سرطان الثدي هو تكاثر الخلايا المكونة لأنسجة الثدي بشكل غير طبيعي، وتكون الخلايا التي تتكاثر غير طبيعية أيضًا، مما يعطل وظائف الأنسجة الطبيعية. يعتبر هذا النوع من السرطان من أكثر السرطانات انتشارًا بين النساء، فلماذا يصيب بعض النساء دون غيرهن؟ إليك اسباب سرطان الثدي في هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
أسباب سرطان الثدي
لا يوجد سبب مباشر ومحدد للإصابة بسرطان الثدي، لكن توجد العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة، خاصةً إن تزامن وجود اكثر من عامل واحد في الوقت ذاته. ينطبق الأمر ذاته على أنواع السرطان جميعها، إذ يعد السبب المباشر غير معروف، بينما توجد عدة عوامل قد تزيد من احتمال الإصابة، وعادةً ما تسمى بعوامل الخطر.
من الجدير بالذكر أيضًا، أو وجود عوامل الخطر لا يعني الإصابة بالسرطان بالضرورة، كما أن عدم وجودها لا يضمن عدم الإصابة. يذكر أن عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي قد تكون عوامل جينية، أو عوامل بيئية، أو عوامل متعلقة بتركيب أنسجة الثدي.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي
كما ذكرنا سابقًا، تعتبر اسباب حدوث سرطان الثدي غير محددة، لكن توجد العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به. نذكر فيما يلي هذه العوامل.
التقدم بالعمر
يعد التقدم بالعمر من أهم اسباب سرطان الثدي عند النساء، إذ تزداد احتمالية الإصابة به مع التقدم في السن. فبينما تكون نسب الإصابة منخفضة نسبيًا لدى النساء تحت سن الأربعين، تبدأ المعدلات بالارتفاع بشكل ملحوظ بعد هذا العمر، لتبلغ ذروتها في العقدين الخامس والسادس من الحياة.
يعود ذلك إلى تراكم الطفرات الجينية في الخلايا على مر السنين، إضافة إلى طول فترة التعرض للتغيرات الهرمونية، خصوصاً الإستروجين، الذي يؤثر في نمو أنسجة الثدي. كما أن ضعف كفاءة آليات إصلاح الحمض النووي مع التقدم في العمر يجعل الخلايا أكثر عرضة للتحول السرطاني.
الإصابة المسبقة بسرطان الثدي
تعتبر الإصابة السابقة بسرطان الثدي من أبرز عوامل الخطر لعودة المرض أو ظهوره في الثدي الآخر. فالنساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي في مرحلة سابقة أكثر عرضة للإصابة مجددًا مقارنةً بغيرهن، وذلك نتيجة وجود تغيرات جينية أو بيولوجية في أنسجة الثدي تجعلها أكثر عرضة لحدوث الطفرات.
كما أن بعض الخلايا السرطانية قد تبقى كامنة حتى بعد العلاج، ثم تنشط لاحقًا تحت تأثير عوامل هرمونية أو بيئية.
زيادة كثافة أنسجة الثدي
من الممكن أن تكون كثافة أنسجة الثدي من اسباب مرض سرطان الثدي، فالثدي ذو الكثافة العالية يحتوي على نسبة أكبر من الأنسجة الغدية والليفية مقارنة بالأنسجة الدهنية، مما يجعل اكتشاف الأورام أكثر صعوبة عبر التصوير الشعاعي التقليدي (الماموغرام).
من المحتمل أن تكون أن النساء ذوات الأنسجة الكثيفة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، مقارنةً بالنساء ذوات الأنسجة الأقل كثافة، وذلك لأن الخلايا الغدية والليفية النشطة تكون أكثر عرضة لحدوث الطفرات والانقسام غير الطبيعي. كما أن الكثافة العالية قد تخفي الكتل الصغيرة في صور الأشعة، مما يؤخر التشخيص ويزيد من خطورة تطور المرض.
التاريخ العائلي
يشكل التاريخ العائلي أحد أهم اسباب سرطان الثدي للنساء، إذ إن وجود إصابة سابقة لدى قريبات من الدرجة الأولى، مثل الأم أو الأخت أو الابنة، يرفع الاحتمال بشكل واضح. ويعود ذلك غالبًا إلى العوامل الوراثية المشتركة، مثل الطفرات في جيني BRCA1 وBRCA2، إضافة إلى طفرات جينية أخرى قد تنتقل عبر الأجيال.
كما أن بعض العائلات قد تشترك في أنماط حياة وعوامل بيئية تزيد من القابلية للمرض. وتشير الدراسات إلى أن الخطر يتضاعف إذا كانت هناك إصابتان أو أكثر في العائلة، خصوصًا عند حدوثها في سن مبكرة.
اقرأ أيضًا: أعراض مبكرة غير متوقعة لمرض السرطان عند النساء
العوامل الجينية
تسهم العوامل الجينية بدور ملحوظ في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، إذ أن ما يقارب 5–10% من الحالات قد تعود لأسباب جينية. وترتبط أكثر الطفرات شيوعًا بجيني BRCA1 وBRCA2، حيث يؤدي خللهما إلى ضعف قدرة الخلايا على إصلاح الحمض النووي المتضرر، ما يسهّل تراكم الطفرات وبدء النمو السرطاني.
كما أن طفرات أخرى مثل TP53 وPALB2 قد ترفع الخطر بدرجة أقل، ويزداد الاحتمال بشكل خاص لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي قوي للإصابة، خصوصًا في سن مبكرة.
العوامل الهرمونية
تلعب العوامل الهرمونية دورًا أساسيًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، إذ إن هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران مباشرة في نمو وانقسام خلايا الثدي، فالتعرض الطويل لهذين الهرمونين، مثل بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة أو تأخر سن اليأس، يزيد من احتمالية تراكم الطفرات في أنسجة الثدي.
كما أن استخدام بعض العلاجات الهرمونية لفترات طويلة بعد سن اليأس قد يرفع خطر الإصابة بشكل ملحوظ. كذلك، يعتبر الحمل الأول في عمر متأخر أو عدم الإنجاب من العوامل التي تطيل مدة التعرض للتأثيرات الهرمونية دون انقطاع، مما يزيد من القابلية للإصابة.
أسلوب الحياة
يلعب أسلوب الحياة دورًا محوريًا في التأثير على خطر الإصابة بسرطان الثدي، إذ قد تزيد بعض العادات اليومية قد أو من احتمالية حدوث المرض أو تقللها، إذ ترتبط زيادة الوزن أو السمنة، خاصة بعد سن اليأس، بارتفاع مستويات الإستروجين الناتج عن الخلايا الدهنية، مما يعزز نمو الخلايا السرطانية.
كما أن قلة النشاط البدني قد تعتبر من اسباب سرطان الثدي، فهي تسهم في ضعف التوازن الهرموني وزيادة مقاومة الإنسولين، وهما عاملان يرتبطان بتطور السرطان. أما التدخين واستهلاك الكحول بكميات كبيرة فيعتبران من العوامل التي قد ترفع خطر الإصابة. في المقابل، قد يساعد اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، على تقليل هذا الخطر.
اقرأ أيضًا: فحص سرطان الثدي: دليل شامل للوقاية والكشف المبكر
التعرض للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر
يعد التعرض للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر أحد أهم اسباب سرطان الثدي، خاصة إذا حدث في سن مبكرة. فقد يحدث الإشعاع المؤين المستخدم لعلاج بعض الأورام، مثل سرطان الغدد اللمفاوية (هودجكين) تلفًا في الحمض النووي لخلايا الثدي، ومع مرور الوقت يمكن أن تتراكم الطفرات المؤدية لنمو سرطاني.
وتزداد الخطورة إذا كان التعرض بين سن المراهقة والعشرينيات، حيث تكون أنسجة الثدي أكثر حساسية للإشعاع.
الفحص الجيني لسرطان الثدي
ينصح بإجراء الفحص الجيني لسرطان الثدي في حال وجود فرد مقرب من الدرجة الأولى في العائلة مصاب بسرطان الثدي أو سرطان المبيض، وذلك لتحديد الطفرات الجينية التي قد تزيد من خطر الإصابة. يهدف هذا الفحص إلى كشف الطفرات في جينات محددة مثل BRCA1 وBRCA2، والتي تزيد بشكل كبير من قابلية الخلايا للتحول السرطاني.
بناءً على نتائج الفحص، يمكن للطبيبة أو الطبيب تحديد خطة متابعة دقيقة تشمل الفحوصات الدورية المبكرة، التدابير الوقائية، أو تعديل أسلوب الحياة لتقليل الخطر. كما يساعد الفحص الجيني النساء على اتخاذ قرارات فعالة بشأن خيارات العلاج أو الوقاية المستقبلية، بما في ذلك التدخلات الجراحية الوقائية في الحالات عالية الخطورة.
اقرأ أيضًا: ليس كل ألم في الثدي سرطانًا: اكتشفي الإشارات الحقيقية للألم
الخاتمة:
قد تكون اسباب سرطان الثدي غير محددة بشكل واضح، لكن توجد العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة. تعتبر العوامل الجينية والوراثية من أهم هذه العوامل، إضافةً لأسلوب الحياة غير الصحي مثل الإصابة بالسمنة، وقلة النشاط البدني، والتدخين. ينصح بإجراء الفحص الجيني لسرطان الثدي في حال وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالمرض.