قد يكون ألم الحلق ناتجًا عن العديد من الاضطرابات، وذلك يتضمن التهاب الحلق العقدي والتهاب اللوز، وقد يصعب التفريق بينهما بشكل كبير. يعتبر الاضطرابان مختلفين للغاية على الرغم من تشابه الأعراض، وقد يتطلب كل منهما علاجًا مختلفًا. تعرف على الفرق بين التهابات اللوز والحلق في هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو التهاب الحلق؟
التهاب الحلق العقدي هو نوع من أنواع التهاب الحلق تسببه بكتيريا المكورات العقدية من المجموعة A (بالإنجليزية: Streptococcus pyogenes)، وهو أكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين. يتميز هذا النوع من الالتهاب بأعراض أشد من تلك الناتجة عن العدوى الفيروسية العادية، إذ يعاني المصاب من ألم حاد في الحلق وصعوبة في البلع، مع احمرار وتورم اللوزتين وظهور بقع بيضاء أو خطوط صديدية. كما قد تظهر حمّى مرتفعة، وصداع، وغثيان، وتورم في الغدد اللمفاوية بالرقبة.
يعد التهاب الحلق العقدي مرضًا معديًا ينتقل عبر الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة، ويتطلب العلاج بالمضادات الحيوية لتجنّب المضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية أو التهابات الكلى. التشخيص عادة يتم من خلال فحص الحلق أو اختبار سريع للبكتيريا العقدية.
اقرأ أيضًا: في موسم التهاب الحلق: إليك أفضل المشروبات لعلاجه
ما هو التهاب اللوز؟
التهاب اللوز (بالإنجليزية: Tonsillitis) هو التهاب يصيب اللوز، وهما غدتان بيضاويتان تقعان في الجزء الخلفي من الحلق وتعملان كخط دفاع أول ضد الجراثيم. يحدث الالتهاب عادة بسبب عدوى فيروسية، وفي بعض الحالات نتيجة عدوى بكتيرية، خصوصًا بالبكتيريا العقدية.
تظهر الأعراض على شكل ألم في الحلق، وصعوبة في البلع، وتورم واحمرار في اللوزتين، وأحيانًا ظهور بقع بيضاء أو صديد عليهما، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة وتضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة. يعتمد علاج التهاب اللوز على السبب؛ إذ ينصح بالراحة وتناول السوائل الدافئة في الحالات الفيروسية، بينما قد يتطلب الالتهاب البكتيري استخدام مضادات حيوية يصفها الطبيب.
الفرق بين التهابات اللوز والحلق
يعد التهاب الحلق العقدي والتهاب اللوزتين حالتين متقاربتين من حيث الأعراض، لكن بينهما فروق مهمة في السبب والموقع والعلاج. نذكر فيما يلي الفرق بين التهابات اللوز والحلق.
- السبب
التهاب الحلق العقدي سببه بكتيريا المكورات العقدية من المجموعة A، بينما التهاب اللوز قد ينتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية مختلفة.
- الموقع
في التهاب الحلق العقدي، تكون العدوى في جدار الحلق والبلعوم بشكل رئيسي، أما في التهاب اللوز، فتركز العدوى في اللوزتين تحديدًا، وقد تمتد للحلق أحيانًا.
- الأعراض
التهاب الحلق العقدي يترافق غالبًا مع حمى مرتفعة، وتورم الغدد اللمفاوية، وغياب السعال، بينما في التهاب اللوز قد تظهر بقع بيضاء على اللوزتين وصعوبة في البلع، مع احتمال وجود سعال أو احتقان أنف إذا كان سببه فيروسي.
- العلاج
التهاب الحلق العقدي يحتاج إلى مضاد حيوي لتجنب المضاعفات، بينما التهاب اللوز يعتمد علاجه على الراحة والسوائل في الحالات الفيروسية، أو المضادات الحيوية إن كان بكتيريًا.
هل يجب علاج كل منهما بالمضادات الحيوية؟
لا يشترط دائمًا استخدام المضادات الحيوية لعلاج التهاب الحلق العقدي أو التهاب اللوز، إذ يعتمد العلاج على سبب الالتهاب وشدته. يستجيب التهاب الحلق العقدي الذي تسببه بكتيريا المكورات العقدية عادةً للمضادات الحيوية، ويعتبر العلاج ضروريًا لتجنب المضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية أو التهاب الكلى.
أما التهاب اللوز فقد يكون فيروسيًا في غالب الأحيان، وفي هذه الحالة لا تفيد المضادات الحيوية، ويقتصر العلاج على تخفيف الأعراض مثل الألم، والحرارة، والالتهاب باستخدام مسكنات الألم والراحة والسوائل الدافئة. يعتبر التشخيص الدقيق بواسطة الطبيب ضروريًا لتحديد نوع الالتهاب واختيار العلاج الأنسب، سواء كان دوائيًا أو داعمًا للأعراض فقط.
مخاطر علاج التهاب اللوز بالمضادات الحيوية
غالبية حالات التهاب اللوز تكون فيروسية بطبيعتها، وبالتالي لا تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية، ويكون الاكتفاء بتخفيف الأعراض باستخدام المسكنات والراحة والسوائل الدافئة. يشكل استخدام المضادات الحيوية بشكل غير ضروري خطراً كبيرًا على الصحة، إذ يمكن أن يؤدي إلى تطور مقاومة البكتيريا للأدوية، ما يجعل علاج الالتهابات البكتيرية المستقبلية أكثر صعوبة ويزيد احتمال تفاقم الحالات.
كما أن الإفراط في المضادات الحيوية يؤثر على البكتيريا الطبيعية في الجسم، ويحدث اختلالًا في التوازن الجرثومي، مما قد يؤدي إلى مشاكل هضمية وزيادة خطر العدوى الثانوية. بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب المضادات الحيوية في آثار جانبية مباشرة مثل الحساسية واضطرابات الجهاز الهضمي.
لذلك، من الضروري تقييم سبب التهاب اللوز بدقة من قبل الطبيب، واستخدام المضادات الحيوية فقط في الحالات البكتيرية المؤكدة، مع الالتزام بالجرعة والفترة المحددة لتقليل خطر مقاومة البكتيريا وحماية الصحة العامة على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: قبل استخدام دواء كتافاست لتخفيف الألم: إليك كل ما تحتاج معرفته
الخاتمة:
يكمن الفرق بين التهابات اللوز والحلق في كون التهاب الحلق العقدي بكتيريًا، بينما من الممكن أن يكون التهاب اللوز بكتيريًا أو فيروسيًا. يتطلب التهاب الحلق العقدي المضادات الحيوية لعلاجه، لكن قد لا يحتاج التهاب اللوز الأدوية دائمًا بل على العكس، قد تسبب المضادات الحيوية أضرارًا صحية جسيمة في حال استخدامها لعلاج التهاب اللوز الفيروسي، لذلك ينصح دائمًا بالتشخيص الصحيح قبل استخدام أية أدوية.