بينما يتهافت كثيرون لشراء نظارات شمسية باهظة بماركات عالمية، يتغافل آخرون عن ارتدائها كليًا. وفي يوم 27 يونيو، اليوم العالمي للنظارات الشمسية، تظهر الحاجة لتصحيح المفاهيم: هل هي مجرد أكسسوار أنيق؟ أم درع أساسي للعينين في مواجهة خطر صامت اسمه “الأشعة فوق البنفسجية”؟
في هذا المقال، نكشف دور النظارات الشمسية الحقيقي في حماية البصر، مستندين إلى أدلة علمية طبية من منظمات مرموقة حول العالم، لنساعدك على اختيار النظارة التي تليق لا فقط بشكل وجهك، بل بسلامة عينيك.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
لماذا يجب ارتداء النظارة الشمسية؟
رغم أن الشمس تمدّنا بالنور والطاقة، إلا أن هناك جانبًا خفيًا منها قد يكون مؤذيًا للبصر.
أخطر ما في ضوء الشمس هو الأشعة فوق البنفسجية (UV)، التي تنقسم إلى:
-
الأشعة فوق البنفسجية أ (بالإنجليزية: UV-A): تخترق عدسة العين وتصل إلى الشبكية، وترتبط بأمراض التنكس البقعي المرتبط بالعمر.
-
الأشعة فوق البنفسجية ب (بالإنجليزية: UV-B): تسبب التهابات سطحية مثل التهابات القرنية والظفرة، وتؤدي إلى إعتام عدسة العين مع الوقت.
-
الأشعة المنعكسة: من الماء، الثلج، أو الزجاج، تعزز التعرض للأشعة فوق البنفسجية حتى لو لم تكن الشمس في السماء مباشرة.
دراسات نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب العيون ( بالإنجليزية: American Academy of Ophthalmology , AAO) تربط بين التعرض المزمن للأشعة فوق البنفسجية وزيادة خطر الإصابة بإعتام عدسة العين بنسبة تصل إلى 60%.
شاهد أيضًا: فيتامين A: سر الرؤية السليمة والبشرة المشرقة
كيف تعمل النظارات الشمسية لحماية العين؟
ليست جميع النظارات فعّالة، فالحماية لا تأتي تلقائيًا من مجرد ارتداء عدسات داكنة، حيث إن النظارات الفعالة تتصف بخصائص معينة منها:
-
تحجب 99% إلى 100% من أشعة UV-A وUV-B (حسب توصيات FDA الأمريكية).
-
إطارات تغطي كامل محيط العين لتقليل تسرب الأشعة من الجوانب.
-
عدسات معالجة بمضاد انعكاس UV لمنع الأشعة المنعكسة من الوصول للعين.
-
زجاج مصنَّع بجودة عالية لا يشوّه الرؤية ولا يسبب صداعًا.
ارتداء نظارات لا تحتوي على حماية من الأشعة فوق البنفسجية قد يضر أكثر مما ينفع، إذ توسّع العدسة الداكنة بؤبؤ العين، مما يسمح بمرور الأشعة بسهولة أكبر.
شاهد أيضًا: 5 أدوية يجب تجنب تناولها مع المغنيسيوم!
هل العدسة الداكنة أو السعر المرتفع يعني حماية أفضل؟
هنا يقع كثيرون في فخ الاعتقاد بأن “كلما غمق اللون أو غلا السعر، زادت الفعالية”.
الحقيقة الطبية تقول:
-
لون العدسة لا يعكس الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
-
النظارات الرخيصة قد تكون فعالة إذا كانت تحتوي على ملصق يشير إلى حماية 100% (بالإنجليزية: 100% UV Protection).
-
السعر العالي غالباً يُدفع للماركة، لا للحماية الفعلية.
وفق FDA، المعيار الأساسي هو وجود تصريح واضح بالحماية من UV وليس مظهر العدسة أو العلامة التجارية.
هل يجب ارتداء النظارات الشمسية في الأيام الغائمة؟
كثيرون يظنون أن النظارات تُرتدى فقط في الأيام المشمسة. وهذا خطأ شائع وخطير.
العلم يوضح أن:
-
ما يصل إلى 80% من أشعة UV يخترق الغيوم، حسب منظمة الصحة العالمية.
-
الضوء غير المرئي ما زال نشطاً في الأيام الرمادية.
-
الثلوج والماء تعكسان الأشعة الضارة حتى بدون شمس واضحة.
لذا، النظارات الشمسية ليست موسمية، بل ضرورة دائمة على مدار السنة، في جميع الظروف الجوية.
لماذا يحتاج الأطفال نظارات شمسية أيضاً؟
عينا الطفل أكثر حساسية من عين البالغ، ومعظم الضرر التراكمي يحدث في عمر مبكر.
لهذا السبب توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون ( بالإنجليزية: American Academy of Ophthalmology , AAO) بما يلي:
-
يجب أن يرتدي الأطفال نظارات معتمدة منذ سن صغيرة.
-
العدسات البلاستيكية المقاومة للكسر أفضل للأطفال.
-
أعين الأطفال تمتص نسبة أكبر من UV مقارنة بالبالغين.
شاهد أيضًا: واقي شمس بخاخ… حماية سريعة أم خدعة شائعة؟ اكتشفي الحقيقة
فوائد أخرى للنظارات الشمسية… لم تكن في الحسبان
بعيداً عن حماية العين من أشعة الشمس، تقدم النظارات الشمسية فوائد إضافية غير متوقعة.
من أبرز هذه الفوائد:
-
تحمي من الجفاف الناتج عن الرياح والغبار.
-
تقلل الحاجة للتحديق مما يقلل من تجاعيد الجبهة وحول العينين.
-
تخفف من التهيج الضوئي لدى مرضى الشقيقة (الصداع النصفي).
-
توفر راحة للعينين عند القيادة أو استخدام الأجهزة في الخارج.
الخلاصة
في يوم 27 يونيو، اليوم العالمي للنظارات الشمسية، دعونا نعيد تعريفها: هي ليست كمالية بل ضرورة طبية، وتذكّر دائماً:
-
ابحث عن ملصق “100% UV Protection”.
-
لا تنخدع بلون العدسة أو اسم الماركة.
-
اجعلها رفيقاً دائماً لك ولأطفالك، صيفًا وشتاءً.