دمية لابوبو المرعبة تجذب الأطفال: أطباء النفس يحللون السبب؟

انتشرت مؤخرًا دمية لابوبو في الأسواق وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح ترند عالمي، رغم مظهرها الغريب وغير المألوف، بل وحتى المزعج للبعض. إلا أن المفارقة تكمن في أن هذه الدمية وجدت رواجًا كبيرًا بين الأطفال، الذين عبّر كثيرون منهم عن رغبتهم باقتنائها واللعب بها، ما يطرح تساؤلات مهمة: هل يعكس هذا التوجه ظاهرة نفسية؟ وهل هناك خطورة فعلية وراء انجذاب الطفل إلى شيء مرعب؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

سر حب الأطفال دمية لابوبو ودلالتها النفسية

تعلّق الطفل بدمية مخيفة مثل لابوبو قد يحمل في طياته دلالات نفسية عميقة، تتجاوز كونها مجرد رغبة في اللعب أو تقليد للآخرين. فيما يلي أبرز المؤشرات النفسية المحتملة لهذا الارتباط:

• البحث عن الأمان بطرق غير تقليدية: الطفل قد يرى في الدمية المخيفة وسيلة للتأقلم مع مشاعر داخلية، فيتعلق بها رغم مظهرها المرعب.

• تعبير عن القلق أو التوتر: انجذابه لهذا النوع من الدمى قد يكون انعكاسًا لمشاعر قلق مكتومة، يحاول التعامل معها بشكل غير مباشر.

• محاولة لكسر الخوف: بعض الأطفال يواجهون مخاوفهم بالاقتراب منها، فيصبح اللعب بشيء مرعب نوعًا من التحكم الرمزي بالخوف.

• اضطراب في فهم الرموز العاطفية: عدم تمييز الطفل بين ما يبعث الأمان وما يثير الخوف قد يكون مؤشرًا على اضطراب عاطفي أو نمط بيئي غير مستقر.

• تأثر بعوامل خارجية: مشاهدة أفلام الرعب أو ألعاب إلكترونية تحتوي على شخصيات مخيفة قد تؤثر في تشكيل ذوقه واهتماماته.

شاهد أيضًا: سحب حلوى الكولا للأطفال بها مواد مخدرة (حشيش)

سلوكيات مقلقة مع دمية لابوبو

بحسب مختصين، هناك علامات سلوكية قد تظهر مع تعلق الطفل بلابوبو، ويجب الانتباه إليها بدقة:

1. اضطرابات النوم أو الكوابيس

الطفل الذي يعاني من مشكلات في النوم ويرتبط بدُمى مرعبة قد يُفرغ توتره بهذا الشكل، ما يستوجب مراقبة حالته عن كثب.

2. الشعور بالخوف والرغبة في التحكم به

في بعض الحالات، يتعامل الطفل مع الخوف عن طريق امتلاك شيء يخيفه، وكأنه يحاول تطويعه.

3. الضغوط الأسرية

أحيانًا، تكون البيئة المحيطة عاملًا مؤثرًا، خصوصًا في حال تعوّد الطفل على مشاهدة أفلام رعب أو مشاهد عنيفة داخل المنزل.

4. لفت الانتباه أو التمرد

قد يكون السلوك مجرد تعبير عن رغبة في الظهور، أو محاولة لاختبار الحدود المرسومة من الأهل.

شاهد أيضًا: لهايات الاطفال: هل هي ضرورية؟

متى يجب القلق بشأن دمية لابوبو؟

لا يعني كل ارتباط بدمية مخيفة وجود خلل، لكن عند ملاحظة هذه السلوكيات، يجب التوقف:

• عزلة اجتماعية متكررة.

• نوبات غضب أو عنف غير مبررة.

• تعلق مرضي بالدمية.

• رفض اللعب مع غيرها أو التخلي عنها نهائيًا.

في هذه الحالات، ينصح بمراجعة اختصاصي نفسي للأطفال، لتقييم الوضع وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لتدخل علاجي.

شاهد أيضًا: هل إخافة الطفل على سبيل المزاح ضارة؟

نصائح لاختيار دمى مناسبة للأطفال

اختيار الدمية المناسبة لطفلك ليس أمرًا عشوائيًا، بل خطوة تؤثر على نموه النفسي والعاطفي بشكل مباشر. لتوجيه هذا الاختيار بشكل صحي وسليم، إليك مجموعة من النصائح العملية والبدائل الآمنة:

• اختر الدمى ذات الملامح الإيجابية والهادئة: يُفضل أن تكون بألوان مبهجة وتفاصيل لطيفة تبعث في نفس الطفل شعورًا بالراحة والأمان.

• تجنّب الدمى التي تُجسّد العنف أو الرعب: مهما كانت رائجة أو منتشرة، فإنها قد تُرسّخ في عقل الطفل مفاهيم مشوشة أو عدوانية.

• راعِ عمر الطفل ومستواه النمائي: ما يناسب طفلًا في الثالثة قد لا يكون مناسبًا لطفل في التاسعة. انتبه لدرجة نضجه العاطفي والنفسي.

• شاركه تجربة الاختيار: السماح للطفل بالمشاركة في انتقاء لعبته يشعره بالثقة والتمكين ويعزز استقلاليته.

• راقب تأثير اللعبة على سلوك الطفل: تابع ردود أفعاله وسلوكياته بعد اللعب بها، فإن لاحظت تغيرًا سلبيًا أو انزعاجًا، أعد النظر في اللعبة فورًا.

شاهد أيضًا: وصفة الشوفان السحرية: سر زيادة الوزن الصحي للأطفال

بدائل دمية لابوبو

في النهاية، دمية لابوبو قد تبدو “ظاهرة عابرة”، لكنها تكشف الكثير عن تغير الذوق الطفولي، وتأثير الثقافة الرقمية السريعة على أذواق الأطفال. الفيصل دائمًا يبقى في المراقبة، والحوار المفتوح مع الطفل، وفهم ما وراء اختياراته.