تعتبر العلاقة بين الإخوة والأخوات من العلاقات طويلة الأمد، التي تؤثر بشكل كبير على شخصية الإنسان وصحته النفسية. يعتبر الإخوة في الوضع المثالي الأصدقاء المخلصين لبعضهم البعض، فالإخوة يعدون سندًا ودعمًا في الأوقات الجيدة والسيئة.
فكيف يمكن الحفاظ على علاقة صحية مع الإخوة والأخوات؟ وما هي أهمية العلاقة الصحية بين الإخوة؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هي نتائج العلاقة الصحية بين الإخوة؟
تؤثر العلاقة الصحية بين الإخوة والأخوات على حياة الإنسان على المدى الطويل، ومن فوائد العلاقة الجيدة بين الإخوة نذكر التالي:
- انخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب مع التقدم بالعمر.
- توفير الدعم المعنوي، والنفسي، والاجتماعي عند مواجهة مشكلة ما.
- زيادة القدرة على تقبل المنافسة مع الأصدقاء أو الزملاء أو الفئات الاجتماعية الأخرى.
- زيادة القدرة على الانخراط في التعلم الأكاديمي وارتفاع التحصيل الدراسي.
- زيادة قوة العلاقات مع الأصدقاء وشركاء الحياة في فترة المراهقة والشباب.
- تقليل التوتر والمشاعر السلبية المرتبطة بالتنمر من قبل زملاء المدرسة، أو سوء معاملة الوالدين.
كيفية تنمية العلاقة صحية بين الإخوة
يجب إعطاء أهمية كبرى لتنمية العلاقة بين الإخوة أثناء الطفولة، ومن البديهي أن طريقة التربية وطريقة معاملة الأهل تؤثر في طبيعية العلاقة بينهم، حيث تساعد التربية السليمة والصحيحة على تنمية العلاقة الصحية بين الإخوة وتقليل التنافس والعدائية بينهم، نذكر فيما يلي الطرق التي تساعد على تنمية العلاقة الصحية بين الإخوة في مرحلة الطفولة:
عدم المقارنة بينهم
من الممكن أن تعزز المقارنة بين الإخوة العدائية والتنافس بينهم؛ لذا يفضل تجنب المقارنة، وتجنب توجيه الجمل التي تشير إلى المقارنة، مثلًا (لماذا لا تستمع إلي كما يفعل أخوك؟).
معرفة سبب الخلافات بينهم
من الممكن أن يتشاجر الأطفال طوال الوقت لعدة أسباب، مثل المنافسة على جذب انتباه الأم، أو الملل والتعب، أو محاولة جذب انتباه بعضهم البعض. يمكن للأهل حل المشكلة عند تحديدها، مثل تعليم الطفل طرقًا أفضل لجذب انتباه إخوته للعب معهم، أو قضاء وقت مع كل طفل على حدة لإعطائه الاهتمام الذي يحتاجه.
شاهد ايضًا: ألعاب الأطفال، المرح والتعلم في عالم واحد
تعليم الإخوة تقلب الاختلافات بينهم
من الطبيعي أن يمتلك كل طفل شخصية مختلفة عن إخوته، فقد يكون أحد الإخوة هادئًا ويحب الجلوس والقراءة، بينما يحب آخر اللعب والصخب والنشاطات المختلفة. من المهم أن يتعلم الأطفال احترام بعضهم البعض، واحترام الاختلاف بينهم، وتذكيرهم بأن المحبة بينهم هي الأهم. يمكن توجيه الأطفال للقيام بالنشاطات المفضلة لكل منهم بالدور، ليستطيعوا التعامل مع بعضهم البعض بطريقة أفضل.
تعليمهم المشاركة في أعمال المنزل
تساعد المشاركة في القيام ببعض النشاطات على تقوية العلاقة بين الإخوة، وتعليمهم كيفية التعاون مع بعضهم البعض لحل المشكلات وإنجاز الأمور المطلوبة منهم؛ لذا يمكن منهم طلب المساعدة لترتيب الألعاب، أو المساهمة في تحضير العشاء، أو التعاون في دهان غرفة فارغة في المنزل.
تشجيع الإخوة على العناية ببعضهم البعض
يمكن لبعض الطرق البسيطة أن تعزز حس المسؤولية عند الأطفال تجاه إخوتهم، وتدفعهم للعناية ببعضهم البعض ومساعدة بعضهم. يمكن مثلًا الطلب من كل طفل على حدة أن يعتني بإخوته في المدرسة، أو الطلب منه أن يساعد أخوته في حال تعرضهم للأذى، أو مساعدتهم لإنجاز أي أمر استصعب عليهم.
شاهد أيضًا: تربية الطفل الصغير..طرق فعالة وممتعة
تحسين العلاقة بين الإخوة عند البالغين
من الطبيعي أن يبدأ الإخوة في الابتعاد عن بعضهم كلما تقدموا بالعمر، إذ تأخذ مشاغل الحياة وقت المرء واهتمامه، لكن من الضروري الحفاظ على علاقة صجية بين الإخوة حتى مع التقدم بالعمر. يمكن للمرء الحفاظ على علاقة قوية مع إخوته باتباع النصائح التالية:
- النقاش المفتوح والصريح مع الإخوة: يجب على الإخوة التحدث مع بعضهم البعض بصراحة حول الأمور التي قد يختلفون عليها، كما قد يساعد الحديث حول الأمور الخاصة نوعًا ما، مثل الأوضاع المالية، على تقوية العلاقة بينهم، كما ينصح بتجنب أخذ قرارات متسرعة قبل التحدث مع الأشقاء بهدوء وصراحة.
- وضع الحدود: يعتبر وضع الحدود ضروريًا للحفاظ على علاقة صحية، ويمكن تحديد الأمور التي يفضل فيها عدم تدخل الإخوة، وطلب ذلك بلباقة منهم، كما ينصح أيضًا بإعطاء الإخوة مساحتهم الخاصة. لكن يجب عدم الابتعاد بشكل مفرط.
- تخصيص الوقت للتواصل معهم: يجب إعطاء الأولوية لعلاقة الإخوة، ومحاولة التواصل معهم ولقائهم بانتظام، لتقوية العلاقة بينهم.
- تقديم الدعم المعنوي والنفسي: من الضروري أن يكون الأخوة سندًا لبعضهم البعض، وأن يكونوا قادرين على الاعتماد على بعضهم في الأوقات الصعبة.
- إظهار الامتنان: يساعد إظهار التقدير والامتنان للإخوة على تعزيز العلاقة بينهم، إذ من المهم أن يشعر المرء بأهميته في حياة إخوته.
- احترام القرارات الشخصية: يتعرض كل إنسان إلى أمور مختلفة تتطلب منه اتخاذ قرارات هامة، والتي تختلف من شخص لآخر، ويجب احترام القرارات الشخصية للإخوة مهما كانت مغايرة لآراء المرء، وتشجيعهم على ما يودون القيام به.
- مشاركة مسؤوليات العائلة: من الممكن أن تؤدي ظروف الحياة إلى استلام الأبناء مسؤوليات العائلة، والتي يجب تقاسمها بين الإخوة بعدل. يجب عدم السماح لشخص واحد بحمل المسؤولية بأسرها.
تعتبر العلاقة بين الإخوة من علاقات الصداقة التي تنشأ مبكرًا، وهي من أقوى العلاقات في حال تم الحفاظ عليها وبناؤها بشكل صحي. يمكن بناء علاقة صحية بين الإخوة منذ الطفولة بطرق تربوية سليمة، كما يمكن الحفاظ على قوة العلاقة معهم مع التقدم بالعمر، ويتطلب ذلك إظهار القليل من الجهد للتواصل معهم.