هل توجد علاقة بين وقت النوم وذكاء المراهقين؟

يؤثر النوم على الصحة الجسدية والعقلية بشكل كبير، وهو يلعب دورًا في الوظائف العقلية أيضًا حسب دراسة أجريت حديثًا حسب الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، لكن هذا التأثير يكون أوضح لدى المراهقين. تعرف في هذا المقال على العلاقة بين وقت النوم وذكاء المراهقين، وكيفية تأثير النوم على الوظائف العقلية للإنسان في مختلف الأعمار.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا

العلاقة بين وقت النوم وذكاء المراهقين

أظهرت الدراسة التي أجريت على أكثر من 3000 مراهق بين جامعتي كارمبريدج وشانغهاي، أن المراهقين الذين يخلدون للنوم في وقت مبكر يتمتعون بمهارات عقلية أفضل، وكانوا قادرين على إحراز علامات أفضل في اختبارات القدرات العقلية. يحتاج المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 13-18 سنة إلى 8-10 ساعات من النوم على الأقل، حسب الأكاديمية الأمريكية لطب النوم (بالإنجليزية: American Academy of Sleep Medicine)، والذي يساعد على تطوير الذكاء لديهم.

اقرأ أيضًا: الصحة النفسية للمراهقين وطرق تحسينها

تفاصيل الدراسة

تم تقسيم المراهقين المشاركين في الدراسة إلى 3 مجموعات، اتبعت المجموعة الأولى (39% من المشاركين) نظامًا يتضمن النوم متأخرًا والاستيقاظ مبكرًا بحيث يحصل كل مشارك على 7 ساعات و 10 دقائق من النوم كل ليلة، وتضمن نظام المجموعة الثانية (24% من المشاركين) حوالي 7 ساعات و21 دقيقة من النوم كل ليلة، بينما حصلت المجموعة الثالثة (37% من المشاركين) على أطول فترة نوم، والتي تعادل 7 ساعات و25 دقيقة كل ليلة في المعدل.

نتائج الدراسة

أظهرت نتائج الدراسة أن المجموعة الثالثة حصلت على أفضل النتائج في اختبارات المهارات العقلية، كما أحرزت أفضل النتائج في التحصيل العلمي. كما أظهرت صور مسح الدماغ أن المجموعة الثالثة تمتلك أكبر الأدمغة حجمًا مقارنةً بالمجموعتين الأولى والثانية. ذلك يعني أن العلاقة بين وقت النوم وذكاء المراهقين هي علاقة طردية، فكلما حصل المراهق على نوم أطول، زادت نسبة الذكاء لديه.

لذلك فقد يساعد الخلود إلى النوم مبكرًا على تحسين المهارات العقلية لدى المراهقين، ولتحسين اجودة النوم يمكن للمراهق ممارسة التمارين الرياضية، والتوقف عن استخدام الشاشات الإلكترونية قبل موعد النوم ببضع ساعات.

تأثير النوم على الوظائف العقلية

لا تقتصر العلاقة بين وقت النوم وذكاء المراهقين عليهم فحسب، بل تؤثر أيضًا على البالغين وكذلك الأطفال. ثبت أن قلة النوم أو انخفاض جودة النوم تؤثر سلبًا على وظائف الدماغ بشكل عام، وذلك كما سنشرح تاليًا.

تأثير قلة النوم على الوظائف العقلية قصيرة الأمد

تؤثر قلة النوم سلبًا على معدل الذكاء، والتحصيل العلمي، والقدرة على الإبداع، والإنتاجية في العمل، إضافةً لتأثيرها السلبي على الوظائف الحركية أيضًا، فقد تصعب القيادة على المرء بسبب الشعور المفرط بالنعاس بعد النوم لفترة قصيرة. قد تتضمن التأثيرات السلبية قصيرة الأمد لقلة النوم على المرء ما يلي:

• الشعور المفرط بالنعاس: وذلك يتضمن الشعور بالإجهاد والتعب خلال اليوم بسبب قلة النوم.
• عدم القدرة على التركيز لفترات طويلة: تقلل قلة النوم من قدرة الإنسان على التركيز، وكذلك القدرة على التعلم والتحليل.
• تقليل القدرة على التكيف: من الممكن أن تسبب قلة النوم أيضًا انخفاض القدرة على التأقلم والتكيف مع التغيرات التي تواجه المرء خلال اليوم، والذي يقلل بدوره القدرة على التعلم عند التعرض لضغط معين.
• تقليل الذكاء العاطفي: تؤثر قلة النوم أيضًا على القدرة على فهم المعلومات العاطفية، والتي عاجةً ما تكون مهمة لعملية تعلم شيء جديد، أو تحليل مشكلة، أو اتخاذ قرار.
• ضعف القدرة على الحكم على الأمور: قد يسبب ذلك عدم القدرة على الحكم على الأمور بشكل منطقي، ويؤدي إلى اتخاذ قرارات خطيرة أو خاطئة، والتركيز على الفوائد دون النظر إلى المخاطر.

اقرأ أيضًا: تأثير الصحة النفسية على التحصيل الدراسي

تأثير قلة النوم على الوظائف العقلية طويلة الأمد

قد ترتبط قلة النوم بتراجع الوظائف العقلية على مر الزمن، وقد تؤدي إلى الخرف في نهاية المطاف. إضافةً إلى ذلك، قد تؤدي قلة النوم إلى تفاقم أعراض الخرف لدى الأشخاص الذين سبق تشخيصهم به. من الممكن أن تسبب قلة النوم أضرارًا طويلة الأمد على الدماغ، وذلك قد يتضمن:

• تعطل الذاكرة: يتكون النوم من مرحلتين رئيسيتين يمر بها المرء عدة مرات في الليلة الواحدة، وقد تبين أن المرحلتين تلعبان دورًا كبيرًا في الذاكرة والقدرة على تخزين المعلومات، إذ تساعد كل مرحلة على تخزين نوع معين من المعلومات واسترجاعها عند الحاجة إليها. قد تؤدي قلة النوم إلى تعطل القدرة على تخزين المعلومات بشكل صحيح بسبب اضطراب مراحل النوم أيضًا.
• زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر: يعمل الدماغ أثناء النوم على تنظيف نفسه من بروتينات البيتا أميلويد (بالإنجليزية: Beta amyloid)، التي تعتبر المسبب الأكبر لتراجع الوظائف العقلية لدى مصابي داء ألزهايمر. وثبت أن قلة النوم لليلة واحدة يسبب زيادة نسبة البيتا أميلويد في الدماغ، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بشكل كبير.

كيفية زيادة الذكاء بالنوم

أصبحت العلاقة بين وقت النوم وذكاء المراهقين أو حتى الكبار واضحة للغاية، لذلك يساعد النوم الجيد على زيادة الذكاء وتحسين الوظائف العقلية. يمكن للنصائح التالية تحسين جودة النوم وبالتالي زيادة الذكاء:

• تهيئة غرفة النوم لتكون مريحة ونظيفة.
• التوقف عن استخدام الشاشات، وإطفاء الأضواء العالية في المنزل لتحفيز إفراز الميلاتونين.
• تجنب شرب المنبهات قبل موعد النوم بعدة ساعات.
• تجنب تناول وجبات كبيرة قبل موعد النوم.
• تجنب استخدام وسائل تساعد على النوم، إذ قد يسبب بعضها الإدمان.

اقرأ أيضًا: أضرار الشاشات على الأطفال

الخاتمة: 

أثبتت دراسة أجريت في جامة كامبريدج وجامعة شانغهاي وجود علاقة بين وقت النوم وذكاء المراهقين، إذ تؤثر قلة النوم سلبًا على الوظائف العقلية والذاكرة، والتحصيل العلمي، ويمكن تحسين جودة النوم لتجنب الإصابة بمضاعفات طويلة الأمد مثل زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.