخر أنه من الممكن أن تحدث السادية بسبب مشاكل بيولوجية لدى هؤلاء الأشخاص تكون خارجة عن إرادتهم.
- يرجع مجموعة من الخبراء أيضًا أسباب الإصابة إلى الأحداث الصعبة والمروعة المتعلقة بطفولة المصابين، مثل اغتصاب الأطفال في سن مبكرة؛ فهذا الحدث من الممكن أن يكون سببًا رئيسيًا للسادية في المستقبل.
- لا يوجد أي أثر لوراثة هذا الاضطراب النفسي.
- يحدث هذا الاضطراب عادةً جنبًا إلى جنب مع اضطرابات نفسية أخرى، على سبيل المثال، الأشخاص الذين يحاولون أن يكونوا محددين للغاية في السلوكيات العادية أو يبالغون في سلوكهم هم أكثر عرضة للإصابة.
- يرافق هذا الاضطراب النفسي بعض الأمراض، مثل: الإصابة بالاكتئاب، أو الاضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب الشخصية الحدية، أو اضطراب الهلع، اضطراب الدفاع عن النفس، أو الاضطراب الهستيري.
ما هي الأعراض التي تظهر على الشخص السادي؟
تتعدد الأعراض والسمات لتشمل كل ما يؤدي إلى إيلام الآخرين وإيذائهم، فهذا ما يحقق النشوة واللذة للمرأة السادية أو الرجل السادي:
- يستمتع الأشخاص الساديون بإحداث الألم والأذى للآخرين.
- يتعمدون الكذب ويقومون بسلوكياتهم العدوانية بدون سبب أو غرض واضح.
- يشعرون بالرضا والإحساس بأنهم شخصيات لا تقهر عند قيامهم بهذه الممارسات.
- يميل هؤلاء الأشخاص إلى السيطرة على الآخرين وإخافتهم، ولا يهمهم ما إذا كان الشخص المعني طالبًا، أو سجينًا، أو مريضًا، أو فردًا من العائلة أو أحد الوالدين.
- يكون هناك أيضًا ارتباط بين اضطراب الشخصية السادية والسادية الجنسية حيث يكون الإشباع الجنسي لهؤلاء من خلال إيذاء وإهانة الشريك الجنسي في العلاقة الحميمية، فهم على سبيل المثال يستخدمون القيود مع الطرف الآخر أثناء الجماع، كما أنهم يرون أنه لا يحق للزوجة مغادرة المنزل بدون مرافق أو لا يحق للابنة المشاركة في العمل الاجتماعي.
- يتصرف الساديون وكأن كلمتهم هي القانون ويجب على الجميع طاعته، حتى لو كان هذا الكلام قاسيًا ولا معنى له عند الآخرين.
- لا يتردد الساديون في إذلال شخص ما أمام الآخرين، وهذا العار الذي يفرض على الآخرين يجعلهم يشعرون بالسعادة.
- ينبهر المصابون بهذا المرض بجميع أشكال العنف والفنون القتالية والأسلحة والإصابات والتعذيب أو الموت.
- يتعمد الأشخاص الساديون إذلال الآخرين، فهم يحاولون دائمًا خلق عقدة ومشاكل للآخرين، ويهدفون إلى السيطرة الكاملة على شخص أو موقف من خلال القسوة أو العنف.
تصنيف اضطراب الشخصية السادية
يصنف الأطباء النفسيون هذا الاضطراب النفسي إلى أنواع مختلفة، نذكر منها التالي:
السادية القسرية
عادة ما يكون هذا النوع أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يشغلون مناصب ومسؤوليات عالية، حيث إن هؤلاء الأشخاص يجدون أنفسهم في وضع يسهل عليهم فيه جعل الجميع تحت سيطرتهم؛ فيستمتعون بمعاقبة الآخرين، كما يحب الذين يعانون من السادية القهرية إجبار الآخرين على فعل أشياء تجعلهم يشعرون بمزيد من القوة.
السادية المتفجرة
غالبًا ما يُظهر هؤلاء الأشخاص غضبًا لا يمكن التنبؤ به؛ ونتيجة لذلك يصبح هؤلاء محبطين من حياتهم، حيث يفقدون السيطرة في المواقف الحرجة ويلجؤون إلى العنف بدلًا من اللجوء إلى التفكير.
السادية القمعية
يستمر هذا النوع من الاضطراب أيضًا في التعبير عن الغضب والعدوان؛ ونتيجة لذلك يصبح الكثير من الناس ضحايا لهم، ويتشابه الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من السادية مع الأشخاص الذين يعانون من السادية المتفجرة، مع اختلاف أنهم أكثر دقة في فعل الأشياء وأحيانًا، كما أنهم يحبون إخفاء أنفسهم عن المجتمع والقيام بأشياء يعتبرها الآخرون غير قانونية.
السادية مع فقدان السيطرة
هذا النوع يختلف تمامًا عن الأنواع الثلاثة الأخرى، حيث يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يتخيلوا المواقف الخطرة جيدًا، كما يرون في أنفسهم القدرة على خوض تلك المواقف، في البداية عليك القيام بمهاجمتهم ومن ثمّ تلبية احتياجاتهم العنيفة، ويحاول هؤلاء الأشخاص أن يثبتوا للآخرين أنهم لا يخافون من أي شيء بالتعبير عن عنفهم.
تشخيص اضطراب الشخصية السادية
عادةً ما يقوم الطبيب النفسي بتشخيص هذا الاضطراب من خلال الجلسات وجهًا لوجه ومن خلال العديد من الطرق التي نذكر منها:
- يفحص الطبيب النفسي جميع نماذج العنف، ويطبق على المصاب اختبار السادية.
- يطرح الطبيب الكثير من الأسئلة على الأسرة، والزوج، والأصدقاء، والأطفال، والآباء، وزملاء العمل، بالإضافة إلى فحص المواقف التي تسبب أكبر قدر من العنف لدى المصابين.
- يحاول الطبيب تعريض المصابين للمواقف من أجل إثارة غضبه والقدرة على وضعه تحت عدسة مكبرة.
- قد يخلط بعض الأطباء من ذوي الخبرة القليلة بين أعراض هذا الاضطراب والاضطرابات الأخرى، مثل: اضطراب الشخصية الفصامية، أو اضطراب جنون العظمة، أو الاضطراب المعادي للمجتمع، أو اضطراب الفصام، أو اضطرابات الشخصية التي تحدث نتيجة تناول الأدوية.
ملاحظة: عكس السادية هو إصابة الشخص باضطراب المازوخية أو المازوشية، وبينما نجد أن الشخص السادي يتلذذ بايقاع الألم بالآخرين، نجد أن الشخص المازوخي يجد المتعة في أن يقع هو نفسه فريسة الألم الموجه إليه من الآخرين.
علاج الشخص السادي
قد يستغرق علاج هذا الاضطراب وقتًا طويلًا، وتعتبر التغييرات في بعض سمات الشخصية، مثل المعتقدات وآليات الدفاع وأنماط السلوك، ذات أهمية خاصة وقد تستغرق سنوات، وقد تحدث هذه التغييرات ببطء. يمكن لأعراض مثل الاكتئاب أو القلق أن تقل بسرعة، بينما تتطلب السلوكيات، مثل: العدوانية، والإهمال، ونقص التعبير، والعزلة الاجتماعية، والعنف شهورًا لتغييرها.
يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الأسري، بالإضافة إلى العلاج الجماعي فعالية في تغيير أنماط السلوك الاجتماعي غير المرغوب فيه، وعلى وجه العموم فإنه يمكن للطبيب النفسي أن يصف العلاج المناسب للمريض بعد عدة فحوصات وجلسات، ونشير إلى ذلك كما يلي:
العلاج النفسي والاستشاري
على الرغم من اختلاف العلاج لكل نوع من أنواع السادية، إلا أن المبادئ العامة هي نفسها، يمكن لأفراد الأسرة أن يلعبوا دورًا رئيسيًا في تعزيز الأفكار الجيدة في المريض بالإضافة إلى تغيير سلوك المريض وأفكاره، وعلى الرغم من اختلاف أنواع اضطرابات الشخصية لدى هؤلاء الأشخاص عن بعضها البعض، إلا أنه يمكن القضاء على جزء كبير من أعراض المرض عن طريق إجراء جلسات الاستشارة والعلاج النفسي من قبل شخص متمرس.
العلاج الدوائي
الدواء في علاج هذه الحالة له آثار قصيرة المدى، حيث تساعد الأدوية في حالة الإصابة بالاكتئاب والقلق لدى الشخص المصاب باضطراب السادية، هذا بالغضافة إلى وصف المهدئات التي يمكن أن تمنع التفكير في الانتحار، والعنف غير المبرر (سوء المعاملة).
إن اضطراب الشخصية السادية هو أحد أخطر الاضطرابات النفسية التي قد يصاب بها الشخص، وفي نفس الوقت هي أحد أنواع الاضطراب النفسي الذي يتم تجاهله من قبل الكثيرين في المجتمع، وهذا على الرغم من مدى ما تسببه من ألم وإيذاء للمحيطين بالمصاب، فإذا كنت تعاني من أي من أعراض هذا الاضطراب أو لاحظت ظهور بعضها على أحد المقربين منك، فيجب المسارعة لتلقي العلاج النفسي المتخصص للتخلص من هذا الاضطراب الخطير.
بواسطة 7awi Media group