أجريت دراسة إكلينكية في جامعة ستانفورد على فعالية شريحة تساعد على استعادة البصر لدى المكفوفين، وبالتحديد الأشخاص الذي فقدوا البصر بسبب التنكس البقعي المرتبط بالعمر. فكيف تعمل شريحة استعادة البصر؟ وما هي التوقعات المستقبلية لهذا الابتكار؟ إليك التفاصيل.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هي شريحة استعادة البصر؟
تمثّل الشريحة اللاسلكية الصغيرة، التي طورتها كلية الطب في جامعة ستانفورد (بالإنجليزية: Stanford Medicine)، ثورة في تقنية استعادة البصر للمصابين بالتنكس البقعي (بالإنجليزية: Macular degeneration). تزرع هذه الشريحة داخل الجزء الخلفي من العين — تحديدًا في منطقة فقدان الخلايا الحساسة للضوء — وتبلغ أبعادها نحو 2×2 مليميتر، وتعمل دون أسلاك خارجية.
ترتبط الشريحة بنظارة ذكية مزودة بكاميرا دقيقة تلتقط الصور المحيطة وترسلها عبر ضوء الأشعة تحت الحمراء (بالإنجليزية: Infra-red) إلى الشريحة المزروعة في الشبكية. تستقبل الشريحة الإشارات الضوئية وتحولها إلى تيارات كهربائية تحفز الخلايا العصبية المتبقية في الشبكية، فيتم نقلها بعدها إشارات الرؤية إلى الدماغ.
بفضل هذا التصميم، يمكن للمستخدمين استعادة القدرة على رؤية الأشكال والتعرف على الكلمات، إذ إن بعض المرضى وصلوا إلى حدة بصرية ما بين 20/40 تقريبًا. تمثل هذه التقنية خطوة مهمة من “الحس الضوئي” نحو “رؤية الأشكال” الفعلية، بعد سنوات من البحث والتطوير.
اقرأ أيضًا: فيتامين A: سر الرؤية السليمة والبشرة المشرقة

نتائج التجارب السريرية
أظهرت التجارب السريرية التي أجريت في جامعة ستانفورد نتائج واعدة للغاية، إذ تمكن المرضى المزروع لهم الجهاز من استعادة نوع من الرؤية الوظيفية يعرف برؤية الأشكال (بالإنجليزية: Form Vision). تمكن المشاركون في الدراسة من تمييز الحروف، والأشياء ذات التباين العالي، وحتى تحديد موقع الأشخاص أو الأبواب ضمن المجال البصري.
ومن أبرز مميزات شريحة استعادة البصر أنها لاسلكية بالكامل، ما يقلل من خطر العدوى والمضاعفات مقارنة بالأجهزة المزودة بأسلاك. كما أن حجمها الصغير يسمح بزراعتها بعملية جراحية دقيقة لا تتطلب استبدال الشبكية بالكامل.
إضافةً إلى ذلك، يمكن تعديل الصورة المرسلة من النظارات الذكية في الزمن الحقيقي، ما يمنح المريض رؤية أكثر وضوحًا في ظروف الإضاءة المختلفة.
وأظهرت الدراسات أن الدماغ قادر على التأقلم تدريجيًا مع الإشارات الكهربائية القادمة من الشريحة، مما يحسن جودة الرؤية مع مرور الوقت. هذه النتائج تجعل من الشريحة خطوة ثورية نحو تطوير بدائل بصرية ذكية للأشخاص الذين يعانون من فقدان البصر بسبب التنكس البقعي.
مستقبل شريحة استعادة البصر
يبدو مستقبل شريحة استعادة البصر اللاسلكية واعدًا بشكل غير مسبوق، إذ يرى الباحثون أنها قد تمهد الطريق نحو جيل جديد من الأطراف البصرية الذكية التي تعيد الإبصار للأشخاص المصابين بالعمى الجزئي أو الكلي. يجري العمل حاليًا على تطوير نسخة مطورة من الشريحة بقدرة أعلى على نقل التفاصيل الدقيقة والألوان، مع تحسين دقة الصورة واستجابتها للحركة. كما يتم التخطيط لدمج الذكاء الاصطناعي في النظارات المرافقة لتفسير الصور وتحسين جودة الرؤية بشكل تلقائي.
ويرى الأطباء أن هذه التقنية قد تحدث تحولًا جذريًا في علاج أمراض الشبكية التنكسية، مثل التنكس البقعي المرتبط بالعمر والتهاب الشبكية الصباغي، اللذان يعدان من أبرز أسباب فقدان البصر الدائم. ومع توسع التجارب السريرية واعتمادها على نطاق أوسع، يمكن أن تصبح هذه الزراعة خيارًا علاجيًا متاحًا خلال الأعوام القادمة، مانحة الأمل لملايين الأشخاص حول العالم لاستعادة الإبصار جزئيًا، والعودة إلى ممارسة حياتهم اليومية باستقلالية أكبر.
اقرأ أيضًا: عدم وضوح الرؤية: الأسباب الخفية وراء ضبابية العين

الخاتمة:
عملت جامعة ستانفورد على تطوير شريحة استعادة البصر، وهي أداة مبتكرة تساعد على استعادة الرؤية لدى الأشخاص المصابين بالتنكس البقعي. تتم زراعة الشريحة بالجزء الخلفي من العين، وتقوم على نقل الإشارات إلى الدماغ ليستطيع ترجمتها إلى صور بصرية. ما زال العمل على الشريحة قائمًا حتى الآن، ومن المحتمل أن يتم استخدامها كحل علاجي مستقبلًا.