يترافق الحمل مع العديد من التغيرات الجسدية والنفسية التي قد تسبّب آلامًا مختلفة للأم الحامل، مثل الصداع وآلام الظهر والتعب العام خلال اليوم؛ ممّا يضطر الكثير من الأمهات لتناول المسكنات الآمنة للحامل، فما هي أنواع مسكنات الألم الآمنة خلال الحمل؟ وما هي المسكنات التي يجب أن تبتعدي عن تناولها أثناء حملكِ؟ تعرّفي على تفاصيل أكثر حول استخدام المسكنّات للحامل.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
المسكنات الآمنة للحامل في الشهور الأولى
يمكن استخدام مسكن للحامل في الشهور الأولى عند الحاجة الضرورية لذلك مثل:
- دواء باراسيتامول للحامل هو الخيار الأول لتسكين معظم الآلام التي قد تعاني منها المرأة في هذه الفترة؛ خاصّةً آلام الصداع وآلام الظهر، ويمكن استخدامه في أي وقت كان من الحمل.
- أدوية مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (بالإنجليزية: NSAIDs) مثل دواء إيبوبروفين ودواء نابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)؛ حيث يعدّ استخدام هذه الأدوية -تحت إشراف طبي- آمنًا نسبيًا لتخفيف الآلام المتوسطة إلى الشديدة خلال الحمل، على أن تُستخدم بأقل جرعة علاجية ممكنة حتى الأسبوع العشرين فقط من عمر الحمل.
أفضل مسكن للحامل لألم الأسنان
تلاحظ بعض الأمهات الحوامل زيادة حساسيّة منطقة اللثة والأسنان للأطعمة والمشروبات -خاصّةً تلكَ الباردة أو الساخنة- خلال فترة الحمل، يعود ذلك بالطبع إلى التغيرات الهرمونية التي يمكن أن تزيد من تشكّل طبقة البلاك على الأسنان؛ والتي يمكن أن تتطوّر لاحقاً لتسبّب حدوث التهاب أو زيادة الحساسية والألم في الأسنان.
- يعدّ دواء باراسيتامول الخيار الأول والمفضّل من المسكنات الآمنة للحامل لتسكين ألم الأسنان عند في جميع فصول الحمل.
- يمكن أن يساعدك استخدام دواء إيبوبروفين على تخفيف الألم الشديد وغير المحتمل، لكن ننوه أنه يجب أخذ دواء إيبوبروفين بعد استشارة الطبيب المختصّ وبأقل جرعة علاجية ممكنة.
أفضل مسكن لآلام الظهر للحامل
تعتبر آلام الظهر أكثر ما يمكن أن تشتكي منه المرأة خلال فترة حملها، خاصّةً مع تقدم عمر الحمل، إذ يزداد حجم الجنين مسببًا زيادة الضغط على منطقة أسفل الظهر. عقار الباراسيتامول هو الخيار الأفضل كدواء مسكّن للألم فعّال في تخفيف آلام الظهر، يجب التذكير بالابتعاد عن تناول أدوية (NSAIDs)، مثل: دواء إيبوبروفين فهو من الأدوية الممنوعة للحامل لتخفيف آلام الظهر في الثلث الثاني والثلث الثالث من الحمل، حيث يرتبط استخدام أدوية هذه الزمرة في هذه الفترة بإمكانية حدوث مشاكل صحية، مثل: المشاكل الكلوية والقلبية واضطرابات النمو لدى الجنين.
شاهد أيضًا: هل الإيبوبروفين يرفع ضغط الدم؟
مرهم مسكن آمن للحامل
تعدّ الخيارات العلاجية الموضعيّة عمومًا من المسكنات الآمنة للحامل عند مقارنتها بالأدوية الفموية، لذلك؛ يُفضّل عادةً استخدام المراهم المسكنّة للألم خلال الحمل، خاصةً آلام الظهر والآلام المفصلية، أو لتخفيف الآلام المرافقة للالتواءات العضلية وآلام الكدمات.
يُنصح خلال فترة الحمل باستخدام الكريمات والمراهم الحاوية على مادة الكابسيسين المستخلصة طبيعيًا من نبات الفلفل الحار، حيث يعتبر هذا الاختيار الأمثل لمرهم مسكن للألم للحامل، حيث يكون آمنًا وفعالًا في ذات الوقت، ولم تثبت الدراسات وجود أي ضرر على الجنين عند تطبيقه موضعيًا بكميات بسيطة على مناطق الألم عند المرأة الحامل.
المسكنات غير المسموح بها للحامل
دواء باراسيتامول هو الدواء الوحيد المسموح بتناوله طوال فترة الحمل، وبرغم كونه الأكثر أمانًا؛ إلا أنه يجب تجنّب استخدامه بشكل عشوائي وبجرعات عالية، فقد تم الربط بين الاستخدام المفرط لدواء باراسيتامول خلال الحمل بازدياد خطر إصابة الطفل ببعض الأمراض خلال الطفولة؛ مثل الربو والاضطرابات السلوكية واضطراب طيف التوحد.
وعن تأثير المسكنات على الجنين، فإنه يختلف الكثير من الأطباء حول استخدام أدوية المسكّنات الشائعة الأخرى مثل (إيبوبروفين ونابروكسين) وغيرها من أدوية مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية خلال فترة الحمل، فعلى الرغم من كون استخدامها “آمن نسبيًا” حتى الأسبوع العشرين من عمر الحمل؛ إلا أنه يجب الابتعاد عن استخدامها تمامًا بعد ذلك؛ أي في الفصل الثاني والفصل الثالث من الحمل، كما ينصح بعض الأطباء بتجنب استخدام هذه الأدوية حتى خلال الأشهر الأولى من الحمل، خاصةً إذا عانت المرأة الحامل من إجهاض سابق، إذ يمكن أن يزيد استخدام هذه الأدوية من خطر الإجهاض في الحمل القادم.
ملاحظة: يجب تجنّب استخدام مسكنات الألم قوية التأثير مثل المسكنّات الأفيونية (الكودئين والمورفين وغيرها) خلال فترة الحمل؛ حيث يرتبط استخدام هذه الأدوية بحدوث عيوب خلقية لدى الجنين أو تعرّض الأم لخطر ولادة سابقة لموعدها.
نصائح لتخفيف الألم أثناء الحمل
إليكِ بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم خلال فترة الحمل:
- تأكدي من حصولك على فترات راحة خلال اليوم للتخفيف من آلام الظهر مع تقدم الحمل.
- تجنبي الوقوف لوقت طويل أو الجلوس في أوضاع خاطئة تؤثر على عمودك الفقري.
- احرصي على شرب الماء بكميات جيدة خلال اليوم، يساعد شرب الماء على التخفيف من ألم الصداع دون الحاجة لتناول المسكّنات.
- مارسي تمارين التنفس العميق بانتظام، حيث يساعد التنفس العميق على التخفيف من التوتر الذي قد ينتج عنه آلام الصداع وآلام الظهر.
- حافظي على نظافة أسنانك (غسلها مرتين يوميًا على الأقل) لتجنب حدوث أي مشاكل بها أثناء فترة الحمل.
- تناولي المسكنات الآمنة للحامل، لكن باعتدال وبإشراف طبيبك، واحرصي على استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء مسكّن آخر خلال الحمل.
شاهد أيضًا: تورم القدمين للحامل: بين الطبيعي والمقلق!
على الرغم من قلق الأمهات حول إمكانية استخدام المسكنات الآمنة للحامل، إلا أنّها تعتبر خيارًا جيدًا لتسكين الآلام المختلفة طوال فترة الحمل؛ لذلك احرصي فقط على تناول الأدوية المسكنة الآمنة خلال الحمل، وذلك عند الحاجة الماسّة لها وبأقل جرعة علاجية ممكنة. استشيري طبيبك عندما يكون الألم شديدًا لتقصّي الأسباب الأخرى المحتملة وعلاجها.