تُعدّ الإصابة بالإنفلونزا من أكثر الأمراض الفيروسية انتشارًا في العالم، إذ تصيب الملايين سنويًا وتسبب موجات عدوى موسمية تزداد حدّتها في الشتاء. ورغم بساطة الأعراض في معظم الحالات، إلا أن فهم طرق العدوى يُعدّ خطوة أساسية للوقاية منها، خاصة للفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
كيف تحدث الإصابة بالإنفلونزا؟
ينتقل فيروس الإنفلونزا بسهولة مذهلة، ويُصنَّف من الفيروسات التنفسية شديدة العدوى. يدخل الجسم عبر الأنف أو الفم أو العينين بعد التعرض لمصدر مُصاب. فيما يلي أبرز طرق العدوى المثبتة علميًا:
-
الانتقال عبر الرذاذ التنفسي: يحدث عند العطاس أو السعال أو حتى الكلام، حيث تنتشر جزيئات دقيقة محمّلة بالفيروس في الهواء وتصل إلى الأشخاص القريبين.
-
ملامسة الأسطح الملوّثة: يعيش الفيروس لساعات على الأسطح المعدنية أو البلاستيكية مثل مقابض الأبواب أو الهواتف المحمولة. وعند لمس هذه الأسطح ثم لمس الوجه، يمكن أن ينتقل الفيروس بسهولة.
-
العدوى غير المباشرة عبر الهواء المغلق: الأماكن سيئة التهوية، مثل المكاتب ووسائل النقل، تزيد من تركيز الفيروسات في الجو، مما يرفع احتمالية الإصابة حتى دون تلامس مباشر.

متى يكون الشخص المصاب معديًا؟
تختلف فترة العدوى من شخص لآخر، لكنها تبدأ غالبًا قبل ظهور الأعراض وتستمر عدة أيام، ما يجعل اكتشافها صعبًا في المراحل الأولى.
-
يبدأ المصاب بنقل الفيروس قبل ظهور الأعراض بيوم واحد تقريبًا.
-
تستمر العدوى من 5 إلى 7 أيام بعد بدء الأعراض.
-
الأطفال قد ينقلون الفيروس لفترة أطول بسبب بطء تعافي جهازهم المناعي.
-
الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة يظلون معديين لفترة ممتدة مقارنة بغيرهم.
اقرأ أيضًا: أضرار لقاح الانفلونزا: هل تفوق فوائده؟
عوامل تُضاعف خطر الإصابة
لعدوى بالإنفلونزا لا ترتبط فقط بالتعرض المباشر للفيروس، بل تتأثر أيضًا بسلوكيات يومية غير صحية تضعف المناعة وتزيد فرص انتقال العدوى دون إدراك. وفيما يلي أبرز العادات الخاطئة مع توصيات عملية للوقاية منها:
-
قلة النوم والإجهاد المستمر: نقص النوم يقلّل من قدرة الجسم على إنتاج الأجسام المضادة ويضعف استجابة الجهاز المناعي، لذلك احرص على النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا، وتجنّب السهر الطويل خلال موسم العدوى.
-
الاعتماد على المواصلات العامة في أوقات الذروة: وسائل النقل المزدحمة تُعتبر بيئة مثالية لانتقال الفيروس عبر الهواء والرذاذ، لذلك استخدم الكمامة في الأماكن المغلقة واغسل يديك فور الوصول إلى وجهتك.
-
تجاهل غسل اليدين بانتظام: اليدان أكثر وسيلة لنقل الفيروس بعد ملامسة الأسطح الملوثة، لذلك اغسل يديك بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة قبل الأكل وبعد العودة من الخارج.
-
مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف أو الأكواب: الفيروس يمكن أن يبقى على هذه الأدوات لساعات، مما يجعلها ناقلة فعالة للعدوى، لذلك استخدم أدواتك الشخصية فقط، واحرص على تنظيفها بشكل دوري.
-
قضاء وقت طويل في أماكن مغلقة أو سيئة التهوية: ضعف تجديد الهواء يسمح بتراكم الفيروسات في الجو وزيادة احتمالية العدوى، لذلك افتح النوافذ بانتظام أو استخدم أجهزة تنقية الهواء للحفاظ على جودة التهوية.
اقرأ أيضًا: انواع فيتامينات ومعادن لا غنى عنها: كيف تحافظ على صحتك من الداخل؟
كيف نحمي أنفسنا من العدوى؟
الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا لا تعتمد فقط على اللقاح، بل على وعي سلوكي يومي يحدّ من فرص العدوى. ومن أهم الإجراءات:
-
أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمي سنويًا، خاصة للفئات الحساسة.
-
غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
-
تجنّب لمس الوجه بعد ملامسة الأسطح العامة.
-
الحرص على التهوية الجيدة في المنازل وأماكن العمل.
-
استخدام المناديل عند السعال أو العطاس والتخلص منها فورًا.
-
البقاء في المنزل عند الشعور بالأعراض لتجنّب نقل العدوى للآخرين.
اقرأ أيضًا: أفضل الطرق لتعقيم المنزل بعد الإنفلوانزا

الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا
تُشير مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أنّ الإصابة بالإنفلونزا ليست مجرد “نزلة برد قوية”، بل مرض فيروسي خطير قد يؤدي إلى مضاعفات تشمل الالتهاب الرئوي، وتفاقم الأمراض المزمنة، وحتى دخول المستشفى في الحالات الشديدة. ولتقليل خطر العدوى وحماية المجتمع، توصي الهيئات الصحية بما يلي:
-
تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمي سنويًا، وخصوصًا للأطفال، وكبار السن، والعاملين في القطاع الصحي.
-
تجنّب الاختلاط المباشر بالأشخاص المرضى، والالتزام بمسافة آمنة لا تقل عن متر واحد عند التحدث أو التعامل معهم.
-
الابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان خلال موسم انتشار الفيروس.
-
غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو باستخدام معقم يحتوي على كحول بنسبة لا تقل عن 60%.
-
تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس بمنديل ورقي أو بمرفق اليد، مع التخلص من المنديل فورًا.
-
تجنّب لمس العينين أو الأنف أو الفم لتقليل احتمالية انتقال الفيروس من الأسطح الملوثة.
-
المحافظة على تهوية جيدة في المنازل وأماكن العمل ووسائل النقل المغلقة.
-
شرب كميات كافية من الماء والنوم الجيد لدعم جهاز المناعة.
-
البقاء في المنزل عند ظهور الأعراض حتى مرور 24 ساعة على زوال الحمى دون استخدام خافض حرارة.
-
استشارة الطبيب فورًا في حال استمرار الأعراض أو ظهور مضاعفات مثل صعوبة التنفس أو ألم الصدر أو ارتفاع الحرارة المستمر.
هذه التوصيات ليست فقط لحماية الفرد، بل لحماية الأسرة والمجتمع بأكمله من موجات الإنفلونزا الموسمية المتكررة.

الخلاصة
الإصابة بالإنفلونزا سريعة وسهلة وقد تنتقل بصمت، لكن يمكن الوقاية منها بسهولة بالوعي، والنظافة الشخصية، وتلقي اللقاح الموسمي، هذه ثلاثية الحماية الذهبية التي تُبقي هذا الفيروس الموسمي تحت السيطرة.