يُعد فحص سرطان الثدي خطوة أساسية لحماية صحة المرأة، إذ يساعد على الكشف المبكر عن المرض وزيادة فرص الشفاء. تتباين طرق الفحص ما بين الفحص الذاتي في المنزل، والفحص السريري، والتقنيات المتقدمة مثل التصوير الشعاعي (الماموغرام). ونظراً لاختلاف الوسائل نقدم لكِ في هذا المقال دليلًا مبسطًا وشاملًأ حول طرق الفحص، تكلفته، وأهمية الحملات الوطنية التي تشجع النساء على المبادرة.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
فحص سرطان الثدي المبكر
الوقاية تبدأ بالوعي، والفحص المبكر هو حجر الأساس. كلما تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى، ارتفعت احتمالية العلاج بنجاح.
- يزيد الكشف المبكر من نسب البقاء على قيد الحياة.
- يساهم في تقليل الحاجة إلى العلاجات القاسية مثل الاستئصال أو العلاج الكيماوي.
- يوصي الأطباء بالبدء بالفحص الدوري ابتداءً من سن الأربعين، أو قبل ذلك عند وجود عوامل وراثية.
فحص سرطان الثدي في المنزل
تعلّم طريقة فحص سرطان الثدي في المنزل يمنح المرأة ثقة أكبر بجسدها، ويساعدها على ملاحظة أي تغييرات مبكرة.
- الوقوف أمام المرآة ومراقبة الشكل العام للثديين لاكتشاف أي انكماش أو تغيّر في الجلد.
- استخدام أطراف الأصابع لجس الثدي بحركات دائرية من الخارج نحو الحلمة.
- تكرار الفحص مرة شهريًا بعد انتهاء الدورة الشهرية.
كيف يتم فحص سرطان الثدي سريريًا؟
إلى جانب الفحص الذاتي، يُنصح بمراجعة الطبيب لإجراء فحص سريري دقيق.
- يقوم الطبيب بجس الثدي والغدد اللمفاوية تحت الإبط.
- يُجرى تصوير بالماموغرام للكشف عن الأورام الصغيرة غير المحسوسة.
- يمكن اللجوء إلى الأشعة فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي عند الحاجة.
طريقة فحص سرطان الثدي بالماموغرام
يُعتبر الماموغرام حجر الزاوية في برامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وهو فحص تصوير بالأشعة السينية مصمم خصيصاً لتوضيح أنسجة الثدي بدقة عالية، حتى في المراحل التي يصعب فيها ملاحظة أي تغيرات باليد أو بالفحص الذاتي.
-
أمان الفحص: يستخدم الماموغرام جرعات منخفضة جداً من الأشعة السينية، أقل بكثير من تلك التي قد يتعرض لها الجسم في بعض الفحوص الأخرى، مما يجعله آمناً للاستخدام الدوري.
-
دقة الاكتشاف: يستطيع الماموغرام الكشف عن الأورام الصغيرة أو التكلسات الدقيقة قبل أن تصبح محسوسة، وهو ما يمنح الأطباء فرصة للتدخل المبكر.
-
الجدول الزمني للفحص: توصي الجمعيات الطبية العالمية مثل الجمعية الأمريكية للسرطان بإجراء الماموغرام كل سنة أو سنتين للنساء بين عمر 40 و74 عاماً، مع تعديلات حسب عوامل الخطورة والتاريخ العائلي.
-
الفحص المكمل: في بعض الحالات، خاصة لدى النساء ذوات الأنسجة الكثيفة، قد يُوصي الطبيب بإجراء تصوير إضافي مثل الأشعة فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي لضمان أدق النتائج.
-
مدة وإجراءات الفحص: يستغرق الماموغرام عادةً أقل من 20 دقيقة، حيث توضع كل منطقة من الثدي بين لوحين مسطحين لضغط الأنسجة بلطف، مما يساعد على الحصول على صورة واضحة.
إن الالتزام بإجراء فحص سرطان الثدي بالماموغرام بشكل دوري يُعد من أهم الخطوات التي يمكن للمرأة القيام بها لحماية نفسها، إذ يرفع نسب الشفاء إلى أكثر من 90% عند اكتشاف الورم في مراحله المبكرة.
اقرأ أيضًا: سم النحل: سلاح غير متوقع ضد أكثر أنواع سرطان الثدي شراسة
كم يكلف فحص سرطان الثدي؟
التكلفة تختلف حسب الدولة ونوع الفحص، لكن غالباً ما يكون الماموغرام في متناول اليد.
- في بعض المستشفيات الحكومية يكون الفحص مجانيًا أو مدعومًا.
- في القطاع الخاص قد تتراوح التكلفة بين 30 و150 دولارًا.
- الحملات الوطنية عادةً توفر الفحص مجاناً أو برسوم رمزية.
حملة فحص سرطان الثدي
تُنظم العديد من الدول حملة فحص سرطان الثدي كل عام خلال أكتوبر (الشهر الوردي)، بهدف نشر الوعي وتشجيع النساء على الفحص المبكر.
- توفير فحوص مجانية أو منخفضة التكلفة.
- نشر التثقيف الصحي عبر وسائل الإعلام والمدارس والجامعات.
- تعزيز فكرة أن الكشف المبكر ينقذ الحياة.
أعراض مبكرة تستدعي مراجعة الطبيب
ليست كل التغيرات تعني سرطاناً، لكن بعض العلامات تستدعي استشارة طبية عاجلة.
-
ظهور كتلة أو تصلب غير مؤلم في الثدي أو تحت الإبط.
-
إفرازات غير طبيعية من الحلمة، خاصة المصحوبة بدم.
-
تغيّر في شكل أو لون الجلد مثل الانكماش أو الاحمرار.
-
انقلاب الحلمة للداخل بشكل مفاجئ.
-
ألم مستمر أو تورم في منطقة الثدي أو الإبط.
الفرق بين الفحص الذاتي والفحص الطبي
كلا الطريقتين ضروري، لكن لكل منهما دوره الخاص.
-
الفحص الذاتي: وسيلة أولية للتعرف على شكل الثدي الطبيعي وملاحظة أي تغييرات.
-
الفحص السريري: يتم بواسطة الطبيب باستخدام الجس وأدوات التشخيص، ويُعتبر أكثر دقة.
-
الفحوص التصويرية: مثل الماموغرام أو الأشعة فوق الصوتية، وهي تؤكد أو تستبعد وجود ورم.
دور التكنولوجيا الحديثة في فحص سرطان الثدي
التطور التكنولوجي جعل التشخيص أكثر دقة وسرعة.
-
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم عادة للنساء ذوات الخطورة العالية أو النتائج غير الواضحة.
-
الأشعة فوق الصوتية: تميز بين الكتل الصلبة والكيسية وتساعد في الحالات التي لا يكشفها الماموغرام بوضوح.
-
الذكاء الاصطناعي: بدأ يُستخدم في قراءة صور الماموغرام لتقليل الأخطاء وزيادة الدقة في الكشف المبكر.
اقرأ أيضًا: ليس كل ألم في الثدي سرطانًا: اكتشفي الإشارات الحقيقية للألم
الجانب النفسي في فحص سرطان الثدي
الجانب النفسي لا يقل أهمية عن الفحص نفسه.
-
كثير من النساء يشعرن بالقلق أو الخوف من نتيجة الفحص.
-
الدعم الأسري يلعب دورًا محوريًأ في تشجيع المرأة على الفحص المبكر.
-
المستشفيات والمراكز الطبية تقدم جلسات توعية ودعم نفسي لمساعدة النساء في تجاوز مخاوفهن.
برامج الفحص في الدول العربية
العديد من الدول العربية أطلقت برامج وطنية لتعزيز الكشف المبكر.
-
تنظيم حملات خلال شهر أكتوبر (الشهر الوردي) للفحص المجاني.
-
توفير مراكز متنقلة للوصول إلى المناطق النائية.
-
شراكات مع الجمعيات الأهلية لتوسيع نطاق الوعي.
-
حملات إعلامية عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع النساء.
نصائح وقائية يومية
الوقاية لا تمنع المرض فقط، بل تقلل من خطورته إن ظهر.
-
التحول إلى نظام غذائي صحي للحفاظ على وزن مناسب وتجنب السمنة.
-
ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي أو السباحة.
-
تناول غذاء متوازن غني بالخضروات والفواكه.
-
التقليل من استهلاك الكحول والامتناع عن التدخين.
-
مراجعة الطبيب عند وجود أي تغيرات غير طبيعية.
الخلاصة
إن فحص سرطان الثدي المبكر ليس مجرد إجراء طبي، بل رسالة وعي ووقاية. الفحص الذاتي في المنزل، الفحص السريري، والماموغرام جميعها وسائل تكمل بعضها. والمرأة التي تضع صحتها أولوية تستطيع أن تسبق المرض بخطوة، وتمنح نفسها فرصة أكبر للحياة الصحية.