بدأ خبراء الصحة مؤخرًا في إصدار تحذيرات بدت وكأنها شيء من الخيال العلمي، تؤكد تلك التحذيرات أن العدوى المعروفة بالعامية باسم “زومبي الغزلان” التي تجتاح العالم يمكن أن تنتقل إلى البشر! فما هي حقيقة هذه المخاوف؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو مرض الزومبي؟
-
يُعرف مرض غيبوبة الغزلان أو زومبي الغزلان رسميًا باسم مرض الهزال المزمن (CWD).
-
يسبب هذا المرض تآكلًا في أدمغة الغزلان؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرض الزومبي عند الغزلان مثل: العدوانية، وصعوبة المشي وفقدان التوازن، وعلامات الخرف والارتباك، ووفي النهاية، الموت الحتمي.
-
يمكن أن يصيب أيضًا الأيائل وحيوان الموظ إلى جانب الغزلان، ومع بداية موسم الصيد في عدة دول، حذّر الخبراء من خطر انتشار المرض مجددًا.
-
أشار مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية، إلى أن الوقت قد يكون قد فات لمنع انتقال CWD إلى البشر، مشيرًا إلى احتمال وجود حالات انتقال غير مكتشفة حتى الآن.
-
ينتشر المرض عن طريق البريونات (Prions)، وهي بروتينات معدية لا يمكن قتلها لأنها ليست كائنات حية مثل البكتيريا أو الفيروسات.
-
تعمل هذه البريونات على تشويه بنية خلايا الدماغ، فتجعلها تنطوي على نفسها وتفقد وظيفتها؛ مما يؤدي إلى تدهور الدماغ.
-
وصف عالم الأحياء التطوري بيتر لارسن تأثير المرض قائلًا إنه “يحوّل دماغ الحيوان المصاب إلى ما يشبه الجبن السويسري”.
-
ينتقل مرض زومبي الغزلان بين الحيوانات عبر: الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة، أو الاتصال غير المباشر من خلال اللعاب، أو الدم، أو البول، أو سوائل الجسم الأخرى.
-
تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإصابة ارتفعت مؤخرًا لتصل إلى نحو 25% في بعض المناطق التي ينتشر فيها المرض، وفقًا لمراكز السيطرة على الأوبئة والوقاية.

هل مرض الزومبي حقيقي؟
يُعد مرض غيبوبة الغزلان، المعروف أيضًا باسم زومبي الغزلان، حقيقة مثبتة علميًا، وينتشر في العديد من الدول التي تعيش فيها قطعان الغزلان.
أعراض مرض زومبي الغزلان
- فقدان شديد في الوزن (الهزال).
- اضطرابات في الحركة وصعوبة المشي أو التوازن.
- انعدام الخوف من البشر والتصرف بعدوانية أو سلوك غريب.
- تدهور في وظائف الجسم حتى يؤدي في النهاية إلى الموت.
انتشار وخطورة المرض
- حذّرت مراكز الأبحاث المختصة بالأمراض المعدية من احتمال انتقال مرض زومبي الغزلان إلى البشر.
- ومع ذلك، يؤكد الخبراء أنه لا توجد أدلة علمية قاطعة حتى الآن على انتقال العدوى إلى الإنسان.
- ينتشر المرض بين الحيوانات بشكل متزايد؛ مما يستدعي مراقبة دقيقة من الجهات البيئية والصحية.
هل ينتقل مرض الزومبي إلى الإنسان؟
-
حتى الآن لم تُسجل أي إصابة بشرية بمرض الهزال المزمن (CWD)، حتى لدى الأشخاص الذين تناولوا لحوم حيوانات مصابة.
-
أشارت دراسة نُشرت في مجلة الأمراض المعدية الناشئة (أغسطس 2020) إلى أن البريونات المسببة للمرض في الحيوانات يمكنها إصابة الخلايا البشرية في ظروف مخبرية؛ مما أثار قلق العلماء من إمكانية انتقال المرض إلى البشر مستقبلًا.
-
أكد المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن مرض الهزال المزمن قد يشكل تهديدًا حقيقيًا للإنسان.
-
صرّح مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية، بما يلي: من المحتمل أن يتم توثيق حالات بشرية مصابة بـ مرض الهزال المزمن (غيبوبة الغزلان) خلال السنوات القادمة، وأن هذه الحالات قد تكون ناتجة عن تناول لحوم ملوثة بالبريونات.
-
أوضح أوسترهولم أيضًا أن اكتشاف انتقال العدوى البشرية في مرض جنون البقر — وهو المرض الأقرب في طبيعته إلى زومبي الغزلان — استغرق أكثر من 10 سنوات قبل تأكيده علميًا.
ملاحظة: يُعد مرض جنون البقر أو ما يُعرف بـ الاعتلال الدماغي الإسفنجي للماشية من أشهر الأمراض التي تسببها البريونات المعدية، ولقد تفشى في التسعينيات بين الماشية، ومن ثمّ فقد تحوّر وانتقل إلى البشر، متسببًا في وفيات عديدة في ذلك الوقت.
شاهد أيضًا: الأمراض المدارية: ما هي؟ وكيف نواجهها؟

علاج مرض غيبوبة الغزلان
- حتى الآن لا يوجد أي علاج أو لقاح فعّال لمرض غيبوبة الغزلان (CWD).
- رغم عدم وجود سبب للذعر حاليًا، إلا أن الباحثين يراقبون انتشار المرض بحذر شديد.
- يجري العلماء محاولات مستمرة لمنع تفشي المرض ومكافحته في المناطق الموبوءة.
- يعمل الباحثون على تحسين طرق تشخيص المرض في مراحله المبكرة، وتطوير لقاحات محتملة للحد من انتشاره مستقبلاً.
- تمثل البريونات المسببة للمرض تحديًا كبيرًا لأنها لا تختفي بسهولة، ويمكنها البقاء في التربة لفترات طويلة، كما أنها تجعل التخلص من جثث الحيوانات المصابة أمرًا صعبًا وخطرًا بيئيًا.
- يحث الخبراء الحكومات والمشرعين على الاستثمار في تطوير اختبارات تشخيصية أكثر دقة لمرض الهزال المزمن، وابتكار تقنيات للكشف عن العدوى في الحيوانات الحية، والتربة، ومراكز معالجة الأغذية.
- الهدف من هذه الجهود هو تجنّب تكرار سيناريو مشابه لمرض جنون البقر في المستقبل.
طرق الوقاية من مرض الزومبي
تحذر منظمة الصحة العالمية من أنه بشكل عام، يجب تجنب جميع عوامل أِمراض البريون المعروفة. كما أن المسار الأكثر احتمالًا في حال انتقال مرض الزومبي إلى الناس سيكون من خلال أكل الغزلان أو الأيائل المصابة.
وتشمل أهم هذه التدابير (الوقائية) :
- حظر اللحوم ومسحوق العظام في علف الحيوانات.
- اختبار الحيوانات المذبوحة.
- الإزالة المنهجية لـ ” المواد عالية الخطورة “من الذبائح.
- إتلاف الأبقار والماشية المشتبه أو المؤكد إصابتها بمرض الزومبي.
- مراقبة الحيوانات التي يحتمل أنها مصابة.
نصائح أثناء تفشي مرض الزومبي
يعد تقليل التفاعل مع الحيوانات البرية (وهذا يشمل الصيد) طريقة جيدة لمنع انتشار المرض، وإليكم أهم النصائح التي قدمها مركز السيطرة على الأمراض (CDC) في الولايات المتحدة الأمريكية لتجنب التعرض أو العدوى أثناء تفشي مرض الزومبي:
- لا تطلق النار أو تتعامل أو تأكل لحوم الغزلان التي تتصرف بشكل غير عادي أو تبدو مريضة.
- ارتد قفازات مطاطية إذا اضطررت للتعامل مع حيوان مشتبه بإصابته بمرض الزومبي.
- لا تستخدم السكاكين المنزلية لتقطيع لحم الغزلان.
- لا تتناول لحوم غير موثوقة المصدر والتي لم تخضع للاختبار.
- إذا ثبتت إصابة الحيوان بمرض الزومبي، فلا تأكل لحمه.

متلازمة كوتار أو متلازمة الجثة المتحركة
بعيدًا عن مرض زومبي الغزلان، هناك حالة نفسية نادرة تُعرف باسم متلازمة كوتار (Cotard Delusion) أو متلازمة الجثة المتحركة، وهي اضطراب عقلي غريب يجعل المصاب يعتقد أنه ميت فعلًا أو أن جسده متحلل وأعضاؤه الداخلية توقفت عن العمل.
أسباب متلازمة كوتار
- ارتباط المتلازمة بأمراض نفسية مثل: الفصام (Schizophrenia)، والاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder).
- نتيجة صدمة نفسية شديدة مثا الصعق الكهربي، أو حادث سير مفزع، أو النجاة من الموت بأعجوبة.
تاريخ اكتشاف المتلازمة
اكتُشفت هذه الحالة لأول مرة عام 1882 على يد الطبيب الفرنسي جول كوتار، وصفها بأنها “سلسلة من الأوهام تبدأ باعتقاد المريض أن أعضاءه لا تعمل، وتنتهي بإنكاره وجوده تمامًا”.
أعراض متلازمة كوتار
- شعور المريض بأنه ميت أو غير موجود.
- رفض تناول الطعام اعتقادًا بعدم الحاجة إليه؛ مما قد يؤدي إلى الموت جوعًا.
- عدم القدرة على التعرف على الوجوه حتى المقربين.
- إنكار الذات عند النظر في المرآة.
- فقدان القدرة على التفاعل العاطفي أو تقييم المعتقدات والمنطق.
العلاقة بين المرضين
رغم أن زومبي الغزلان مرض عضوي يصيب الحيوانات نتيجة بريونات معدية، بينما متلازمة كوتار مرض نفسي يصيب الإنسان، فإن كليهما يشتركان في فكرة فقدان الاتصال بالواقع والحياة، ما يجعل اسميهما يرتبطان بمفهوم “الزومبي” في الثقافة العامة.
شاهد أيضًا: هل تعلم أن مرض الذهان يصيب الملايين؟ كن واعيًا ولا تتجاهل الإشارات
يمكننا القول إننا لسنا متأكدين حقًا من مدى خطورة مرض الزومبي على المدى الطويل بالنسبة لأنواع الغزلان أو الماشية أو البشر، لكن في الوقت الحالي، من الأفضل تقليل المخاطر قدر الإمكان باتباع برتوكولات الوقاية الأساسية في عدم تناول اللحوم مجهولة المصدر أو لمس الغزلان أو الحيوانات المشتبه بمرضها أو تلك التي تتصرف بشكل غريب عن طبيعتها في منطقتك.