قد يصاب المرء بالفزع عندما تحدث طقطقة الركبة، لكنها عادةً تعتبر أمرًا طبيعيًا ولا تسبب أي قلق. من الممكن أن تحدث أصوات الركبة عند القيام ببعض الحركات مثل القرفصة أو السجود للصلاة، كما من الممكن أن تحدث عند تحريك القدم بشكل معين. إليك في هذا المقال التفاصيل حول أصوات الركبة وطقطقتها، وأسبابها المرضية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هي طقطقة الركبة؟
طقطقة الركبة (بالإنجليزية: Knee cracking) هي صوت أو إحساس يصدر من مفصل الركبة عند الحركة، وقد تكون عرضًا طبيعيًا أو دلالة على مشكلة في المفصل حسب السبب المصاحب. في كثير من الحالات، تكون الطقطقة غير مؤلمة وتنشأ عن تحرر فقاعات الهواء داخل السائل الزلالي الذي يحيط بالمفصل، وهي ظاهرة طبيعية لا تستدعي القلق.
إلا أن استمرار الطقطقة مع ألم أو تورم أو تيبس قد يشير إلى وجود مشكلة مرضية مثل تآكل الغضاريف (الفصال العظمي)، أو التهاب المفصل، أو ضعف العضلات المحيطة بالركبة مما يؤدي إلى عدم استقرارها أثناء الحركة. كما أن الإفراط في ممارسة التمارين الشاقة، أو الجلوس الطويل بوضعيات غير مريحة، أو زيادة الوزن قد يساهم في ظهور الطقطقة نتيجة الضغط الزائد على المفصل.
اقرأ أيضًا: تمارين خشونة الركبة بالصور لكبار السن والشباب

أسباب صدور أصوات الركبة
من الممكن أن تعود طقطقة الركبة إلى العديد من الأسباب المرضية، خاصةً إن كانت مصحجوبة بالألم أو التورم. نذكر فيما يلي بعض الأسباب المرضية لأصوات الركبة.
تمزق الغشاء الهلالي
يعد تمزق الغضروف الهلالي أحد الأسباب الشائعة لطقطقة الركبة، خصوصًا عند الرياضيين أو الأشخاص الذين يمارسون أنشطة تتطلب التواء الركبة أو القفز المتكرر. الغضروف الهلالي هو نسيج ليفي غضروفي يقع بين عظام الفخذ والساق، ويعمل كوسادة تمتص الصدمات وتحافظ على ثبات المفصل.
عند تعرض هذا الغضروف للتمزق، قد يصدر المفصل صوت طقطقة أو احتكاك أثناء الحركة، وغالبًا ما يرافقه ألم، أو تورم، أو صعوبة في ثني الركبة وفردها بالكامل. مع الوقت، قد يؤدي الإهمال في العلاج إلى تآكل الغضاريف المفصلية وزيادة خطر الإصابة بالفصال العظمي. يعتمد العلاج على شدة التمزق، إذ يمكن الاكتفاء بالراحة والعلاج الطبيعي في الحالات البسيطة، بينما قد تحتاج الحالات المتقدمة إلى تدخل جراحي بالمنظار لإصلاح الغضروف أو استئصال الجزء التالف، مما يساعد على استعادة الحركة الطبيعية وتخفيف الطقطقة والألم.
التهاب المفاصل التنكسي
يعد التهاب المفاصل التنكسي (بالإنجليزية: Osteoarthritis) أو ما يعرف بالفصال العظمي أحد أبرز الأسباب وراء طقطقة الركبة، خصوصًا لدى الأشخاص فوق سن الأربعين أو من يعانون من زيادة الوزن. في هذه الحالة، يحدث تآكل تدريجي في الغضروف الذي يغطي نهايات العظام داخل المفصل، ما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها أثناء الحركة، فتظهر أصوات طقطقة أو فرقعة مصحوبة غالبًا بألم أو تيبّس صباحي.
كما قد يشعر المريض بصعوبة في صعود الدرج أو الجلوس لفترات طويلة. تعتبر العوامل الوراثية، وقلة النشاط البدني، والإجهاد المتكرر للمفصل من أهم الأسباب المساهمة في تفاقم الحالة. لا يوجد علاج نهائي للفصال العظمي، لكن يمكن السيطرة على الأعراض عبر تخفيف الوزن، وممارسة التمارين الخفيفة لتقوية العضلات الداعمة للركبة، واستخدام كمادات دافئة أو باردة. في الحالات المتقدمة، قد يوصي الطبيب بالعلاج الفيزيائي أو الحقن المفصلية لتحسين الحركة وتقليل الألم.

متلازمة الألم الرضفي الفخذي
تعتبر متلازمة الألم الرضفي الفخذي (بالإنجليزية: Patellofemoral pain syndrome (PFS)) أحد الأسباب الشائعة لطقطقة الركبة، خاصة بين الشباب والرياضيين الذين يمارسون ركضًا أو تمارين ضغط على الركبة. تنشأ هذه المتلازمة نتيجة اختلال في توازن العضلات حول الركبة والفخذ، مما يؤدي إلى انزلاق غير منتظم للرضفة على عظم الفخذ أثناء الحركة.
ينتج عن هذا الاحتكاك صوت الطقطقة أو الفرقعة، وغالبًا ما يرافقه ألم خلف الرضفة يزداد عند صعود الدرج أو الجلوس لفترات طويلة. تشمل العوامل المساهمة ضعف عضلات الفخذ الأمامية، زيادة الوزن، أو إصابات سابقة في الركبة. يعتمد العلاج على تمارين تقوية العضلات المحيطة بالركبة لتحسين ثبات الرضفة، وتخفيف الضغط على المفصل، إلى جانب تعديل النشاط البدني والحرص على وضعيات جلوس مناسبة.
في بعض الحالات، يستخدم العلاج الطبيعي أو دعامة للركبة لتقليل الاحتكاك والألم، مما يساهم في تقليل الطقطقة واستعادة الحركة الطبيعية للمفصل.
اقرأ أيضًا: أسباب غير متوقعة لألم الساقين عند النوم

علاج طقطقة الركبة
يعتمد علاج طقطقة الركب على السبب الكامن وراءها، إذ قد تكون طبيعية أو مرتبطة بمشكلة في المفصل مثل تمزق الغضروف أو التهاب المفاصل التنكسي. في الحالات البسيطة وغير المؤلمة، يكفي تعديل النشاط اليومي، وممارسة تمارين تقوية عضلات الفخذ والركبة لتحسين استقرار المفصل، مع الحرص على وضعيات جلوس وحركة صحيحة.
يمكن استخدام كمادات دافئة أو باردة لتخفيف الالتهاب أو الانزعاج المصاحب للطقطقة. في الحالات المصاحبة لألم أو تورم، قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الطبيعي أو الحقن المفصلية لتقليل الاحتكاك وتحسين الحركة. كما ينصح بتخفيف الوزن عند الحاجة لتقليل الضغط على الركبة. الحالات المتقدمة، مثل التمزق الشديد للغضروف أو الفصال العظمي المتقدم، قد تتطلب تدخلًا جراحيًا لإصلاح المفصل واستعادة الوظيفة الطبيعية وتقليل الأصوات المزعجة.

الخاتمة:
عادةً ما تكون طقطقة الركبة طبيعية وغير مثيرة للقلق، إذ تنتج عن خروج فقاعات الهواء المحبوسة في السائل الهلالي في داخل مفصل الركبة. لكن في بعض الأحيان، قد تكون هذه الأصوات ناتجة عن اضطرابات مرضية، مثل التهاب المفاصل التنكسي أو تمزق الغضروف الهلالي. ينصح بمراجعة الطبيب في حال كانت الطقطقة مصحوبة بالألم والتورم، وصعوبة الحركة.
ملخص المقال بالذكاء الاصطناعي