انتشر استخدام منصة التيك توك بشكل واسع بين الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أن الفيديوهات قد تبدو غير مؤذية، فهي تحتوي على الغناء والرقص، وبعض التقنيات المبتكرة التي يستخدمها المرء لتحسين حياته اليومية، إلا أنها قد تسبب أضرارًا جسيمة على الأطفال. إليك في هذا المقال تأثير التيك توك على الأطفال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هي منصة التيك توك؟
منصة تيك توك (بالإنجليزية: TikTok) هي تطبيق رقمي شهير يتيح للمستخدمين إنشاء ومشاركة مقاطع فيديو قصيرة، غالبًا مدتها من بضع ثوانٍ إلى دقيقة، مع إمكانية إضافة مؤثرات بصرية وصوتية وموسيقى متنوعة. تم إطلاق التطبيق في عام 2016، وسرعان ما انتشر عالميًا ليصبح واحدًا من أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخدامًا، خصوصًا بين فئة الشباب.
يعتمد تيك توك على خوارزميات متقدمة لتحليل تفضيلات المستخدمين وعرض محتوى يتناسب مع اهتماماتهم، مما يزيد من التفاعل والمشاركة. يشهد استخدام الأطفال والمراهقين لمنصة تيك توك انتشارًا واسعًا، إذ توفر لهم وسيلة للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع أقرانهم عبر مقاطع فيديو قصيرة ومبتكرة. توفر المنصة محتوى متنوعًا يجذب هذه الفئة العمرية، من تحديات وأغاني ومقاطع تعليمية وترفيهية، ما يزيد من شعورهم بالاندماج والانتماء الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: أضرار الشاشات على الأطفال
تأثير التيك توك على الأطفال
من الممكن أن يؤثر التيك توك سلبًا على الصحة العقلية للأطفال، كما قد يؤثر أيضًا على أفكارهم وسلوكياتهم. نذكر فيما يلي أهم تأثيرات منصة التيك توك على الأطفال.
العقلية الرجولية المتشددة
قد يكون معظم المؤثرين على التيك توك غير مؤذين، لكن بعضهم قد ينشر سلوكيات ضارة ويشجع على تبني العقلية الرجولية المتشددة، التي تسمى أيضًا بعقلية الذكوري المتسلط (بالإنجليزية: Macho mentality). يشير هذا المفهوم إلى مجموعة من المعتقدات والسلوكيات التي تبرز القوة، السيطرة، وعدم إظهار المشاعر كمعايير للرجولة، ويرتبط أحيانًا بالتقليل من قيمة الآخرين أو التقليل من المشاعر الإنسانية.
في سياق تأثير منصة تيك توك على الأطفال، قد تساهم بعض المحتويات في تعزيز هذه العقلية بشكل سلبي. فالأطفال والمراهقون الذين يتعرضون بشكل مستمر لمقاطع تمجد القوة الجسدية أو السيطرة على الآخرين، أو تستهين بالمشاعر والرحمة، قد يطورون تصورات مشوهة عن الهوية الاجتماعية والدور الجنسي.
الصورة الجسدية المشوهة
تعد الصورة الجسدية المشوهة من تأثيرات التيك توك على الأطفال، والتي يتزايد تأثيرها باستمرار. فالمنصة تعرض بشكل متكرر مقاطع تصور أجسادًا “مثالية” وفق معايير جمالية محددة، مما يدفع الأطفال لمقارنة أنفسهم بهذه المعايير غير الواقعية.
قد تؤدي هذه المقارنات إلى شعور بالنقص، انخفاض الثقة بالنفس، واضطرابات في تقدير الذات، وقد تمتد آثارها لتشمل القلق والاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يسهل انتشار برامج تعديل الصور والفلاتر على المنصة تعزيز التصورات المشوهة للجسم، مما يزيد من صعوبة قبول الطفل لصورة جسمه الطبيعية.
الإدمان الرقمي
أصبح إدمان تصفح فيديوهات تيك توك ظاهرة متزايدة بين الأطفال، ويشير إلى الاستخدام المفرط والمتكرر للمنصة بشكل يعيق الأنشطة اليومية الطبيعية مثل الدراسة، اللعب الواقعي، والنوم. يعتمد تيك توك على خوارزميات ذكية تعرض محتوى متجددًا باستمرار، ما يحفز الأطفال على التصفح لساعات طويلة بحثًا عن التسلية أو الشعور بالاندماج الاجتماعي. قد يؤدي هذا الإدمان إلى مشاكل صحية متعددة، منها ضعف التركيز، اضطرابات النوم، زيادة القلق والتوتر، وحتى تغييرات في المزاج والسلوك.
تقليل تأثير التيك توك على الأطفال
يمكن تقليل تأثير التيك توك على الأطفال باتباع عدة استراتيجيات عملية، تهدف إلى حماية صحتهم النفسية والجسدية. من هذه الاستراتيجيات:
- تحديد وقت الاستخدام بحيث لا تتجاوز مدة التصفح اليومية حدًا معقولًا، مع تخصيص فترات خالية من الأجهزة الإلكترونية، خصوصًا قبل النوم.
- مراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، والحرص على أن يكون مناسبًا لعمرهم، مع توجيههم نحو مقاطع تعليمية أو ترفيهية صحية.
- التثقيف الرقمي وتعليم الأطفال كيفية التعامل مع المحتوى، والتمييز بين الواقع والمثالية المعروضة على الشاشة.
- تعزيز أنشطة واقعية كالرياضة، القراءة، والهوايات التي تشغل وقتهم بشكل إيجابي.
- تشجيع الحوار الأسري المستمر لمناقشة المشاعر والتحديات التي قد يواجهها الأطفال أثناء استخدام المنصة، مما يعزز وعيهم الذاتي ويحمي صحتهم النفسية.
اقرأ أيضًا: خطوات التخلص من إدمان الجوال
الخاتمة:
قد يتضمن تأثير التيك توك على الأطفال أضرارًا نفسية وسلوكية جمة، فقد يؤثر على الصورة الجسدية، ويزرع أفكارًا متشددة ومؤذية اجتماعيًا، إضافةً لكون المنصة مسببة للإدمان بشكل كبير، مما يعرقل الحياة اليومية والتركيز. ينصح بتحديد وقت استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية، ومراقبة المحتوى الذي يشاهدونه لتقليل هذه التأثيرات.