أعراض الحمل بولد: هل يمكن فعلًا التنبؤ بجنس الجنين مبكرًا؟

الحمل هو رحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية، ومن الطبيعي أن تتساءل الأمهات عن جنس الجنين، خاصةً في المجتمعات التي تنتشر فيها الاعتقادات حول علامات الحمل بولد. لكن، هل هناك حقًا أعراض علمية تؤكد أنكِ حامل بولد؟ أم أن الأمر يعتمد على الخرافات والتجارب الشخصية؟

في هذا المقال، سنستعرض أشهر أعراض الحمل بولد  مع توضيح الحقائق العلمية وراء كل منها.

كيف تعرفين أنك حامل بولد؟

تتساءل العديد من السيدات في بداية الحمل: كيف أعرف أني حامل بولد؟ والإجابة الدقيقة دائمًا تكون عبر الوسائل الطبية المعتمدة. يُعد فحص الموجات فوق الصوتية (الإيكو أو الألتراساوند) بين الأسبوعين 18 و20 من الحمل الطريقة الأكثر شيوعًا لتحديد جنس الجنين، حيث يتحقق الطبيب من الأعضاء التناسلية للجنين.

لكن في بعض الحالات، قد لا تكون وضعية الجنين مناسبة لرؤية واضحة، أو قد يحدث خطأ بسيط في التقدير، ما يجعل فحوصات أخرى أكثر دقة في الكشف، خصوصًا عندما تُجرى لأسباب طبية. من بين هذه الفحوصات:

• فحص بزل السلى: الذي يُجرى عادة بين الأسبوع 15 و18 من الحمل.

• فحص الزغابات المشيمية (بالإنجليزية: Chorionic Villus Sampling): يُجرى في الثلث الأول من الحمل للتحقق من سلامة الكروموسومات.

• فحص الحمض النووي الخالي من الخلايا: الذي يمكن إجراؤه ابتداءً من الأسبوع التاسع ويعطي نتائج دقيقة عن جنس الجنين بالإضافة إلى تحليل الكروموسومات.

ورغم شيوع بعض الأعراض التي تربطها النساء بالحمل بولد، فإن هذه الأعراض تظل اجتهادات فردية ولا تُعتبر دليلاً علمياً. يبقى الفيصل الحقيقي في تحديد جنس الجنين هو التحاليل والفحوصات الطبية الدقيقة.

شاهد أيضًا: ملابس الحمل: دليلك الشامل

أعراض تدل على الحمل بولد

رغم أن تحديد جنس الجنين بدقة لا يتم إلا عبر الفحوصات الطبية، فإن العديد من النساء يتناقلن عبر الأجيال علامات شعبية يُقال إنها تشير إلى الحمل بولد. لكن، ماذا يقول العلم عنها؟ إليك أبرز هذه الأعراض الشائعة، مع توضيح مدى صحتها علميًا:

غثيان الصباح الخفيف

يُشاع أن الحمل بولد يرافقه غثيان صباحي خفيف، بعكس الحمل ببنت الذي يُعتقد أنه يسبب غثيانًا شديدًا. إلا أن دراسة منشورة في مجلة ذا لانسيت (بالإنجليزية: The Lancet) أوضحت أن شدة الغثيان تتعلق بمستويات هرمون الحمل (hCG) وليس بجنس الجنين.

شكل البطن المنخفض

من التقاليد الشائعة أن البطن المنخفض يدل على الحمل بولد، بينما البطن المرتفع يشير إلى الحمل ببنت. في الواقع، يعتمد شكل البطن على وضعية الجنين وبنية جسم الأم، وليس له علاقة بنوع الجنين.

الرغبة في تناول الأطعمة المالحة أو الحامضة

وفقًا للموروث الشعبي، اشتهاء الموالح يعني أنك حامل بولد، بينما الحلويات تعني بنت. علميًا، لا يوجد ما يدعم ذلك، إذ أن تقلبات الشهية مرتبطة بتغير الهرمونات وليس بجنس الجنين.

زيادة نمو الشعر وقوته

يربط البعض بين الشعر الكثيف والحمل بولد، معتبرين أن التستوستيرون المرتفع هو السبب. لكن الواقع أن التغيرات في الشعر تحدث لدى كثير من النساء سواء كنّ حوامل بصبي أو فتاة، ويعود ذلك لتأثير هرمون الإستروجين.

لون البول الداكن

الاعتقاد الشائع هو أن لون البول الداكن يعني الحمل بولد، إلا أن لون البول يتأثر بمستوى الترطيب في الجسم ونوعية الطعام، وليس بجنس الجنين.

معدل ضربات قلب الجنين

يقال إن الجنين الذكر تكون نبضات قلبه أقل من 140 نبضة في الدقيقة، بينما الأنثى أعلى. لكن دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية لأمراض النساء والتوليد (بالإنجليزية: American Journal of Obstetrics & Gynecology) أثبتت أن معدل ضربات القلب الطبيعي للجنين يتراوح بين 120 و160 نبضة في الدقيقة، ولا علاقة له بالجنس.

برودة القدمين

تشير بعض الموروثات إلى أن برودة القدمين علامة على الحمل بولد، لكن هذه الظاهرة تحدث بسبب تغير الدورة الدموية والهرمونات، وقد تصيب جميع الحوامل دون تمييز حسب نوع الجنين.

شاهد أيضًا: هل تعانين من ارتجاع المريء أثناء الحمل؟ إليكِ الحلول

أعراض الحمل بولد في شهور محددة

كثير من النساء يربطن بين توقيت الحمل وظهور أعراض معينة بجنس الجنين، خصوصًا في الشهور الأولى أو الأخيرة من الحمل. ورغم أن هذه المعتقدات شائعة، فإن الأبحاث الطبية تؤكد أن معظم هذه الأعراض ليست مرتبطة بشكل مباشر بجنس الجنين، بل بالتغيرات الهرمونية والجسدية الطبيعية خلال الحمل. وقد أوضحت مراجعة نشرتها مجلة الطب التناسلي (بالإنجليزية: Journal of Reproductive Medicine) أن التمييز بين الحمل بولد أو بنت عبر الأعراض فقط يفتقر لأي دليل علمي موثوق. ومع ذلك، إليك أبرز ما يُشاع من علامات بحسب كل شهر:

أعراض الحمل بولد في الشهر الأول والثاني

• غثيان صباحي خفيف نسبيًا، مقارنة بالحمل ببنت.

• عدم تغير كبير في لون الحلمتين (وهي خرافة غير مثبتة علميًا).

أعراض الحمل بولد في الشهر الثالث

• ملاحظة زيادة في شعر الجسم أو الوجه، لكن هذه التغيرات تُعزى لهرمونات الحمل عامة وليس لجنس الجنين.

• بشرة أكثر صفاءً، إذ يقال إن الذكر “لا يسرق جمال الأم“، بينما البنت تسبب حبوبًا؛ وهو اعتقاد شعبي لا أساس علمي له.

أعراض الحمل بولد في الشهر الثامن

نشاط ملحوظ للجنين، مع حركات قوية ومتكررة. ويُقال إن الذكور أكثر حركة، لكن الدراسات، ومنها مراجعة في مجلة BMC للحمل والولادة (بالإنجليزية: BMC Pregnancy and Childbirth) ، تشير إلى أن قوة الحركة تختلف بين الأجنة بغض النظر عن الجنس، وتعتمد على الحالة الصحية للجنين ومرحلة نموه.

أعراض الحمل بولد أثناء الرضاعة

في بعض الحالات، تحمل المرأة أثناء فترة رضاعة طفلها الأول، وهنا يُلاحظ البعض تغيرات معينة يُعتقد أنها ترتبط بالحمل بولد. وتشمل هذه الملاحظات:

• قلة التعب مقارنة بالحمل السابق ببنت، ويُقال إن الذكر لا يرهق الأم بنفس الدرجة، إلا أن ذلك قد يرتبط بحالة الأم الصحية وليس بجنس الجنين.

• احتفاظ الثدي بامتلائه أو حجمه دون تغير كبير، وهو اعتقاد شائع لا تؤيده الأدلة العلمية.

بحسب الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد ( يالإنجليزية: ACOG – American College of Obstetricians and Gynecologists)، فإن التغيرات الجسدية أثناء الحمل والرضاعة تكون أكثر تعقيدًا مما يُفسر بجنس الجنين وحده، وتعتمد بشكل أكبر على توازن الهرمونات والتغذية ومستوى الإجهاد.

شاهد أيضًا: صفات الزوج السلبي ونصائح للتعامل معه

الخلاصة:

بينما تنتشر العديد من العلامات التي يُعتقد أنها تدل على الحمل بولد، فإن الطريقة الوحيدة المؤكدة لمعرفة جنس الجنين هي الفحوصات الطبية مثل السونار أو اختبارات الدم. معظم الأعراض المذكورة تعتمد على تجارب شخصية وليس على أدلة علمية، لذا لا تعتمدي عليها بشكل كلي، فإذا كنتِ متشوقة لمعرفة جنس مولودكِ، انتظري الفحص الطبي الدقيق، واستمتعي برحلة الحمل دون توتر!