تعدُّ مسألة النوم من الموضوعات التي تستحق البحث العميق، خاصة عندما يتعلق الأمر بالفروق بين الجنسين. بينما يتحدث الكثيرون عن أهمية النوم للجميع، تتساءل بعض الدراسات هل تحتاج النساء إلى النوم أكثر من الرجال؟
مع تزايد الضغوط اليومية وتغير أنماط الحياة، يصبح من الضروري فهم كيف يؤثر النوم على الصحة العامة لكل من النساء والرجال، وفي هذا أهمية النوم الصحي، وعلى الساعات النوم المثالية بناءً على الفروقات الفردية بين الجنسين.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
أهمية النوم الصحي
يعتبر النوم جزءًا أساسيًا من الصحة الجيدة، حيث يسهم في تعزيز جودة الحياة وتحسين المزاج. وفقًا للدكتور أندرو ويستوود، أخصائي النوم، فإن النوم الجيد يمكن أن يحسن من الأداء الجسدي والعقلي، حيث يعيد الجسم شحن طاقته ويُنتج الهرمونات الضرورية للحفاظ على الصحة.
خلال النوم، يتم تنظيم هرمونات الشبع والجوع، مما يؤثر على الشهية ووزن الجسم. كما أن النوم الكافي يعد ضروريًا لتعزيز الجهاز المناعي، حيث يلعب دورًا حيويًا في مكافحة الالتهابات والأمراض. لذا، فإن تخصيص الوقت الكافي للنوم، والذي يُوصى بأن يكون بين 7 إلى 8 ساعات في الليلة، يعد أمرًا ضروريًا لضمان صحة جيدة ولتعزيز الجهاز المناعي.
كم ساعة يجب أن تنام؟
تتفاوت احتياجات النوم من شخص لآخر بناءً على العمر والعوامل الصحية والنمط الحياتي. وفقًا للجمعية الأمريكية لطب الأطفال ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، هناك توصيات عامة تحدد مقدار النوم المطلوب لكل فئة عمرية، مما يوفر دليلاً مفيدًا لمساعدتك في تحديد احتياجاتك من النوم لتحقيق الصحة المثلى، فيما يلي الساعات اللازمة من النوم حسب العمر:
- من الولادة حتى 3 أشهر: 14 إلى 17 ساعة
- من 4 إلى 11 شهرًا: 12 إلى 16 ساعة
- من 1 إلى 2 سنة: 11 إلى 14 ساعة
- من 3 إلى 5 سنوات: 10 إلى 13 ساعة
- من 6 إلى 12 سنة: 9 إلى 12 ساعة
- من 13 إلى 18 سنة: 8 إلى 10 ساعات
- من 18 إلى 64 سنة: 7 إلى 9 ساعات
- 65 سنة وما فوق: 7 إلى 8 ساعات
تساعد هذه الإرشادات في الساعات اللازمة من النوم لتعزيز صحتك العامة، وتحسين مزاجك، وزيادة إنتاجيتك اليومية. من المهم مراعاة أن الاحتياجات الفردية قد تختلف، لذا يُنصح بالاستماع إلى جسمك وتعديل نمط نومك وفقًا لذلك.
هل تحتاج النساء إلى النوم أكثر من الرجال؟
تُعتبر مسألة احتياجات النوم بين النساء والرجال موضوعًا محوريًا للبحث، حيث تشير الدراسات إلى أن النساء قد يحتجن إلى فترات نوم أطول في مراحل مختلفة من حياتهن. وفقًا للدكتور كين م. يوان، أخصائي طب النوم، قد تحتاج النساء إلى نوم إضافي، بدءًا من الطفولة وصولاً إلى سن البلوغ والبالغين.
تقضي الإناث الرضع وقتًا أطول في النوم مقارنة بالذكور. وعندما يصلن إلى مرحلة المراهقة، تظل الفروق في نمط النوم قائمة، حيث تشير البيانات إلى أن النساء البالغات ينمن بمعدل يتراوح بين 7.5 إلى 8 ساعات، بينما ينام الرجال بمعدل 7 إلى 7.5 ساعات.
لكن لا يزال الجدل قائمًا حول إجابة السؤال المتعلق بهل تحتاج النساء إلى النوم أكثر من الرجال؟ أو إذا كان الرجال ببساطة لا يحصلون على القدر الكافي من النوم؟ تشير بعض الدراسات إلى أن الفروق في النوم بين الجنسين قد تكون ناجمة عن تقارير ذاتية، مما يجعل النتائج غير موضوعية.
تتأثر جودة النوم أيضًا بالتغيرات الهرمونية خلال فترات مثل الحمل وانقطاع الطمث، حيث يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى اضطرابات في النوم مثل انقطاع النفس النومي. قد تعاني النساء بعد انقطاع الطمث من اضطرابات النوم بسبب تقلبات الهرمونات، مما يجعل من المهم فهم أنماط النوم الفردية.
إذا كنتِ امرأة تعانين من نوم مضطرب أو شعور بالتعب أثناء النهار، فقد يكون من المفيد استشارة مختص في النوم لفهم الأسباب المحتملة وراء ذلك. يُعتبر الاهتمام بنظافة النوم أمرًا ضروريًا، وإذا كنتِ تحصلين على القسط الكافي من النوم ولكنكِ لا تزالين تشعرين بالتعب، فقد حان الوقت للتحدث مع مقدم الرعاية الصحية حول مشكلات النوم المحتملة، حيث بات من الواضح فعلًا أنه تحتاج النساء إلى النوم أكثر من الرجال.
كيف تخلد للنوم سريعاً؟
إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم رغم التحكم في جميع العوامل المؤثرة، هناك بعض الطرق التي قد تساعدك على النوم بسرعة. إليك تقنية تُعرف بطريقة الجيش:
تعود أصول هذه الطريقة إلى كتاب “استرخِ وابدأ بالفوز: الأداء البطولي” للكاتب لويد بود وينتر، الذي طوّرها خلال الحرب العالمية الثانية لمساعدة الطيارين على النوم بسرعة في ظروف ضغط عالية. على الرغم من أن هذه الطريقة قد تحتاج إلى حوالي 120 ثانية لإكمالها، فإن الجزء الأخير من العملية يمكن أن يجعلك تنام في غضون 10 ثوانٍ فقط.
خطوات تنفيذ الطريقة:
- استلقِ على ظهرك: اجعل جسمك مرتاحًا، وضع يديك بجانب جسمك.
- استرخِ عضلات وجهك: ابدأ من جبهتك، ثم مرر الاسترخاء إلى فكك، لسانك، والرقبة.
- تنفس بعمق: خذ نفسًا عميقًا، واسمح لجسمك بالاسترخاء.
- استرخِ الأكتاف والذراعين: اتركها تسقط جانبًا بأريحية.
- أرح جسمك: ابدأ من الساقين حتى تصل إلى القدمين.
- فكر بأفكار مهدئة: إذا كنت لا تزال مستيقظًا بعد ذلك، تخيل مشهدًا مريحًا، مثل الاستلقاء في قارب في بحيرة هادئة.
ختاماً، بعد التعرف على فوائد النوم والفروقات بالاحتياج إلى النوم ضمن الفئات المختلفة، لا بد من تجربة النوم السريع خصوصًا إذا كنت تعاني من صعوبة في الخلود إلى النوم، رغم أن هذه الطريقة قد لا تكون مدعومة بأبحاث علمية قوية، إلا أن العديد من الأشخاص وجدوا فيها طريقة فعّالة للنوم سريعًا، خاصة في الظروف المجهدة. جربها، وكن صبورًا، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت لتعتاد على هذه التقنية، وكن على ثقة أن الإجابة على سؤال هل تحتاج النساء إلى النوم أكثر من الرجال… يرتبط في الغالب بمعايير بيولوجية وهرمونية.