أضرار الشاشات على الأطفال

أصبح الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية مرض العصر، فلا يكاد يخلو أي منزل من الشاشات، وعادةً ما يتعلق الأطفال والمراهقون بها بشكل أكبر من البالغين. لكن، قد تسبب الشاشات الرقمية العديد من الأضرار الصحية، خاصةً للأطفال في مرحلة النمو، فما هي هذه الأضرار؟

تعرف في هذا المقال على تأثير وأضرار الشاشات على الأطفال والمراهقين، والأضرار الصحية التي قد تسببها، وكيفية تقليل وقت الشاشات الإلكترونية.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا

لماذا تزايد وقت الشاشات لدى الأطفال؟

انتشرت الكثير من أنواع الشاشات الإلكترونية وأصبحت تتوفر بسهولة، ما بين التلفاز، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وأيضًا الألعاب الإلكترونية، وأصبح الأطفال محاطين بالعديد من الأجهزة الإلكترونية، وأصبح تعرضهم لهذه الأجهزة أمرًا محتومًا. إضافةً إلى ذلك، أدت أزمة جائحة كورونا إلى اللجوء للتعليم الإلكتروني، الذي تطلب استخدام الأطفال للشاشات بشكل متزايد.

وعلى الرغم من أنه ينصح بعدم تعريض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين للشاشات الإلكترونية، إلا أن الأمر يصعب تحقيقه مع الانتشار الكبير للتكنولوجيا حولنا.

اقرأ أيضًا: تربية الطفل الصغير: طرق فعالة وممتعة

أضرار الشاشات على الأطفال

يسبب التعرض المستمر للشاشات الإلكترونية العديد من الأضرار الصحية على الأطفال، نذكر بعض أضرار الشاشات على الأطفال وصحتهم النفسية، والعقلية، والجسدية.

السمنة

يزيد خطر إصابة الأطفال بالسمنة كلما زاد الوقت الذي يقضونه في مشاهدة الشاشات الإلكترونية، إذ إضافةً لميل الطفل لتناول الطعام أثناء مشاهدة الشاشات، تظهر العديد من الإعلانات التي تروج للوجبات السريعة، مما يشجع الطفل على تناول هذه الوجبات غير الصحية.

اضطرابات النوم

من الممكن أن يسبب قضاء وقت طويل في مشاهدة التلفاز أو الشاشات الإلكترونية إلى صعوبة الاستغراق في النوم، أو اضطراب نظام النوم بشكل عام. تسبب قلة النوم التعب والإجهاد، مما قد يدفع الطفل لتناول المزيد من الوجبات الخفيفة خلال النهار.

الاضطرابات السلوكية

من الممكن أن تتضمن أضرار الشاشة للأطفال ميلهم للمعاناة من مشاكل عاطفية، واجتماعية، ومشاكل في التركيز في حال قضاء أكثر من ساعتين يوميًا في مشاهدة التلفاز، أو اللعب بالهاتف الذكي، أو الألعاب الإلكترونية، كما أن التعرض المفرط للألعاب الإلكترونية يزيد من مشاكل الانتباه والتركيز لدى الأطفال، خاصةً لدى الأطفال في المدرية الابتدائية.

مشاكل في الوظائف العقلية

تؤثر الشاشات الإلكترونية سلبًا على التحصيل العلمي، إذ قد تتضمن أضرار الشاشات على الأطفال المعاناة من مشاكل في الذاكرة، ومشاكل في القدرة على التغيير بين الوظائف التي يتم إنجازها. يتأثر التطور الحسي الحركي والوظائف التنفيذية سلبًا أيضًا جراء قضاء وقت طويل خلف الشاشات، وهي الوظائف التي تتحكم بالذاكرة العملية، وطرق حل المشكلات.

العنف والعدوانية

من أضرار الشاشات على الأطفال أيضًا زيادة إمكانية مشاهدة الطفل لبعض المشاهد العنيفة أثناء تصفحه للهاتف الذكي أو الشاشة اللوحية، مما قد يساهم في تطوير سلوك عدواني لديه، إذ يبدأ الطفل بالاعتقاد أنه استخدام العنف سلوك مقبول لحل المشاكل.

تأخر التطور اللغوي

يعتبر التواصل مع الأم والأب ضروريًا في مرحلة النمو لتطوير المهارات اللغوية لدى الطفل، خاصةً في السنين الأولى من العمر، ويعتقد أن التعرض المفرط للشاشات خاصةً لدى الأطفال الصغار، قد يسبب تأخر التطور اللغوي، وانخفاض القدرة على القراءة، والذي يعتبر من أكثر أضرار الشاشات على الأطفال شيوعًا.

تأخر التطور العاطفي

يؤثر التعرض للشاشات الإلكترونية بشكل سلبي على الصحة النفسية للطفل بشكل كبير، إذ إضافةً لميل الطفل للسلوك العدواني، من الممكن أن يصاب الطفل بالقلق والاكتئاب، أيضًا يعتقد أن كثرة التعرض للشاشات الإلكترونية يسبب انخفاض قدرة الطفل على فهم التواصل العاطفي، خاصةً في حال تعرضه للشاشات الإلكترونية في عمر مبكر، والذي يعتبر من أهم أضرار الشاشات على الرضع.

أهمية مراقبة ما يشاهده الأطفال

من الضروري أن يقوم الأهل بمراقبة أطفالهم أثناء استخدامهم للشاشات الإلكترونية، إذ قد يتعرض الطفل للكثير من الأمور الضارة التي تؤثر سلبًا على سلوكه وصحته النفسية. من أهم أضرار الشاشات على الأطفال وتأثيراتها على صحتهم ما يلي:

• العنف والإقدام على السلوكيات الخطرة.
• الفيديوهات التي تعرض الحركات الخطرة والتحديات التي تعارض السلوكيات الآمنة.
• المحتوى الجنسي.
• الإدمان واستخدام المواد المخدرة.
• التنمر الإلكتروني.
• إمكانية التواصل مع الأشخاص الذين يستغلون الأطفال.
• الإعلانات الموجهة للأطفال.
• المعلومات المضللة أو الخاطئة.

كيفية تقليل وقت الشاشات للأطفال

قد يكون من الصعب على الأهل التحكم بوقت الشاشات للأطفال، خاصةً مع الانتشار الواسع للشاشات الإلكترونية والتكنولوجيا، وتزايد القلق حول أضرار الشاشات على الأطفال والكبار على حدٍ سواء. لكن يمكن وضع خطة والالتزام بها، واتباع النصائح التالية لمحاولة تقليل تعرض الطفل للشاشات الإلكترونية:

• اقتصار وقت الشاشة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرًا على محادثات الفيديو مع شخص بالغ فقط، مثل أحد الوالدين في حال كان يعمل في مدينة أخرى.
• السماح للأطفال بين عمر 18-24 شهرًا بمشاهدة الفيديوهات التعليمية فقط.
• السماح للأطفال بين عمر 2-5 سنوات باستخدام الشاشات اللوحية للعب لمدة ساعة واحدة خلال أيام الأسبوع، وثلاث ساعات في عطلة نهاية الأسبوع.
• تشجيع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات على ممارسة النشاطات البدنية بشكل أكبر، وتقليل تعريضهم للشاشات الإلكترونية قدر الإمكان.
• إطفاء جميع الشاشات الإلكترونية أثناء تناول الوجبات والتجمعات العائلية.
• تعلم استخدام خاصية تحكم الأهل بأجهزة الأطفال.
• تجنب استخدام الشاشات الإلكترونية لإسكات الطفل أو التحكم بنوبات غضبه.
• إطفاء الشاشات الإلكترونية وإخراجها من غرفة الطفل قبل موعد النوم ب 30-60 دقيقة.

اقرأ أيضًا: ألعاب الأطفال، المرح والتعلم في عالم واحد

الخاتمة:

انتشر استخدام الشاشات الإلكترونية بشكل واسع بين الأطفال، مما يؤثر سلبًا على صحتهم العقلية والجسدية، وقد يسبب تأخر التطور العقلي لديهم. ينصح بتقليل وقت استخدام الشاشات الإلكترونية قدر الإمكان، وتشجيع الأطفال على القيام بالمزيد من النشاطات البدنية، لتقليل أضرار الشاشات على الأطفال وتأثيراتها السلبية على صحتهم.