استخدم الناس العديد من الإجراءات التي من شأنها علاج الحالات المرضية، أو الوقاية منها منذ القدم، كما أنّ بعض هذه الإجراءات استمرت إلى يومنا هذا، عدا عن ذكرها في المراجع الدينية، حيث تعد الحجامة من أبرز هذه الإجراءات، فما هي الحجامة؟ وهل يمكن فعلها خلال شهر رمضان؟ وما هي فوائدها؟ وكيف يتم إجراؤها؟ إليك كل ما تود معرفته عن الحجامة في رمضان.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هي الحجامة؟
تعد الحجامة (بالإنجليزية: Cupping) الحجامة نوعًا من أنواع العلاجات المستخدمة في الطب الصيني التقليدي، والخيارات العلاجية المستخدمة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام الحجامة لجميع الأشخاص بغض النظر عن أعمارهم وأجناسهم.
علاوة على ذلك فإنه يوجد العديد من الفوائد للحجامة، لكن في الحقيقة من ناحية طبية لم يتمكن الأطباء من توضيح الآلية التي تفيد فيها الحجامة جسم الإنسان، كما أنه يمكن ممارسة الحجامة في كثير من الأوقات بما فيها خلال شهر رمضان.
أنواع الحجامة
من الجدير بالذكر أنّ الحجامة من الإجراءات التي يمكن إجراؤها في المنزل، أو عند طبيب مختص، أو أخصائي علاج طبيعي. كما يوجد عدة طرق لأداء الحجامة، حيث تتضمن أنواع الحجامة ما يلي:
- الحجامة الرطبة: يتضمن هذا النوع إجراء جروح صغيرة في الجلد قبل وضع الكؤوس على الجسم، ويتم امتصاص جزء من الدم أثناء العملية.
- الحجامة الجافة: لا تتضمن الحجامة الجافة أية جروح، ويتم استخدام كؤوس الحجامة فقط أثناء العملية.
الحجامة في رمضان
يتعمد الكثير من الأشخاص إجراء الحجامة في شهر رمضان المبارك، فمن ناحية طبية بالفعل يكون تأثير الحجامة خلال شهر رمضان أفضل مقارنةً بالأشهر الأخرى، ذلك لأنها يمكن أن تزيل السموم بكميات أكبر عندما يكون الشخص صائمًا.
كما قد يفيد أيضًا كون المعدة فارغة أثناء الصيام، مما يعزز الدورة الدموية إلى أعضاء الجسم الأخرى، ويعزز من عملية التخلص من السموم في الجسم. بينما تصعب عملية تطهير الجسم من السموم عندما لا يكون المرء صائمًا، إذ يسبب تناول الطعام ضغطًا على الأعضاء الداخلية.
أفضل وقت للحجامة في رمضان
يعتقد أن افضل وقت للحجامة في رمضان هي ساعات الصباح الأولى، بالتحديد ما بين الساعة 7-11 صباحًا، كما ينصح بعدم إجراء الحجامة في أوقات الظهيرة فقد يصاب الشخص بالإغماء، ذلك لأنّ مستويات السكر قد تنخفض بعد فترة الظهيرة، بالإضافة إلى أنّ كمية الدم المفقودة قد تؤدي إلى الضعف والإرهاق.
مع ذلك فإن الكثير من الأشخاص يلجأون إلى إجراء الحجامة بالتحديد في أوقات الظهيرة، ذلك بالاعتماد على رأي بعض علماء الطب كإبن سينا، الذي يشير إلى أنّ أفضل وقت لأداء الحجامة هو في الساعة الثالثة عصرًا، ذلك لأنّ درجة حرارة الجو في هذا الوقت تسهّل تمدد الأوعية الدموية، كما أنها تسمح بإزالة الدم السام بشكل أفضل مقارنةً بالفترات الصباحية.
اقرأ أيضًا: الحجامة التجميلية كما لم تعرفها من قبل مع الخبيرة جمانة أبو طبنجة
فوائد الحجامة في رمضان
تمتلك الحجامة العديد من الفوائد الصحية للجسم في جميع أوقات السنة، لكن هذه الفوائد تزيد أثناء الصيام. إليك أهم فوائد الحجامة في رمضان.
زيادة فعالية الحجامة
قد تزيد فعالية العلاج بالحجامة أثناء الصيام، إذ تزيد القدرة على التخلص من السموم في الجسم بشكل أفضل أثناء الصيام، خاصةً لكون الدورة الدموية متاحة للتطهير لعدم وجود الحاجة لتزويد الجهاز الهضمي. قد تساعد الحجامة على تحسين أعراض تورم القدمين والوقاية من الأمراض المزمنة بشكل أفضل إن تم إجراؤها أثناء الصيام.
علاج العديد من الأمراض
تموت خلايا الدم الحمراء عادةً بعد 80-120 يومًا من ولادتها، ويعمل الجسم على التخلص منها عن طريق العديد من تقنيات التطهير. لكن في بعض الأحيان قد لا يتمكن الجسم من التخلص من جميع الخلايا الميتة، ونظرًا لطبيعة الدم اللزجة قد تتراكم هذه الخلايا في الشعيرات الدموية حول الأعضاء الحيوية وتحت الجلد، كما قد تنتقل حول الجسم بأكمله وتبدأ بالالتصاق مع بعضه البعض، ومع اليوريا، واليوريك أسيد، والسموم الأخرى.
مع الوقت قد تسبب الخلايا المتلاصقة انسداد الأوعية الدموية المغذية للأعضاء الحيوية، مما يؤثر سلبًا على العديد من الأعضاء مثل الطحال، والكبد، والكلى، مؤديةً بذلك إلى الإصابة بالأمراض المزمنة. قد تتضمن الأعراض المبكرة لتراكم خلايا الدم الميتة مع السموم الإجهاد، والخدران، والنعاس، والصداع.
تعزز الحجامة في رمضان عملية التخلص من هذه السموم، بسبب زيادة التروية الدوية للجلد والعضلات الهيكلية كما ذكرنا سابقًا، مما يساعد على الوقاية من هذه الأمراض المزمنة وتقليل الإجهاد بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: 5 حقائق يجب أن تعرفها عن العلاج بالطاقة
الآثار الجانبية للحجامة
يعتقد الكثير من الأشخاص بأنّ الحجامة آمنة لجميع الأشخاص كونها لا تسبب أي مضاعفات، لكن الحقيقة عكس ذلك، إذ إنه على الرغم من أنّ الحجامة من الإجراءات البسيطة التي يمكن إجراؤها في المنزل، إلا أنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية التي تتضمن الآتي:
- ظهور علامات حمراء على الجلد مكان الكؤوس.
- تغير لون الجلد.
- الدوخة.
- التعرق والغثيان، لكن هذه الأعراض نادرة.
- ألم في مكان الجرح.
- تندب الجلد.
- ظهور كدمات على الجلد.
- زيادة خطر الإصابة بالعدوى أو التهاب الجروح، لكن هذا الخطر يقل إن أجرى المعالج الحجامة بطريقة صحيحة.
الخاتمة:
قد تكون الحجامة في رمضان أكثر فعالية من الحجامة في الأيام العادية، لكن من الممكن أن تسبب الدوخة والإرهاق الشديدين ، خاصةً في حال إجراء الحجامة الرطبة. تتضمن اوقات الحجامة في رمضان الصباح ووقت الظهيرة، لكن من الممكن ممارسة الحجامة في رمضان ليلًا في حال لم يرغب المرء بالشعور بالضعف والوهن أثناء الصيام. يذكر أن الحجامة لا تعالج أعراض الأمراض الخطيرة، بل تقوم بتخليص الجسم من السموم فقط، لذا ينصح باستشارة طبيب عند ظهور أي عرض أي طبيعي.