أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني: ما يقوله العلم وما ترويه الأمهات

في بدايات الحمل، تبدأ المرأة بمراقبة كل تغيّر يطرأ على جسدها، وتسأل نفسها: هل أنا حامل بولد؟ خصوصًا في الشهر الثاني، حيث تتفاقم الأعراض وتتشابك مع قصص وتجارب سابقة. وبين معتقدات الجدّات والعلم الحديث، تبقى الإجابة الدقيقة متوقفة على الطب والفحوصات المتخصصة. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن بعض النساء يلاحظن إشارات معينة ويعتبرنها “أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني”. فهل هناك بالفعل علامات حاسمة؟ وما مدى دقة هذه المؤشرات؟

نُقدّم في هذا المقال مراجعة علمية دقيقة ومبسطة لأعراض الحمل في الشهر الثاني بولد، مستندين إلى أحدث ما توصّلت إليه الأبحاث، مع توضيح الفرق بين الخرافة والحقيقة، ومتى يمكن الاعتماد على الأعراض كمؤشر أولي.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

أعراض الحمل في الشهر الثاني بالتفصيل بولد

رغم أن تحديد جنس الجنين بدقة لا يتم قبل الأسبوع الرابع عشر عبر فحص السونار أو تحليل الدم (NIPT)، فإن بعض النساء يروين ملاحظات جسدية ونفسية قد ترتبط – وفقًا للتجربة – بالحمل بذكر. إليك أبرز أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني، كما أوردتها بعض الدراسات الطبية:

انخفاض غثيان الصباح

ترتبط مستويات الغثيان خلال الحمل بهرمون hCG. وقد أظهرت دراسة منشورة في مجلة الغدد الصماء السريرية (بالإنجليزية:   Journal of Clinical Endocrinology) أن النساء الحوامل بذكور يمِلن إلى مستويات أقل من هذا الهرمون، مما قد يخفف الغثيان. ومع ذلك، لا يُعد هذا المؤشر حاسمًا ولا ينطبق على جميع النساء.

اشتهاء الأطعمة المالحة أو البروتينات

يعد هذا العرض من أبرز أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني، فإذا لاحظت المرأة ميلًا قويًا نحو تناول الأطعمة المالحة أو الغنية بالبروتين، فقد يُربط ذلك بالحمل بولد. دراسة نُشرت في  مجلة الحدود في علم النفس (بالإنجليزية: Frontiers in Psychology)  عام 2020 أشارت إلى أن التغيّرات الهرمونية تختلف حسب جنس الجنين، مما قد يؤثر على الشهيّة والتفضيلات.

زيادة الطاقة والنشاط البدني

النساء اللاتي يحملن بولد قد يشعرن باندفاع طاقة أكبر في بداية الحمل. هذه الحالة تُعزى غالبًا إلى مستويات التستوستيرون التي قد تنتقل من الجنين إلى الأم بنسب طفيفة، ما قد يرفع من النشاط العام في الجسم.

معدل ضربات قلب الجنين أقل من 140 نبضة في الدقيقة

من الشائع بين المختصين استخدام معدل ضربات القلب كمؤشر أولي للجنس، حيث يُعتقد أن معدل ضربات قلب الجنين الأقل من 140 قد يشير إلى ذكر. رغم أن دراسة في مجلة تشخيص وعلاج الجنين (بالإنجليزية: Fetal Diagnosis and Therapy) لم تجد ارتباطًا علميًا قويًا، تبقى هذه المعلومة شائعة الاستخدام.

جفاف البشرة وظهور حب الشباب

بسبب التغيّرات الهرمونية، تعاني بعض النساء من جفاف في الجلد وظهور بثور أو حب شباب عند الحمل بولد. يُعزى ذلك إلى تقلبات في نسب الأندروجينات التي قد تكون أوضح أعراض الحمل بذكر الشهر الثاني.

شاهد أيضًا: أعراض الحمل بولد: هل يمكن فعلًا التنبؤ بجنس الجنين مبكرًا؟

ماذا تقول الدراسات الطبية؟

الدراسات العلمية الجادة مثل تلك المنشورة في The Lancet أو PubMed تؤكد أنه لا يمكن الاعتماد على الأعراض وحدها لتحديد جنس الجنين. فكل ما يُذكر عن أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني يبقى في إطار التنبؤات أو التجارب الشخصية. الطرق الوحيدة المؤكدة علميًا تشمل:

• تحليل الدم غير الجراحي (NIPT).

• السونار في الأسبوع 14–20.

• فحص الزغابات المشيمية (CVS) أو فحص السائل الأمنيوسي (Amniocentesis).

شاهد أيضًا: اعراض الحمل ببنت: حقيقة أم خرافة؟

متى يجب التوقف عن الاعتماد على الأعراض وحدها؟

إذا شعرتِ بأي من الأعراض المذكورة أعلاه، فقد تكون دلالات مبكرة، لكنها ليست تشخيصًا. يجب على الأم الحامل دائمًا مراجعة الطبيب لمتابعة نمو الجنين وتحديد جنسه بشكل دقيق وآمن. الاعتماد على العلامات الظاهرية وحدها قد يؤدي إلى توقعات خاطئة وإحباط لاحق.

فعلى الرغم أن متابعة أعراض الحمل في الشهر الثاني بالتفصيل بولد قد تكون مشوّقة للأمهات، فإن الاعتماد عليها بشكل كلي قد يؤدي إلى سوء فهم أو توقّعات غير دقيقة. فكل حمل يُعدّ حالة فريدة، وما قد يكون مؤشرًا واضحًا عند امرأة، قد لا يظهر عند أخرى إطلاقًا. لذلك، لا يُنصح باتخاذ الأعراض الظاهرة كوسيلة لتحديد جنس الجنين دون دعم طبي. المتابعة الدورية مع الطبيب ليست فقط لمعرفة الجنس، بل أيضًا لضمان النمو السليم للجنين، ومراقبة أي تغيّرات قد تحتاج إلى تدخل مبكر. الصحة أولاً، والتشخيص المؤكد لا يُبنى على الشعور وحده بل على العلم.

شاهد أيضًا: ما هي اعراض الحمل في الشهر الخامس ببنت؟

خلاصة

رغم تداول الكثير من العلامات التي يُعتقد أنها أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني، إلا أن العلم لا يدعم أي من هذه الادعاءات بشكل قاطع. تبقى الأعراض تجارب فردية قد تصدق أحيانًا وتخيب أحيانًا أخرى. الحل الوحيد المؤكد هو الانتظار حتى الفحوصات الطبية الدقيقة، وتذكري دائمًا أن المعلومة الدقيقة تنقذ من الحيرة، والطبيب هو المصدر الأول لطمأنينة الحامل.