ما هي أنواع السعال؟ وكيف يمكن معالجتها؟

يعد السعال أو الكحة من أكثر الأمراض الشائعة على مستوى العالم، لكن يتباين هذا السعال من شخص لآخر، وقد يكون هذا الفارق ظاهرًا من خلال صوت السعال نفسه أو الأعراض المصاحبة له، فما هي أنواع السعال؟ وما هي طرق الوقاية منها وعلاجها؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

مفهوم السعال

السعال (بالإنجليزية: Cough) هو أقرب ما يكون لعَرَض أو رد فعل انعكاسي للجسم بهدف تنظيف الهواء، وإزالة المهيجات وأسباب التحسس من الممرات الهوائية العلوية أي الحلق والرئتين، فيعمد الشخص إلى السعال عند التحسس من مادة ما أو الإصابة بالمرض؛ مثل الزكام لتحقيق هذه الغاية ومساعدة الجسم على الشفاء.

أنواع السعال وطرق علاجها

يتباين السعال في أنواعه، وشدته على المريض، وأسبابه، وطرق علاجه، ومن أهم أنواع السعال وطرق العلاج نذكر التالي:

السعال الحاد

السعال الحاد (بالإنجليزية: Cough Acute) يقصد به نوع الكحة التي تستمر حتى 3 أسابيع بسبب عدوى فيروسية غالبًا، وقد يصاحب هذا النوع من مخاط في بعض الحالات، وتستخدم مثبطات السعال لتخفيف أعراضه وحدته فقط نظرًا لعدم وجود علاج محدد له، أما عن أسبابه فهي كالآتي:

1. أعراض البرد.
2. الإنفلونزا.
3. الالتهاب الرئوي.
4. التهابات الجيوب الأنفية.
5. السعال الديكي.
6. التهاب الشعب الهوائية.
7. الانسداد الرئوي.

قد ينشأ السعال الحاد عن عدوى بكتيرية؛ مثل الالتهاب الرئوي، في هذه الحالة يكون علاجه بالمضادات الحيوية، أما العدوى الفيروسية فهي كما ذكر أعلاه، لا يوجد علاج يستهدفها وإنما على الجسم مقاومة العدوى بنفسه.

السعال تحت الحاد

السعال تحت الحاد يستمر من 3-8 أسابيع، تبلغ نسبة الشفاء بشكل تلقائي منه حتى 60%، أما عن الأدوية المستخدمة في علاجه؛ فقد يصف الطبيب مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان للمريض، يلي ذلك مراقبة السعال للتحقق من اختفائه، وتكون الأسباب الكامنة وراء الإصابة بهذا النوع من الالتهاب:

1. الربو.
2. التهاب الشعب الهوائية.
3. عدوى سابقة.
4. التنقيط الأنفي الخلفي.

السعال المزمن

سمي هذا النوع من السعال بالمزمن (بالإنجليزية: Cough Chronic) بسبب طول مدته التي تستمر أكثر من 8 أسابيع، وهو نوع يستلزم فيه مراجعة طبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتقدير العلاج، إذ قد يتبع الطبيب أساليب وقائية من الكحة؛ مثل حث المريض على الإقلاع عن التدخين.

علاج الكحة المزمنة يكون بمعرفة الطبيب تاريخ مريضه الطبي، والتدقيق في أية أسباب قد تسبب هذا النوع من الكحة، علاوة على إجراء فحص تصوير مقطعي محوسب للرئتين أو تنظير القصبات، وفي حال إيجاد صعوبة في تحديد سبب الإصابة، قد يتم تحويل المريض إلى أخصائي أمراض رئة، وتتضمن الأسباب الكامنة وراء الإصابة:

1. الربو.
2. الحساسية.
3. التنقيط الأنفي الخلفي.
4. الانسداد الرئوي المزمن.
5. فشل القلب.
6. سرطان الرئة رغم ندرة هذا السبب.
7. استخدام بعض الأدوية؛ مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
8. مرض الارتداد المعدي المريئي.

السعال الجاف

هناك نوع من أنواع السعال يدعى بالسعال الجاف (بالإنجليزية: Dry cough) وهو يعني وجود كمية ضئيلة من المخاط مما يجعله جافًا، يصاحب الكحة في هذه الحالة شعور بالدغدغة في الحلق مع عدم القدرة على وقف السعال، ويختفي هذا النوع من تلقاء نفسه في أغلب الحالات، ويمكن شرب الماء والدواء المخصص للسعال، أما عن الأسباب الكامنة وراءه فهي تتضمن:

1. الربو.
2. ضيق الصدر.
3. ضيق التنفس.
4. الصفير.
5. الارتجاع المعدي المريئي.
6. سرطان الرئة.

السعال الرطب

السعال الرطب (بالإنجليزية: coughWet) وهو سعال يصاحبه مخاط أو بلغم، كما أن السعال الناتج عن عدوى قد يحتوي على كميات صغيرة من الدم، ولا بد من مراجعة الطبيب في هذه الحالة. ينتج السعال الرطب جراء أحد الأسباب التالية:

1. توسع القصبات الهوائية.
2. الالتهاب الرئوي.
3. عدوى المتفطرات غير السلية.
4. مرض الانسداد الرئوي المزمن.
5. ضيق التنفس.
6. الصفير.

علاج الكحة الرطبة يكون بالمحافظة على ترطيبه بشكل دائم لتخفيف أعراض البرد، بالإضافة إلى تدليك الصدر وتناول الأدوية المسكنة للألم، أما في حالة كانت الحالة ناتجة عن عدوى بكتيرية فلا بد من تناول الأدوية المضادة للعدوى الموصوفة من قبل الطبيب.

السعال الديكي

السعال الديكي (بالإنجليزية: Whooping cough) ينتج عن عدوى بكتيرية شديدة، يصاب به حديثو الولادة ممن لم يتلقوا المطعوم بسبب ضعف مناعتهم، إذ تظهر أعراض إنفلونزا خفيفة على المصاب أولًا، ثم تتبعه الكحة ويكون مؤلمًا وشديدًا، أما عن علاج هذه السعال فهو تلقي المضاد الحيوي الموصوف من قبل  الطبيب، مع ضرورة تلقي المطعوم ضد السعال الديكي خصوصًا للأطفال الذي يواجهون صعوبة في مقاومة العدوى والتنفس.

سعال الاختناق

ينتج سعال الاختناق (بالإنجليزية: cough Choking) عن انسداد جزئي في مجرى الهواء، إذ يحاول الجسم التخلص من جسم ما عالق في مجرى التنفس ويسبب تهيجه، ويستلزم الأمر إجراء إسعافات فورية للاختناق أو الاتصال فورًا بالطوارئ لعلاج هذه الحالة والتأكد من إخراج الجسم العالق.

وصفات منزلية وعلاجات بديلة لأنواع السعال

هناك علاجات بديلة ووصفات من الممكن تحضيرها في المنزل لتخفيف حدة أعراض الكحة، والتي تتضمن الآتي:

1. شرب الشاي بالعسل: يمكن مزج 2 ملعقة صغيرة من العسل في كوب من الشاي الدافئ غير المحلى وتناوله مرة أو مرتين في اليوم الواحد لتخفيف الأعراض وتهدئة النوبات الحادة أثناء الليل، لكن لا يعطى العسل للأطفال تحت عمر السنة.
2. شرب أو تناول الزنجبيل: يعمل الزنجبيل على تخفيف السعال من النوع الجاف وأعراض الربو بشكل عام، كما أنه يخفف من الغثيان والألم، أما عن طريقة تحضيره فتكون عبر نقع 20-40 جرامًا من شرائح الزنجبيل الطازجة في كوب من الماء الساخن، ويمكن إضافة العسل أو عصير الليمون لتحسين الطعم وتهدئة الكحة.
3. استنشاق البخار: إن تحضير حمام من الماء الساخن واستنشاق بخاره يساعد على تحسين أعراض الكحة الرطبة والبلغم، يكون ذلك بالتعرض للبخار لعدة دقائق، ثم شرب كوب من الماء لمنع الجفاف، كما يمكن توفير البخار عبر تسخين قدر ماء على النار وإضافة بعض الزيوت والأعشاب المفيدة له مثل إكليل الجبل، ثم توجيه الرأس أعلاه مع تغطيته بمنشفة والبقاء حتى 5 دقائق.
4. الغرغرة بالماء والملح: يمكن مزج نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ ثم الغرغرة فيه عبر تركه أسفل الخلق للحظات قبل بصقه، هذه الطريقة يمكن تكرارها أكثر من مرة خلال اليوم، إذ تساعد على علاج التهاب الحلق والسعال الرطب ذي البلغم.
5. إنزيم البروميلين: وهو أنزيم متواجد بشكل كبير في ثمار الأناناس، ويوجد منه مكملات غذائية، يستخدم لعلاج الالتهاب لما له من خواص مضادة للالتهاب، كما أنه يساعد على القضاء على البلغم وتخفيف الأعراض.
6. شرب شاي الزعتر: يساعد الزعتر على تخفيف الكحة وهو من النباتات المشهورة بفوائدها في ذلك، يمكن تحضيره عبر إضافة 2 ملعقة صغيرة من الزعتر ونقعها في كوب من الماء الساخن حتى 10 دقائق ثم تصفية الشراب وتناوله، كما يمكن انتقاء شراب طبي للكحة يحتوي على مستخلص الزعتر.

شاهد أيضًا: في موسم التهاب الحلق: إليك أفضل المشروبات لعلاجه

طرق الوقاية من أنواع السعال

هناك العديد من الطرق التي  تخفف من أعراض السعال ومدة بقائه وكذلك الوقاية منه، ومن هذه الطرق:

1. تعديل النظام الغذائي فيما يخص الكحة الناشئة بسبب الارتجاع المعدي المريئي.
2. شرب الماء بوفرة.
3. الابتعاد عن التدخين قدر الإمكان.
4. الابتعاد عن المهيجات الكيميائية ومسببات الحساسية؛ مثل العطور.
5. تناول ملعقة من العسل أو الحلوى الصلبة التي تعمل على تهدئة التهاب الحلق والسعال.
6. تناول المشروبات الساخنة؛ مثل الشاي والذي يمكن خلطه مع العسل أيضًا.
7. أخذ مطعوم ضد الإنفلونزا، وفيروس كورونا والالتهاب الرئوي.
8. غسل اليدين بالماء والصابون لمنع انتقال العدوى.

شاهد أيضًا: 11 خطوة نحو التحول إلى النظام الغذائي الصحي

مضاعفات السعال

ملازمة السعال للمريض يترتب عليه عدة مضاعفات مزعجة، وخاصة إذا كان ناجماً عن حالة مرضية أخرى، ومن هذه المضاعفات:

1. مواجهة مشاكل واضطراب في النوم.
2. صداع.
3. دوخة.
4. تقيؤ.
5. التعرق المفرط.
6. كسور في الأضلاع جراء السعال الشديد.
7. إغماء في حال انقطاع عملية التنفس من السعال المتواصل.
8. سلس البول.

طريقة تشخيص السعال

يشخص الطبيب سعال المريض ونوعه والعلاج المناسب له بالاعتماد على عدد من الفحوصات المهمة التي تكشف طبيعته ومدى خطورته، ومن هذه الطرق التشخيصية والتحاليل:

1. فحص درجة حرارة المريض.
2. مراقبة عدد مرات تنفس المريض.
3. قياس مستوى الأكسجين.
4. فحص الصدر بالأشعة السينية.
5. تحليل وظائف الرئة.

يعمد الطبيب أيضًا في تشخيصه لحالة المريض وسعاله على تاريخ المريض الصحي، وهل هو مدخن أم لا، علاوة على سؤاله فيما لو لاحظ وجود بلغم  أو دم أثناء السعال، وإذا كان هناك طعم سيء في الفم أو رائحة كريهة، ذلك كله بالإضافة إلى وجود ألم من عدمه، هذا يساعد الطبيب على التشخيص والبدء بخطة العلاج المناسبة للمريض.

متى تجب استشارة الطبيب؟

تكون استشارة الطبيب واجبة في حال ملاحظة أي من الأعراض التالية:

1. صوت صفير عند التنفس.
2. حمى مرتفعة تتجاوز 38.5 درجة مؤية تستمر لأكثر من يومين.
3. قشعريرة.
4. بلغم سميك ذو لون أصفر أو أخضر أو لون دموي.
5. عدم القدرة على التنفس بشكل جيد.
6. سعال دموي.
7. ألم شديد في الصدر.

السعال من الحالات الطبية التي يمكن علاجها والشفاء منها، كذلك يمكن تجنبها والوقاية منها عبر العناية بالنظافة الشخصية، ومراقبة المواد التي تتسبب التحسس والتهيج، وفي حالة عدم التماثل للشفاء باستخدام العلاجات المنزلية ينصح بسرعة التوجه للطبيب المختص لتلقي العلاج المناسب للحالة.