يمكن ممارسة التأمل في أي مكان، وقد تساعد ممارسته في الخارج على توفير فوائد أكبر للصحة النفسية والجسدية، إذ يعتمد على الهدوء الطبيعي بشكل خاص، مما يجعله من أفضل الطرق لإيجاد السلام الداخلي واليقظة العقلية. تعرف في هذا المقال على طرق ممارسة التأمل في الطبيعة وفوائده للصحة.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو التأمل في الطبيعة؟
التأمل في الطبيعة (بالإنجليزية: Nature Meditation) هو التأمل الذي تتم ممارسته في الخارج بين المناظر الطبيعية الخلابة، ويركز على الأصوات والمناظر الطبيعية، وذلك لزيادة الوعي بالأمور الأساسية في الطبيعة التي تساعد على الحصول على السلام الداخلي. يتعرض المرء أثناء وجوده في الطبيعة للمناظر الطبيعية الجميلة مثل رؤية الأزهار، وسماع زقزقة العصافير، والتعرض للهواء العليل، والرائحة الطبيعية النفاذة، مما يساعد على التواصل مع الطبيعة والسيطرة على المشاعر بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا: رحلة داخلية تبدأ بصوت: اكتشف قوة التأمل الصوتي!
فوائد ممارسة التأمل في الطبيعة
توفر تجربة التأمل في الهواء الطلق العديد من الفوائد الصحية والنفسية، نذكر هذه الفوائد فيما يلي.
الحصول على السلام الداخلي
يعتبر الحصول على السلام الداخلي أحد أهم فوائد التأمل، خاصةً عندما يكون في الطبيعة، إذ أنه يوفر حسًا بالهدوء والطمأنينة على عكس البيئة في داخل المنازل أو المباني، إذ توجد العديد من الأشياء التي قد تشتت الانتباه، مثل أصوات الأجهزة الإلكترونية، وإشعارات الهاتف المحمول، والأصوات البعيدة من الجيران أو أفراد العائلة. وتعمل الأصوات الطبيعية مثل حفيف أوراق الشجر، وزقزقة العصافير، إضافةً إلى الهواء العليل على تعزيز هذه التجربة بشكل كبير.
زيادة الوعي واليقظة بالبيئة المحيطة
يزيد التواجد في الطبيعة من التركيز على الحواس، مما يزيد من الشعور بالأشياء التي تحدث حول المرء، مثل دفء أشعة الشمس، ورائحة الهواء النقي. تعزز هذه المؤثرات الخارجية من قوة الحواس الخمسة بشكل كبير، وتساعد على زيادة الوعي بالتفاصيل في البيئة المحيطة، كما أن وجود النباتات والحيوانات والعناصر الطبيعية الأخرى يقوي شعور الترابط مع العالم.
زيادة التركيز
على الرغم من وجود العديد من الأمور التي قد تشتت الانتباه مثل أصوات زقزقة العصافير، إلا أن هذه الأصوات الطبيعية تعزز في الواقع التركيز، إذ توفر الأصوات الطبيعية الهدوء للعقل، وتمنع التشتت بالأفكار التي قد تعيق عملية التأمل.
تقليل التوتر وتهدئة النفس
يوجد ارتباط وثيق بين التواصل مع الطبيعة وتقليل التوتر، فقد يساعد الوجود بين المناظر الطبيعية على تقليل مستويات الكورتيزول في الدم، وهو هرمون التوتر، كما قد يقلل القلق ويوفر شعورًا بالهدوء. أيضًا، قد تقلل المظاهر الطبيعية الشعور بالضغوطات والمتطلبات التي يتعرض لها المرء بشكل يومي في الحياة المشغولة وسريعة الوتيرة.
اقرأ أيضًا: اليوغا والتأمل ما الفرق بينهما، وما فوائدهما؟
تحسين التنفس وضغط الدم
يعتبر التعرض للهواء الطلق من الفوائد الهامة لممارسة التأمل في الطبيعة، والذي يلعب دورًا هامًا في تحسين التنفس والصحة بشكل عام. عادةً ما يكون الهواء في داخل البيوت ملوثًا، خاصةً في الأماكن التي لا تتم تهويتها بشكل جيد بانتظام، لكن يستطيع المرء التنفس بعمق عندما يمارس التأمل في الخارج، مما يزود الجسم بالمزيد من الأكسجين الذي يفيد الرئتين والقلب وأعضاء الجسم الأخرى.
من الممكن أن يساعد التأمل في الهواء الطلق على تقليل مستويات ضغط الدم أيضًا، لتأثيره الإيجابي على مستويات الكورتيزول، وقدرته على تقليل التوتر والقلق بشكل كبير.
أنواع التأمل في الطبيعة
تتضمن أنواع التأمل في الخارج ما يلي:
- التأمل أثناء المشي أو التنزه: يمكن ممارسة هذا النوع عن طريق اختيار طريق هادئ للمشي فيه، والتركيز على إحساس القدمين عندما تلمس الأرض، وعلى مزامنة الخطوات مع التنفس. كما يجب ملاحظة التفاصيل في الطبيعة.
- التأمل الصوتي: يتضمن هذا النوع الجلوس مع إغماض العينين، والتركيز على الأصوات المحيطة بشكل كامل، مثل صوت العصافير، وصوت الرياح، أو حتى صوت السيارات البعيد. يجب عدم تصنيف هذه الأصوات، بل التركيز على الاستماع إليها فقط.
- تأمل مراقبة الطبيعة: يركز هذا النوع على عنصر واحد فقط من الطبيعة مثل شجرة، أو نهر، أو صخرة معينة، وقضاء بضعة دقائق في مراقبة هذا العنصر وتأمله. يجب ملاحظة لون العنصر، وملمسه، وشكله، وحركته. يعطي تأمل مراقبة الطبيعة شعورًا بالسلام والتأريض.
- تأمل الشمس: يجب ممارسة هذا النوع في الصباح الباكر أو في وقت العصر عندما تكون أشعة الشمس لطيفة، وذلك بالجلوس في الخارج في مواجهة الشمس مباشرة مع إغلاق العينين. يجب الشعور بأشعة الشمس وملاحظة دفئها على الجلد، مع الانتباه لوقت التعرض لأشعة الشمس واستخدام واقي شمس مناسب بالطبع.
اقرأ أيضًا: الطب الهندي الأيورفيدا لاستعادة التوازن الداخلي
طريقة ممارسة التأمل في الطبيعة
يمكن ممارسة التأمل في الهواء الطلق في الخارج بطرق بسيطة وسهلة، والتي تتضمن ما يلي:
- اختيار مكان مناسب: يجب اختيار مكان جميل وهادئ ولا يحتوي على الكثير من الأشياء التي قد تشتت الانتباه، مثل بقعة هادئة في حديقة المنزل، أو الحديقة العامة، أو شاطئ هادئ.
- التأكد من الشعور بالراحة: يجب تقليل الانزعاج قدر الإمكان، واختيار مكان مريح أو وسادة مريحة للجلوس عليها، أو ارتداء ثياب مريحة ومناسبة للمشي في حال الرغبة بممارسة التأمل أثناء المشي.
- ضبط مؤقت: يساعد تحديد وقت التأمل على الانغماس فيه والتركيز بشكل أفضل، ويمنع المرء من التشتت بالتحقق من الوقت كل حين. ينصح بتحديد وقت التأمل حسب الرغبة، ويمكن للمبتدئ بممارسته لمدة 5-10 دقائق كبداية.
- التأقلم مع البيئة المحيطة: يمكن أن تتغير العوامل في الطبيعة الطبيعة باستمرار، مثل صدور أصوات فجأة. ينصح حينها باعتبار هذه الأصوات مثل أصوات الطيور والحيوانات جزءًا من التأمل.
- اختيار نوع التأمل: ينصح بتجربة أكثر من نوع لتحديد النوع الذي يرتاح له المرء أكثر، والتركيز على التنفس، وممارسة اليقظة الذهنية للوصول إلى النوع المناسب.
- ملاحظة المحيط: يجب التركيز على الألوان، والأشكال، وملمس وحركة الأشياء في البيئة المحيطة، مما يساعد على شحذ الحواس.
- إيقاف التأمل ببطء: يجب عدم الاستعجال وإيقاف عملية التأمل فجأة عندما يرن المؤقت، بل أخذ بضعة دقائق للتركيز على الشعور بعد جلسة التأمل، ثم العودة إلى الواقع بالتدريج.
- ممارسة التأمل بانتظام: يجب ممارسة هذه العملية بانتظام لتحسين تجربة التأمل بشكل عام، كما قد يزيد الارتباط مع الطبيعة مع الزمن.
الخاتمة:
تعتبر ممارسة التأمل في الطبيعة من أفضل الطرق للحصول على السلام الداخلي والهدوء، كما أنها تشحذ الحواس الخمسة وتزيد التركيز بشكل كبير. يمكن ممارسة هذا النوع من التأمل في أي مكان يحتوي مناظر طبيعية، والتركيز على الألوان، والأشكال، وحركة الأشياء وملمسها في الخارج.
بواسطة 7awi Media group