يعتبر فيتامين D من الفيتامينات الأساسية للجسم، عادةً ما يقوم الجسم بتصنيعه عند التعرض لأشعة الشمس، وهو ضروري للحفاظ على صحة العظام، ودعم نمو الخلايا، وتعزيز جهاز المناعة. لكن هل يؤثر نقص فيتامين D على الصحة النفسية؟
تعرف في هذا المقال على العلاقة بين فيتامين D والصحة النفسية، وكيف يزيد نقصه خطر الإصابة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
كيف يعمل فيتامين D في الجسم؟
تمتلك خلايا العضلات، والعظام والدماغ، وجهاز المناعة مستقبلات لفيتامين D، يقوم الجسم بإيصال فيتامين D إلى الكبد والكلى حيث يتم تحويله إلى شكله الفعال، والذي يساعد على امتصاص الخلايا لعنصر الكالسيوم.
يحصل الجسم عادةً على فيتامين D من أشعة الشمس، وبعض الأطعمة، إضافةً للمكملات الغذائية. لكن يلعب لون البشرة أيضًا دورًا في امتصاصه، إذ يمتلك أصحاب البشرة الغامقة الكثير من الميلانين، الصبغة الجلدية التي تمنع امتصاص الفيتامين عند التعرض لأشعة الشمس.
العلاقة بين نقص فيتامين D والاكتئاب
قد يتبادر الاكتئاب إلى الذهن عند التفكير بالعلاقة بين فيتامين D والصحة النفسية، إذ وجد أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يعانون أيضًا من نقص فيتامين D، لذلك فقد ترتبط الحالتان معًا، كما يمكن أن يسبب نقصه العديد من الاضطرابات الأخرى، إذ من الممكن أن يرتبط اكتئاب ما بعد الولادة بنقص فيتامين د أثناء الحمل.
من جهة أخرى لا يوجد رابط مؤكد بين الحالتين، أي لا يمكن القول أن نقص فيتامين د يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، أو أن تناول كميات كافية منه تحمي من الإصابة بالاكتئاب، إذ توجد العديد من الدراسات التي تفاوتت نتائجها، فمثلًا أظهرت بعض الدراسات رابطًا بين الاكتئاب ونقص فيتامين D، بينما أجريت دراسة على 18000 شخصًا، كانوا يتناولون 2000 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا لمدة خمس سنوات، لكن لم يؤثر ذلك على علامات الاكتئاب لديهم مقارنة بالأشخاص الذين استخدموا الدواء الوهمي.
لكن نقص فيتامين D يسبب أعراضًا شبيهة بأعراض الاكتئاب، مما قد يسبب الخلط بين الحالتين، إذ قد تتمثل العلاقة بين نقص فيتامين D والصحة النفسية بظهور أعراض الاكتئاب التالية عند الإصابة بنقص الفيتامين:
- الإرهاق والإجهاد.
- اضطراب المزاج مع الشعور بانعدام الأمل والحزن.
- كثرة النسيان.
- فقدان الاهتمام بالنشاطات التي كان المرء يستمتع بها مسبقًا.
- التفكير بالانتحار.
- القلق.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن أو اكتسابه بشكل مفرط.
- اضطرابات النوم.
بالمجمل، قد يسبب نقص فيتامين د أعراضًا شبيهة بأعراض الاكتئاب، وقد يساعد استخدام المكملات الغذائية على علاج هذه الأعراض بسهولة. لكن إن لم تكن الأعراض النفسية ناتجة عن نقص فيتامين د، فلا يمكن للمكملات الغذائية علاجها.
العلاقة بين نقص فيتامين D والوسواس القهري
الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يدفع المرء للقيام بسلوكيات متكررة، وقد ترتبط الإصابة بالوسواس القهري بنقص مستويات فيتامين D عند العديد من المرضى.
أجريت دراسة في عام 2017 لمعرفة العلاقة بين نقص فيتامين D والصحة النفسية، تحديدًا الوسواس القهري، وجدت أن العديد من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الوسواس القهري يعانون أيضًا من انخفاض مستويات فيتامين د في الجسم، إضافةً إلى انخفاض مستويات فيتامين B12، وارتفاع مستويات الحمض الأميني هوموسيستين (بالإنجليزية: Homocysteine).
العلاقة بين نقص فيتامين D والشيزوفرينيا
تتضمن العلاقة بين نقص فيتامين D والصحة النفسية العديد من الأمراض، إذ لوحظ أن عدد كبير من الأشخاص المصابين بمرض الفصام أو الشيزوفرينيا (بالإنجليزية: Schizophrenia) قد ولدوا في فصلي الشتاء والربيع، مما قد يزيد خطر إصابتهم بالشيزوفرينيا بسبب تأثير نقص فيتامين D على التطور والنمو.
إضافةً إلى ذلك، يعتبر نقص فيتامين د شائعًا للغاية بين المصابين بالشيزوفرينيا، إذ أنه يؤثر على ما يقارب 65-70% من مصابي الشيزوفرينيا، والذي يعتبر نسبة مرتفعة للغاية. لكن ليس من المعروف ما إن كان علاج نقص فيتامين د يؤثر إيجابيًا على مرضى الفصام أم لا.
العلاقة بين نقص فيتامين D والتوحد
قد يمتد الارتباط بين فيتامين D والصحة النفسية إلى الجنين أثناء الحمل، إذ من المحتمل أن يرتبط نقص فيتامين D عند الأم أثناء الحمل، وخلال المراحل المبكرة من حياة الطفل بزيادة خطر الإصابة بمرض التوحد، الذي يعتبر اضطرابًا عصبيًا وسلوكيًا. لوحظ أن الأطفال المصابون بالتوحد أو الأكثر عرضة للإصابة به، قد عانوا من نقص فيتامين د أثناء الشهور الثلاثة الأولى خلال الحمل، أو عند الولادة، أو في عمر الثامنة، مقارنةً بأقرانهم غير المصابين بالتوحد.
من الممكن أن يساعد تناول الأم للمكملات الغذائية المحتوية على فيتامين د أثناء الحمل، على تقليل خطر إصابة الجنين بالتوحد. كما قد يساعد إعطاء فيتامين د للأطفال على تحسين أعراض التوحد بشكل كبير.
العلاقة بين نقص فيتامين D وفرط الحركة ونقص الانتباه
لا يزال البحث جاريًا حول العلاقة بين نقص فيتامين د ومتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه (بالإنجليزية: Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD))، إذ أظهرت الدراسات نتائج متضاربة حول الموضوع. أظهرت بعض الدراسات أن نقص فيتامين د شائع بين الأطفال المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه، بينما أظهرت دراسات أخرى عدم وجود أي علاقة بين الحالتين. لذلك يتطلب الأمر إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد العلاقة بين نقص فيتامين د ومتلازمة نقص الانتباه وفرط الحركة.
الخاتمة:
توجد علاقة وثيقة بين نقص فيتامين D والصحة النفسية، إذ قد يسبب نقص فيتامين D العديد من الأعراض النفسية، كما أنه يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري، والأمراض العصبية والسلوكية مثل مرض التوحد. ينصح بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين د والتعرض للشمس لفترات كافية، للوقاية من الإصابة بنقص فيتامين د ومضاعفاته.