مع حلول عيد الحب يقبل الكثير من الناس على التعبير عن مشاعرهم لأحبائهم، ويقومون بتنظيم الكثير من الأنشطة لقضاء الوقت معهم. تعتبر هذه السلوكيات ناتجة عن تأثير هرمون الحب، أو هرمون الاكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin)، والذي يؤثر بشكل كبير على تصرفات الناس، عدا عن كونه مسؤولًا عن العديد من وظائف الجسم الأساسية عند الذكور والإناث على حدٍ سواء.
تعرف في هذا المقال على تأثيرات هرمونات الحب والسعادة، ووظائفها، وكيفية زيادة مستوياتها بطرق طبيعية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو هرمون الحب؟
هرمون الأوكسيتوسين أو هرمون الحب هو هرمون وناقل عصبي يتم إفرازه في الغدة النخامية في الدماغ، وهو مسؤول عن تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم مثل الولادة، بالإضافة لتأثيره الكبير على سلوكيات البشر، كتأثيره على مشاعر الأمومة والأبوة، وعلى بناء العلاقات البشرية وتكوينها، وعلى ترسيخ الثقة بين الأفراد والمحبين، وحتى بين أفراد الأسرة، إضافةً الحياة الجنسية.
يعمل الأوكسيتوسين على تحفيز انقباض الرحم أثناء عملية الولادة لتسهيل دفع الطفل، كما يعمل أيضًا على تحفيز إفراز البروستاجلاندينات، التي تعمل أيضًا على زيادة انقباض عضلات الرحم. وبعد الولادة، يحفز هرمون الحب إفراز القنوات الحليبية للحليب إلى الثدي.
متى يفرز هرمون الحب؟
يتم إفراز هرمون الحب الأوكسيتوسين بشكل طبيعي في الجسم في الحالات التالية:
- أثناء الولادة.
- أثناء الرضاعة الطبيعية.
- أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
- أثناء التواصل العاطفي أو الجسدي.
- عند الوقوع في الحب.
- مداعبة الحلمتين، والنشاط الجنسي.
- أثناء ممارسة العلاقة الجنسية لدى الرجل، إذ يحفز حركة الحيوانات المنوية.
يساعد الأوكسيتوسين أيضًا على الوصول إلى النشوة الجنسية، وزيادة المتعة والترابط الجنسي بين الشريكين، مما يؤدي إلى زيادة تعلق الزوجين أو الحبيبين وتقوية الروابط بينهما. كما أن له تأثيرات إيجابية على العلاقات، فيساعد في:
- بناء الثقة.
- تحفيز التعاطف والحنان.
- التواصل بين الشريكين.
ما هي هرمونات السعادة؟
هرمونات السعادة هي مجموعة من المواد الكيميائية التي يتم إفرازها في الجسم، وهي المسؤولة عن تحسين المزاج، وتحفيز الشعور بمشاعر إيجابية مثل السعادة والمتعة. وبالطبع يعتبر هرمون الأوكسيتوسين إحداها.
وتتألف هرمونات السعادة من:
- السيروتونين: يعمل هذا الهرمون على تحسين المزاج، وهو يساعد على تنظيم النوم، والشهية، والهضم، والقدرة على التعلم، والذاكرة.
- الدوبامين: هو ناقل عصبي وهرمون مسؤول عن الشعور بالإنجاز، كما يرتبط بالمشاعر بالسعادة والنشوة، والتعلم، والذاكرة.
- الأوكسيتوسين: هو ضروري لعملية الولادة والرضاعة، ويحفز الشعور بالثقة، والتعاطف، ويعمل على تقوية العلاقات.
- الإندورفينات: يقوم الجسم بإفراز الإندورفينات عند التعرض للتوتر أو عدم الراحة، إضافةً لتناول الطعام، وممارسة الرياضة، وممارسة العلاقة الجنسية، وتعمل الإندورفينات كمسكنات ألم طبيعية.
تزداد مستويات هذه الهرمونات في الجسم عندما يشعر الشخص بانجذاب لشخص آخر، ما يخلق تأثيرًا يُشعر الشخص بمشاعر إيجابية مختلفة ومختلطة.
ما هي تأثيرات هرمون الحب؟
يرتبط هرمون الأوكسيتوسين بالمشاعر العاطفية وتقوية العلاقات، ومع أن وظيفته الأساسية هي زيادة انقباضات الرحم أثناء الولادة، إلا أن له تأثيرات على الذكور أيضًا. ويلعب هرمون الحب دورًا أساسيًا في العديد من السلوكيات العاطفية والاجتماعية عند الذكور والإناث، مثل:
- الشهوة الجنسية، بالإضافة لتأثيره على وظيفة القذف عند الرجال أثناء العلاقة الجنسية.
- الثقة.
- الارتباط العاطفي، إذ ترتفع مستويات هرمون الحب بشكل كبير في بداية العلاقات العاطفية.
- الرابطة بين الوالدين والطفل.
- تقليل مستويات التوتر والقلق.
- زيادة تقدير الذات.
- زيادة الشعور بالاستقرار النفسي والاسترخاء.
كيف يمكن زيادة مستويات هرمون الحب؟
يرتبط انخفاض مستويات هرمون الأوكسيتوسين بالاكتئاب، مثل اكتئاب ما بعد الولادة، بالإضافة لارتباطه أيضًا باضطراب طيف التوحد. لحسن الحظ، قد تساعد بعض الطرق الطبيعية على زيادة مستويات هرمون الأوكسيتوسين طبيعيًا. من أفضل الطرق الطبيعية لزيادة هرمون الحب والسعادة:
- ممارسة التمارين الرياضية، إذ لوحظ أن مستويات الهرمون ترتفع بشكل كبير بعد ممارسة تمارين رياضية عالية الكثافة مثل تمارين فنون الدفاع عن النفس.
- الاستماع إلى الموسيقى، خاصةً أثناء الغناء ضمن مجموعة، إذا يساعد الغناء بحد ذاته على زيادة مستوى هرمون الحب بالإضافة لتقوية الروابط بين المجموعة.
- الملامسة الجسدية، مثل حضن شخص مقرب، أو ممارسة العلاقة الحميمة، أو التدليك، وتعمل هذه السلوكيات على رفع مستويات الأوكسيتوسين، لذلك سمي باسم هرمون الحب.
- ممارسة اليوغا، فقد تساعد على زيادة هرمون الحب خاصةً عند الأشخاص المصابين بالفصام.
- قضاء الوقت مع الأصدقاء، إذ تساعد الصداقات القوية على تقليل الشعور بالوحدة وزيادة الشعور بالدعم.
- القيام بشيء لطيف للآخرين، مثل التطوع للأعمال الخيرية، أو التبرع، أو شراء الهدايا للأصدقاء والعائلة.
اقرأ أيضًا: الزوج الرومانسي مواصفاته وطرق التعامل معه
هرمون الحب: دواء جديد؟
يتوفر الأوكسيتوسين كدواء لتحفيز بدء المخاض أو تسريع المخاض أثناء الولادة، ويعطى على شكل حقن وريدية. ولكن تم التوصل إلى علاج جديد قد يساعد في التغلب على أعراض التوحد عند الأطفال.
تعتبر العلاجات الدوائية لمرض التوحد قليلة للغاية، ولذلك قد يساعد هرمون الأوكسيتوسين على التغلب على العديد من المشاكل الاجتماعية والعاطفية عند الأطفال المصابين بالتوحد.
لذلك، تم تطوير دواء جديد من الأوكسيتوسين على شكل بخاخ أنفي، وتتم دراسة تأثيره على الاستجابة السلوكية الاجتماعية والعاطفية عند الأطفال المصابين بالتوحد.
أيضاً، يمكن استخدام الأوكسيتوسين لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل:
- اكتئاب ما بعد الولادة.
- الفوبيا أو الرهاب.
- مشاكل السيطرة على الغضب.
- الإدمان.
- اضطراب التوتر التالي للصدمة.
- القلق.
- فقدان الشهية.
الخاتمة:
هرمون الحب أو الأوكسيتوسين هو الهرمون الذي يفرزه الجسم أثناء القيام بالعديد من النشاطات المرتبطة بالحب مثل العناق، والتلامس الجسدي، وممارسة العلاقة الجنسية. لكنه يعتبر أحد أهم الهرمونات التي تلعب دورًا هامًا في تحفيز الولادة، وعملية القذف عند الرجل. من الممكن أن يستخدم الأوكسيتوسين كدواء لعلاج بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة.
بواسطة 7awi Media group