إصابة ترامب بقصور وريدي مزمن: حالة طبية شائعة أم مؤشر مقلق؟

في بيان مفاجئ، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعاني من قصور وريدي مزمن، وذلك بعد خضوعه لفحوص طبية نتيجة ظهور تورم في الساقين وكدمات على اليدين. التقرير الطبي الصادر عن طبيبه الخاص أوضح أن الحالة ليست خطيرة، بل “شائعة بين كبار السن”، وهو ما أعاد تسليط الضوء على هذا الاضطراب الدموي، الذي يعاني منه ملايين حول العالم.

فما هو القصور الوريدي المزمن؟ ولماذا يحدث؟ وهل هو مدعاة للقلق؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ما هو القصور الوريدي المزمن؟

القصور الوريدي المزمن (بالإنجليزية: Chronic venous insufficiency) هو حالة طبية تصيب الأوردة في الأطراف السفلية، وتحدث عندما تصبح صمامات الأوردة ضعيفة أو متضررة، ما يمنعها من أداء وظيفتها الحيوية المتمثلة في ضخ الدم من الساقين باتجاه القلب. نتيجة ذلك، يبدأ الدم بالتجمع والركود في الأوردة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط الوريدي وتطور أعراض مزعجة ومتراكمة بمرور الوقت.

كيف تعمل الأوردة بشكل طبيعي؟

داخل أوردة الساقين، توجد صمامات أحادية الاتجاه تعمل مثل البوابات الصغيرة، تفتح لتسمح بمرور الدم إلى الأعلى (نحو القلب)، وتغلق لمنع رجوعه إلى الأسفل بفعل الجاذبية. عندما تضعف هذه الصمامات أو تتعرض للتلف – بسبب التقدم في السن، أو الحمل، أو الجلطات السابقة، أو عوامل وراثية – تصبح غير قادرة على الإغلاق بشكل فعال، مما يسمح للدم بالتراجع والتجمع، وهو ما يُعرف طبيًا بـ”القصور الوريدي”.

لماذا يُعتبر القصور الوريدي “مزمنًا”؟

تُطلق صفة “مزمن” على الحالة لأنها تتطور تدريجيًا على مدى شهور أو سنوات، وغالبًا لا تختفي تلقائيًا دون تدخل علاجي. إن إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد، مثل تغير لون الجلد، والتهابات، وتقرحات بطيئة الشفاء.

شاهد أيضًا: معاناة الفنان المصري إدوارد من ثلاثة أزمات مرضية خطيرة

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

يُعتبر القصور الوريدي المزمن أكثر شيوعًا لدى الفئات التالية:

• من تجاوزوا سن الخمسين.

• النساء، خصوصًا بعد الحمل المتعدد.

• من لديهم تاريخ عائلي للمرض.

• الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو قلة الحركة.

• من لديهم تاريخ سابق مع جلطات الأوردة العميقة (DVT).

شاهد أيضًا: تحليل دم بسيط يكشف لك كم ستعيش

أبرز أسباب القصور الوريدي المزمن

• التقدم في السن: وهو العامل الأبرز، إذ تضعف الصمامات الوريدية تدريجيًا بعد سن الخمسين.

• الوراثة: تلعب الجينات دورًا كبيرًا. من لديه تاريخ عائلي، تزداد لديه احتمالية الإصابة.

• الجلطات الوريدية العميقة السابقة (DVT).

• الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة دون حركة.

• السمنة المفرطة.

• الحمل المتكرر.

• التدخين المزمن.

أعراض القصور الوريدي المزمن

تبدأ الأعراض عادةً بشكل خفيف وتتطور تدريجيًا، وتشمل:

• تورم في الساقين أو الكاحلين (خصوصًا في نهاية اليوم).

• ثقل أو شد عضلي في الساقين.

• حكة أو حرقة أو وخز في الأطراف.

• ألم أثناء المشي أو الوقوف طويلًا.

• تغير لون الجلد، خصوصًا حول الكاحلين.

• تقرحات جلدية بطيئة الشفاء.

• كدمات جلدية بسيطة نتيجة تهيج الأنسجة (كما حصل مع ترامب).

شاهد أيضًا: بعد وفاة المدرب ميمي عبد الرازق: أعراض صامتة للأزمة القلبية

هل القصور الوريدي المزمن خطير؟

بحسب الدكتور تود بيرلاند، جراح الأوعية الدموية في مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك، فإن الحالة “حميدة وغير خطيرة” في معظم الحالات، لكنها تحتاج إلى متابعة طبية. مضيفًا أن القصور الوريدي لا يؤثر على متوسط العمر المتوقع، لكن التعامل الخاطئ معه قد يؤدي إلى مضاعفات جلدية وتقرحات مزمنة مؤلمة.

شاهد أيضًا: إصابة المطرب مسلم بانسداد الشرايين: كيف تحمي نفسك؟

كيف يتم تخشيص القصور الوريدي المزمن؟

يتم التشخيص كالتالي:

• فحص سريري دقيق للساقين.

• تصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Doppler Ultrasound) للكشف عن تدفق الدم.

• تقييم للأعراض والتاريخ العائلي.

وقد أظهرت فحوص ترامب، بحسب طبيبه العسكري شون باربابيلا، وجود قصور وريدي دون أي دليل على أمراض قلبية أو كلوية أو تجلط دموي عميق.

خيارات العلاج المتاحة

يُعتمد في العلاج على تخفيف الأعراض ومنع تفاقم الحالة، وتشمل:

• الجوارب الضاغطة: تُستخدم بشكل يومي لتحفيز تدفق الدم وتقليل التورم.

• رفع الساقين بانتظام: خاصة بعد الوقوف أو المشي الطويل.

• الحفاظ على وزن صحي، وممارسة التمارين الخفيفة.

• تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة دون حركة.

• الأدوية الموضعية لعلاج تهيجات الجلد أو التقرحات.

• العلاج بالليزر أو الجراحة البسيطة في الحالات المتقدمة.

حالة ترامب: تطمينات رسمية

أكد البيت الأبيض، على لسان المتحدثة كارولاين ليفيت، أن صحة الرئيس ترامب “ممتازة”، وأنه لا يشعر بأي انزعاج، رغم بعض الكدمات البسيطة الناتجة عن المصافحة وتناول الأسبرين، وهو ما اعتُبر أمرًا طبيعيًا في سياق عمره واستخدامه للأدوية المميعة للدم.

وقد أشار الطبيب إلى أن ترامب لا يعاني من قصور في القلب، ولا فشل كلوي، ولا أي مرض جهازي آخر، نافيًا الشائعات التي رُوّجت حول إصابته بمرض خطير.

الخلاصة

القصور الوريدي المزمن، ورغم ما يسببه من انزعاج، يُعد من الأمراض الشائعة القابلة للعلاج، خصوصًا إذا تم تشخيصه مبكرًا والالتزام بتوصيات الطبيب. أما في حالة ترامب، فالمؤشرات الطبية تشير إلى أن الحالة مستقرة تمامًا ولا تدعو للقلق، ويظل الأهم هو الوعي بهذه الحالة، خاصةً بين كبار السن، واتباع نمط حياة صحي لتفادي مضاعفاتها مستقبلاً.