تعتبر الزوائد الجلدية من التغيرات الشائعة التي قد تظهر على الجلد في مراحل مختلفة من العمر، وغالبًا ما تثير القلق بسبب شكلها المفاجئ أو ازدياد عددها. وبينما تكون في معظم الحالات غير خطيرة، إلا أن ظهورها أحيانًا قد يطرح تساؤلات حول دلالاتها الصحية ومتى تستدعي الانتباه الطبي. تعرف في هذا المقال على أسباب هذه الزوائد، ومتى تكون مؤشر خطر.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هي الزوائد الجلدية؟
الزوائد الجلدية هي نموات صغيرة حميدة تظهر على سطح الجلد، وتعرف طبيًا باسم الأكروكوردون (بالإنجليزية: Acrochordons). تكون غالبًا لينة الملمس، بلون الجلد أو أغمق قليلًا، وتتصل بالجلد عبر قاعدة رفيعة أو عنق صغير.
تنتشر الزوائد الجلدية بشكل شائع في مناطق احتكاك الجلد مثل الرقبة، والإبطين، وتحت الثديين، والفخذين. تعد الزوائد الجلدية غير سرطانية في معظم الحالات، ولا تسبب ألمًا عادة، إلا إذا تعرضت للاحتكاك أو الالتواء. يزداد ظهورها مع التقدم في العمر، وقد تكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو بعض الاضطرابات الأيضية.
اقرأ أيضًا: تجنبي آثار حب الشباب الداكنة والندبات: دليلك الشامل لعلاج البثور
متى تكون الزوائد في الجلد خطيرة؟
في الغالب، تكون الزوائد الجلدية غير خطيرة ولا تشكل تهديدًا صحيًا، إلا أن هناك حالات معينة قد تستدعي الانتباه الطبي وعدم تجاهلها. لا تكمن الخطورة عادة في الزائدة نفسها، بل في التغيرات غير الطبيعية التي قد تطرأ عليها أو في تشابهها مع مشكلات جلدية أخرى أكثر خطورة.
علامات تستدعي مراجعة الطبيب
ينصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- تغير مفاجئ في اللون، خاصة إذا أصبحت الزائدة داكنة جدًا أو سوداء.
- النمو السريع أو التضخم الملحوظ خلال فترة قصيرة.
- النزيف أو الألم دون سبب واضح أو بعد احتكاك بسيط.
- تغير في الشكل أو الملمس، مثل أن تصبح صلبة أو غير منتظمة الحواف.
- ظهور تقرحات أو إفرازات غير طبيعية.
الاشتباه بحالات جلدية أخرى
قد تشبه بعض الزوائد الجلدية حالات جلدية مختلفة، مثل الثآليل أو بعض الأورام الجلدية، ما يجعل التشخيص الطبي ضروريًا عند الشك. في هذه الحالات، ينصح بعدم محاولة إزالتها منزليًا دون تقييم مختص.
ارتباطها ببعض المشاكل الصحية
في بعض الأحيان، قد يرتبط ظهور عدد كبير من الزوائد الجلدية بحالات صحية معينة مثل اضطرابات التمثيل الغذائي أو مقاومة الإنسولين، ما يستدعي تقييم الحالة الصحية العامة وليس الزائدة فقط.
بشكل عام، تبقى الزوائد الجلدية غير مقلقة في معظم الحالات، لكن مراقبة أي تغير غير طبيعي هي الخطوة الأهم لضمان السلامة الصحية.
أسباب ظهور الزوائد في الجلد
لا يوجد سبب واحد محدد لظهور الزوائد الجلدية، إلا أن هناك عدة عوامل يعتقد أنها تلعب دورًا في تكونها. يعتبر الاحتكاك المتكرر بين الجلد من أكثر الأسباب شيوعًا، خاصة في مناطق مثل الرقبة والإبطين والفخذين. كما يزداد ظهور الزوائد الجلدية مع التقدم في العمر، نتيجة التغيرات الطبيعية في الجلد.
تلعب العوامل الهرمونية دورًا محتملًا، إذ تلاحظ زيادة ظهورها خلال الحمل أو لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هرمونية. كذلك، قد ترتبط الزوائد الجلدية بزيادة الوزن، حيث يؤدي تراكم الدهون إلى زيادة الاحتكاك بين طيات الجلد. وتشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بينها وبين مقاومة الإنسولين أو اضطرابات التمثيل الغذائي، ما يجعلها أكثر شيوعًا لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني. كما قد يكون للعامل الوراثي دور في زيادة احتمالية ظهورها لدى بعض الأشخاص.
اقرأ أيضًا: سرطان الجلد: أعراضه، وأسبابه، وطرق الوقاية قبل فوات الأوان
طرق التخلص من زوائد الجلد
تعتمد طرق إزالة الزوائد الجلدية على حجمها، وموقعها، وحالة الشخص الصحية، وغالبًا ما تكون الإزالة لأسباب تجميلية أو عند تسببها بالإزعاج. من أكثر الطرق شيوعًا الإزالة الطبية لدى الطبيب، وتشمل القص الجراحي البسيط باستخدام أدوات معقمة، أو الكي الكهربائي، أو التجميد بالنيتروجين السائل، وهي طرق آمنة وسريعة عند إجرائها تحت إشراف طبي.
ينصح بعدم محاولة إزالة الزوائد الجلدية في المنزل باستخدام الخيوط أو المواد الكيميائية أو الوصفات الشعبية، لأن ذلك قد يؤدي إلى النزيف، أو الالتهابات، أو تشكل ندبات، خاصة إذا لم تكن الزائدة مشخصة بشكل صحيح. كما أن بعض التغيرات الجلدية قد تشبه الزوائد الجلدية لكنها تتطلب تقييمًا مختلفًا. لذلك، تعتبر استشارة طبيب الجلدية الخيار الأفضل لتحديد الطريقة المناسبة وضمان الإزالة الآمنة دون مضاعفات.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
على الرغم من أن الزوائد الجلدية غالبًا ما تكون غير خطيرة، إلا أن هناك حالات معينة ينصح فيها بعدم التأخر في مراجعة الطبيب. يجب استشارة طبيب الجلدية إذا ظهرت الزائدة فجأة وبشكل سريع، أو إذا لوحظ تغير في لونها، أو حجمها، أو شكلها خلال فترة قصيرة. كما يعد النزيف المتكرر، أو الألم، أو التقرحات من العلامات التي تستدعي التقييم الطبي.
كذلك، يفضل مراجعة الطبيب في حال ظهور عدد كبير من الزوائد الجلدية خلال وقت قصير، أو إذا كانت موجودة في أماكن حساسة وتتعرض للاحتكاك المستمر. ويساعد الفحص الطبي على التأكد من أن النمو الجلدي حميد، واستبعاد أي حالات جلدية أخرى قد تتطلب علاجًا مختلفًا. التشخيص المبكر يساهم في الطمأنينة واختيار الطريقة الأنسب للتعامل مع الحالة بأمان.
اقرأ أيضًا: ما هي أهم الأمراض الجلدية في الشتاء؟ وكيف يمكن الوقاية منها وعلاجها؟
الخاتمة:
تعتبر الزوائد الجلدية شائعة وغير خطيرة في معظم الأحيان، وقد تظهر بسبب احتكاك الجلد أو التقدم في العمر. لكن من الممكن أن تكون الزائدة الجلدية مؤشر خطر في حال ظهورها ونموها بشكل سريع، أو ترافقها مع النزيف أو التقرحات. ينصح بالتحدث مع الطبيب للاطمئنان وإزالتها بطرق آمنة.
