يعد العلاج المعرفي السلوكي واحدًا من أشكال العلاج الحديث قصير الأمد، وهو أسلوب علاج نفسي، يتعامل فيه الشخص مع أخصائي علاج نفسي، يمكّنه من التعرف على الأفكار وأنماط السلوك السلبية لديه، واستبدالها بسلوكيات وأفكار أكثر إيجابية وفائدة؛ من أجل حل المشكلة التي يعاني منها.
فكيف يمكن استخدام العلاج المعرفي السلوكي للقلق واضطراب ما بعد الصدمة؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
العلاج المعرفي السلوكي للقلق
إن طرق التفكير السلبية هي ما يغذي المشاعر السلبية للقلق والخوف، والهدف من العلاج المعرفي السلوكي للقلق هو تحديد وتصحيح هذه الأفكار والمعتقدات السلبية، حيث أن تغيير طريقة التفكير تمكّن الشخص من تغيير الطريقة التي يشعر بها.
أقسام العلاج المعرفي السلوكي للقلق
ينقسم العلاج السلوكي المعرفي إلى قسمين عند البحث عن التشوهات السلبية في الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى العالم وإلى ذاته، القسم الأول
حيث يفحص العلاج المعرفي كيف تساهم الأفكار السلبية أو الإدراك في حدوث مشاعر القلق، والقسم الثاني يفحص العلاج السلوكي من خلاله كيف يتصرف الشخص ويتفاعل في المواقف التي تثير القلق.
دواعي استخدام العلاج المعرفي السلوكي للقلق
يعتبر العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، من أكثر الأساليب استخدامًا في علاج اضطرابات القلق، حيث يسعى إلى:
- خفض مستويات القلق لدى المصاب.
- تهدئة عقله.
- التغلب على مخاوفه.
مميزات جلسات العلاج المعرفي السلوكي للقلق
تعتبر فنيات العلاج المعرفي السلوكي للقلق أكثر فعالية من العلاج بالدواء، كونه لا يقتصر على معالجة أعراض المشكلة فقط، بل يساعد الشخص في تحقيق التالي:
- الكشف عن الأسباب الكامنة وراء مخاوفه،
- تعلم كيفية الاسترخاء.
- النظر إلى المواقف بطرق جديدة أقل إثارة للخوف.
- تطوير المهارات في التعامل مع المشكلات وحلها.
العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب ما بعد الصدمة
يعرف اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بأنه حالة عقلية منهكة، تتطور بعد التعرض لضغط شديد أو حدث صادم، يستمر أثرها لفترة طويلة، ويسبب مجموعة متنوعة من الأعراض المعرفية والسلوكية والفسيولوجية، كإعادة تجربة الحدث، وتجنب ما يذكّر به، وفرط التوتر الفسيولوجي مثل الشعور بالأرق أو التهيج.
لذا تعد تمارين العلاج المعرفي السلوكي فعالة بدرجة كبيرة في معالجة اضطراب ما بعد الصدمة، كونه يهدف إلى تغيير أنماط السلوك والأفكار والمشاعر، من خلال مجموعة من الأساليب التي يستخدمها المعالج، وهي:
- تعديل التشوهات المعرفية، كالتعميم المفرط للمواقف السيئة أو وجود توقعات سلبية، وتطوير طرق تفكير أكثر توازنًا ومفيدة.
- تذكير المريض بالصدمة بطريقة مضبوطة، لتمكينه من مواجهة محنته بدلًا من تجنبها.
- تثقيف المريض حول ردود الفعل الشائعة تجاه الصدمات.
- التخطيط للأزمات المحتملة.
- تعليم الشخص إدارة الإجهاد وتعزيز الاسترخاء.
ملاحظة: تساعد هذه الأساليب الشخص على اكتساب فهم موضوعي أكثر لتجربته المؤلمة، وإعادة إحساسه بالسيطرة والثقة بالنفس، وتحسين قدرته على التأقلم والحد من سلوكيات التجنب.
العلاج المعرفي السلوكي للتحرش الجنسي
أعراض اضطراب ما بعد صدمة التحرش
يعاني الشخص الناجي من الاعتداء الجنسي -وخصوصًا الأطفال- من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة والتي تتلخص فيما يلي:
- عدم الشعور بالأمان.
- عدم احترام الذات.
- عدم الثقة بالآخرين.
- كوابيس.
- عدم القدرة على النوم.
- صعوبة في التركيز.
- الشعور بالحاجة الدائمة للحماية.
- الإحساس بالخدر العاطفي.
- الاكتئاب واليأس من المستقبل.
استراتيجية العلاج
فيما يخص علاج الأشخاص الناجين من الاعتداء الجنسي، فقد أثبت العلاج المعرفي السلوكي فعاليته في ذلك، ويعتمد هذا النوع من العلاج على عنصرين أساسيين:
تعزيز الثقة مع المعالج والحفاظ عليها. سرد قصة الاعتداء كاملة أثناء العلاج.
ملاحظة: قد يلجأ الناجون من الاعتداء الجنسي إلى تعاطي المخدرات أو الكحول للتغلب على أعراضهم؛ لذا يجب أن يتم علاج أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، في أسرع وقت، لتجنب تفاقمها.
خطوات العلاج المعرفي السلوكي بعد التحرش الجنسي
يقوم المعالج النفسي بمجموعة خطوات ليتمكن من مساعدة الفرد في التغلب على الأعراض المنهكة الناتجة عن اضطراب ما بعد الصدمة، وهي:
- يساعد المعالج الناجي من الاعتداء الجنسي على فهم ذكرياته؛ إذ يقلل هذا من التأثير العاطفي للذكريات، حتى تختفي الأفكار المتطفلة وذكريات الماضي والكوابيس في النهاية.
- يحاول المعالج تقليل الشعور بالذنب والخوف لدى الشخص الناجي من الاعتداء الجنسي باستخدام تقنيات، مثل التدريب على الاسترخاء.
- يقلل المعالج أيضًا من قوة ذكريات الماضي، عن طريق جعل الناجي يسترجعها ويعيد تجربتها.
- يمكن للمعالج تعليم الناجي مهارات أخرى، كإدارة الغضب والتدريب الحازم والتدريب على التواصل.
ملاحظة: قد يكون تناول العقاقير عاملًا مساعدًا للعلاج السلوكي المعرفي بالنسبة للأشخاص الناجين من الاعتداء الجنسي، وخاصة الأفراد الذين يواجهون أوقاتًا صعبة مع الاكتئاب المرتبط باضطراب ما بعد الصدمة.
العلاج المعرفي السلوكي للوسواس القهري
يعتبر اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive-Compulsive Disorder) اضطرابًا نفسيًا مزمنًا، حيث يسيطر القلق على المصاب به، ويكون لديه إما أفكارًا لا يمكنه إيقافها أو التخلص منها، وهذا ما يعرف بالهاجس، أو سلوكيات يشعر بالرغبة في تكرارها مُكرهًا وتعرف بالعادات القسرية، فكلما سعى للتخلص منها زادت نسبة قلقه.
أما علاج الوسواس القهري، فيستهدف السيطرة على الأعراض التي تشغل المصاب، والتخلص منها، ويعتمد على نوعين رئيسيين من العلاج، قد يستخدم كل منهما على حدة، أو الاثنين معًا، وهما، العلاج بالأدوية، والعلاج المعرفي السلوكي.
أثناء تنفيذ العلاج المعرفي السلوكي يتم تدريب المصاب على كيفية إدارة هواجسه وأفعاله القهرية عبر تعريضه لموقف يولد عنده القلق -لكن بشكل تدريجي- حيث يبدأ بالأفكار والأشياء التي تسبب أقل قدر من الخوف والقلق، وصولًا إلى أكثر المواقف قلقًا، ويعطى المصاب طرقًا لمقاومة رغبة القيام بالسلوكيات القهرية، ويتطلب هذا النوع من العلاج جهدًا كبيرًا، وفترة طويلة للشعور بالتحسن، حيث يبدأ الشعور بالقلق بالانخفاض حتى الزوال.
أفكارنا هي ما تؤثر على الطريقة التي نشعر بها لا الأحداث والمواقف المحيطة بنا، أي ليس الموقف الذي نعيش فيه هو الذي يحدد ما نشعر به، بل إدراكنا للموقف، وهذه هي الفرضية الأساسية للعلاج المعرفي السلوكي للقلق أو اضطراب ما بعد الصدمة أو أي اضطراب نفسي آخر.