بدأ عرض الجزء الخامس من مسلسل المداح مع بداية شهر رمضان المبارك، والذي يسلط الضوء على المس والسحر، والصراع بين قوى الشر والجن. أثار المسلسل الذي يقوم ببطولته الفنان حمادة هلال الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرًا لتأثيره سلبًا على المرضى النفسيين، فكيف أثر مسلسل المداح على الأمراض النفسية؟ وكيف تتأثر هذه الأمراض بنظرة المجتمع؟ إليك التفاصيل في هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
تأثير مسلسل المداح على الأمراض النفسية
أدى المسلسل إلى عودة العديد من المرضى النفسيين إلى الاعتقاد أن الأمراض التي يعانون منها ناتجة عن السحر، والحسد، والشعوذة، وإحجامهم عن تلقي العلاج الذي وافقوا عليه مسبقًا. وتشكل هذه المعضلة مشكلة كبيرة، إذ يقبل نصف المصابين بالأمراض النفسية فقط على طلب العلاج، بينما يبقى النصف الآخر دون تشخيص أو علاج بسبب نظرة المجتمع السلبية للمرض النفسي.
يخاف معظم المرضى من نظرة المجتمع لهم، وذلك بسبب القلق من تلقيهم معاملة مختلفة أو من خسارة وظائفهم، وزاد مسلسل المداح من هذه المشكلة بإعادة الاعتقاد السائد بتسبب الحسد والسحر لهذه الأمراض، مما تسبب بانخفاض الإقبال على طلب العلاج بشكل أكبر.
اقرأ أيضًا: أحمد الرافعي يعاني من التقلقل العاطفي
نظرة المجتمع للمرض النفسي
لا يزال ارتباط المرض النفسي بالعار قائمًا حتى اليوم، إذ عادةً ما يتم النظر للمريض النفسي بنظرة سلبية، كما يشعر المريض نفسه أيضًا بالحرج والخجل من مرضه. وتسبب وصمة العار ضررًا على المريض، بغض النظر عن كمية كمية هذا الشعور من قبل المريض وغيره. يعود هذا التفكير للعديد من العوامل مثل عدم فهم مسببات الأمراض النفسية أو الخوف منها، أو سوء عرض الأمراض النفسية من قبل الإعلام والمسلسلات.
كما يذكر أن وصمة العار تكون بثلاثة أنواع مختلفة، هي:
- وصمة العار العامة: وهي الشعور السلبي والاحتقار الذي يقع على المريض من قبل الآخرين.
- وصمة العار الشخصية: هي الشعور السلبي واحتقار الذات لدى المريض نفسه، إذ قد يشعر المريض بالخجل والحرج من مرضه.
- وصمة العار الهيكلية: يتضمن هذا النوع أنظمة أكبر مثل الحكومات والمنظمات، التي تقلل من فرص العمل أو الدعم للمصابين بالأمراض النفسية إما بشكل متعمد أو بشكل غير متعمد. قد يتضمن ذلك تقليل تمويل الأبحاث حول الأمراض النفسية، أو تقديم خدمات أقل مخصصة للصحة النفسية مقارنةً بالخدمات الصحية الأخرى.
أمثلة على نظرة المجتمع للمريض النفسي
من الممكن أن يقوم الناس بإلقاء تعليقات سلبية متعلقة بالمرض النفسي، مثل “أنت مجنون”، أو “إنها مصابة بالفصام”، أو “كيف تكون مصابًا بالاكتئاب؟ تبدو سعيدًا للغاية”، وهكذا. كما قد يتهم بعض المرضى النفسيين بالضعف بسبب طلبهم للمساعدة الطبية المتخصصة، أو قد تتم السخرية منهم. يذكر أنه قد ينظر للمريض النفسي على أنه مخيف، أو غريب، أو غير مؤهل.
التغلب على النظرة السلبية للمرض النفسي
يمكن للمريض التعامل مع النظرة السلبية والشعور بالعار المرتبط بالمرض النفسي باتباع النصائح التالية:
- عدم التردد في طلب العلاج.
- عدم السماح للمشاعر السلبية بخلق شعور الشك بالنفس والخجل.
- عدم عزل النفس ومحاولة البقاء مع العائلة والأصدقاء المقربين، إذ قد يوفرون الدعم النفسي اللازم للتغلب على المرض.
- عدم حصر الشخصية بالمرض النفسي، أو عدم القول “أنا مكتئب”، وقول “أنا مصاب بالاكتئاب”. لا يمثل المرض النفسي الشخصية بأكملها.
- الانضمام لمجموعة دعم، للاستماع لتجارب الآخرين وتلقي الدعم منهم.
- طلب الدعم من المدرسة، في حال الإصابة بمرض نفسي يؤثر على التعلم.
اقرأ أيضًا: ما هو مرض البوليميا الذي ظهر في مسلسل أثينا؟
الخاتمة:
أثناء مسلسل المداح الجدل بسبب تأثيره على نظرة المشاهدين للأمراض النفسية، وبدلًا من طلب العلاج أو الاستمرار بتناول الأدوية المخصصة لعلاج الأمراض النفسية، تحولت اعتقاداتهم إلى السحر والحسد. ينصح بعدم النظر لهذه الأسباب على أنها أسباب حقيقية، وطلب العلاج حتى لو كان المريض يشعر بالعار والخجل من إصابته.