هل تكون الرغبة المفاجئة في تناول الطعام إنذار مبكر للسرطان؟

1

x77eq3
الرغبة المفاجئة في تناول الطعام: إنذار مبكر للسرطان؟

فهرس الصفحة

في بعض الأحيان، نشعر برغبة مفاجئة وغير مبررة نحو أطعمة محددة، مثل: قطعة شوكولاتة، شريحة بيتزا، أو حتى ليمونة كاملة  دون أن يكون هناك سبب منطقي في ذوقنا أو حالتنا النفسية. لكن هل يمكن أن تكشف هذه الرغبة المفاجئة في تناول الطعام عن خلل صحي خطير؟

في السنوات الأخيرة، اجتذبت فكرة أن هذه الرغبة قد ترتبط بأنواع معينة من السرطان اهتمام العلماء ووسائل الإعلام. في هذا المقال نعرض ما توصل إليه البحث العلمي، وما يمكن أن يعنيه هذا العرض الغريب، مع نصائح عملية لمحاولة التمييز بين الرغبة الطبيعية والإشارة المحتملة للخطر.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

العلاقة بين الرغبة المفاجئة في تناول الطعام والسرطان

إليك أهم النقاط التي تم التوصل إليها حتى الآن:

  • في مراجعة علمية موسعة بعنوان تغيير سلوك الطعام والسرطان (بالإنجليزية: Altered Food Behavior and Cancer) نُشرت عام 2022، تمت دراسة الاضطرابات الغذائية المعدّلة، ومنها الرغبة المفاجئة في تناول الطعام، ووجد الباحثون أن هناك أدلة على وجود ترابط بين السلوك الغذائي المتغير وبعض حالات السرطان.

  • بحسب الدراسات، المرضى الذين شُخِّصوا بسرطان المبيض أو سرطان الثدي أو بطانة الرحم أو الأورام اللمفاوية، أظهر عدد منهم رغبات معينة غير معتادة للطعام قبل التشخيص، مثل تناول السكريات أو الأطعمة الدهنية والمُصنّعة.

  • في مقالة تحليلية نشرتها مجلة الأشعة السريرية (بالإنجليزية: Clinical Radiology) أشار الباحثون إلى أن التغيرات في الرغبة الغذائية قد تختفي بعد العلاج، مما يشير إلى أن الورم أو الحالة المرضية قد تؤثر في إشارات الجوع والدهشة الغذائيّة.

  • من جهة أخرى، يذكر بحث بعنوان التغيرات في النظام الغذائي المرتبطة بالسرطان (بالإنجليزية: Changes in diet associated with cancer) أن السرطان والعلاج يمكن أن يُسببا تغيّرات في الذوق، الشم، الشهية، والإشباع، مما قد يفسّر جزئياً هذه الظواهر.

اقرأ أيضًا: ظاهرة الأكل العاطفي: العلاقة بين التوتر وتناول الطعام

العلاقة بين الرغبة المفاجئة في تناول الطعام والسرطان

لماذا قد يحدث هذا الربط؟

لفهم الربط المحتمل بين الرغبة المفاجئة في تناول الطعام والسرطان، إليك بعض الفرضيات التي تستند إلى المعرفة العلمية:

  1. التمثيل الغذائي للخلايا السرطانية وزيادة استهلاك الجلوكوز: الخلايا السرطانية معروفة بأنها غالبًا تستهلك الجلوكوز أسرع من الخلايا الطبيعية. قد يُحفّز هذا استجابة دماغية تدفع للدخول في “طلب” غذاء غني بالسكريات لتلبية هذا الاستهلاك المتسارع.

  2. تأثير المرض أو الورم على إشارات الشهية الورم أو الالتهاب المصاحب له قد يخلّ بإشارات الجوع والشبع، مثلاً من خلال التأثير على الهرمونات والأعصاب المرتبطة بالمعدة أو الجهاز العصبي المركزي.

  3. تغيرات في التذوّق أو الإحساس الغذائي بسبب المرض أو العلاجات أحيانًا، يُصاب الأشخاص باضطراب في حاسة التذوق أو الشم أو تهيّج في القناة الهضمية، مما يدفعهم للبحث عن أطعمة ذات ملمس أو نكهة قوية أو محاكية لإشباع نقص الإحساس.

  4. نقص مغذيات أو اختلالات في التوازن الغذائي في بعض الحالات، الرغبة المفاجئة في أشياء مثل الثلج أو الأوساخ غالبًا ما تُرتبط بنقص الحديد أو عناصر مغذية، وقد لا تكون مرتبطة مباشرة بالسرطان، بل بإجهاد أو حالة صحية أخرى.

اقرأ أيضًا: اضطراب الأكل القهري مرض نفسي لا يجب إهماله

الرغبة المفاجئة في تناول الطعام

كيف نُفسّر الرغبة المفاجئة في تناول الطعام؟

إليك بعض نقاط التوضيح قبل أن نخوض في التوصيات:

  • ليس كل رغبة مفاجئة في الطعام تعني وجود سرطان؛ كثير من تلك الرغبات تكون نتيجة عوامل نفسية، توتر، تغيرات في الروتين الغذائي، أو حتى استجابة موسمية وتقلبات المزاج.

  • لا يوجد حتى الآن دليل قاطع يُثبت أن الرغبة المفاجئة في طعام معين بمفردها تُعد علامة تشخيصية للسرطان.

  • لكن، عندما تكون هذه الرغبة شديدة، مستمرة لأشهر، وغير مبررة، أو تُصاحبها أعراض مقلقة أخرى (فقدان الوزن، تعب غير مبرّر، نزيف غير طبيعي، آلام مستمرة)، قد تستحق مراجعة طبية.

الرغبة المفاجئة في تناول الطعام معين

متى ينبغي القلق؟ علامات تستدعي مراجعة الطبيب

إذا لاحظت أيًا من هذه المؤشرات إلى جانب الرغبة المفاجئة في تناول الطعام، فالأفضل ألا تتجاهل الأمر:

  • استمرار الرغبة غير المفسرة لأكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر.

  • مصاحبة الرغبة لأعراض مثل التعب المزمن، فقدان الوزن المفاجئ، آلام مستمرة، نزيف غير طبيعي.

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.

  • تغيّر في أنماط الأكل أو الهضم، أو ظهور اضطرابات جديدة في الجهاز الهضمي.

توصيات عملية للتعامل والرصد

لمن يرغب في التصرف بحذر وتجنب القلق غير المبرّر، إليك بعض النصائح:

  1. راقب النمط: دون لمدة أسابيع نوع الرغبة (ما هو الطعام، وهل كنت تأكله سابقًا أو لا) وارتباطها بأي ظرف معين (إجهاد، نوم، تغيّر في الصحة).

  2. احرص على فحص شامل: عند الشك، استشر طبيبًا مختصًا (أورام، باطني، تغذية). قد يقترح فحوصات دم، أشعّة، أو تصوّر سريري لتقييم الوضع.

  3. تولّي توازن الغذاء والنوم والتوتر: غالبًا ما تلعب العوامل النفسية دورًا قويًا في الرغبة المفاجئة. إدارة التوتر، النوم الكافي، والنظام الغذائي المتوازن يمكن أن تقلّل من الحوافز الزائدة للطعام.

  4. عدم الاعتماد على الرغبة وحدها كعلامة: تذكّر دائمًا أن الرغبة المفاجئة ليست بديلاً عن الفحص الطبي؛ هي إشعار يُضاف إلى الصورة الكاملة.

مراجعة الطبيب عند ملاحظة علامات غريبة.

اقرأ أيضًا: أطعمة ترفع خطر الإصابة بالسرطان حسب منظمة الصحة العالمية

الخلاصة

تشير الأبحاث الحديثة إلى أنّ الرغبة المفاجئة في تناول الطعام قد تكون أكثر من مجرد اشتهاء عابر، إذ يمكن أن تعكس تغيّرات داخلية مرتبطة بالحالة الهرمونية أو الأيضية، وأحيانًا حتى بأمراض خطيرة مثل السرطان. ورغم أنّ هذه الرغبة لا تُعدّ دليلاً قاطعًا على المرض، فإن استمرارها أو تكرارها مع ظهور أعراض مقلقة يستدعي مراجعة الطبيب، كما تعد مراقبة نمط الأكل وفهم إشارات الجسم خطوة مهمة نحو الكشف المبكر عن المشكلات الصحية، خصوصًا حين تتجاوز الرغبة المفاجئة في الطعام الحدود المعتادة وتتحوّل إلى سلوك دائم أو غير مبرر.

الأسئلة الشائعة عن الرغبة المفاجئة في تناول الطعام

  • لا، ليست علامة مؤكدة، لكنها قد تشير إلى تغيّرات صحية تستدعي الانتباه.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

مقاومة الإنسولين محمد السعيد 2

x9o3gcg

الدكتور محمد السعيد: ما أسباب الخمول بعد الأكل؟

مواضيع ذات صلة

مشاركة