ملخص المقال بالذكاء الاصطناعيأجريت دراسة في جامعة ستانفورد الأمريكية على بكتيريا معدلة جينيًا لغرض علاج حصوات الكلى، وقد عمل العلماء في هذه الدراسة على تغيير طبيعة البكتيريا المعوية للتحكم بكمية أملاح الأوكسالات التي تتراكم في الجسم. تعرف في هذا المقال على طريقة علاج حصوات الكلى بالبكتيريا المعوية المعدلة جينيًا.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
كيف تعمل البكتيريا المعدلة جينيًا؟
تقوم فكرة علاج حصوات الكلى بالبكتيريا المعدلة جينيًا، على مبدأ تحويل ميكروبات الأمعاء إلى أداة علاجية فعالة. فقد قام العلماء بتعديل سلالة من بكتيريا الأمعاء تعرف باسم (بالإنجليزية: Phocaeicola vulgatus)، بحيث تكتسب القدرة على تفكيك مادة الأوكسالات، وهي المركب المسؤول عن تكوين معظم حصوات الكلى. تعمل هذه البكتيريا داخل الجهاز الهضمي على تحليل الأوكسالات قبل امتصاصها إلى الدم، مما يؤدي إلى تقليل تركيزها في البول وبالتالي تقليل خطر تكون حصوات الكلى.
ولضمان السيطرة على وجودها في الأمعاء، جعل الباحثون نموها يعتمد على مركب غذائي محدد يسمى بورفيران (بالإنجليزية: Porphyran)، بحيث يمكن إيقافها عند التوقف عن تناول هذا العنصر. هذه التقنية تمثل اتجاهًا واعدًا في العلاجات الميكروبية الموجهة، إذ توفر خيارًا طبيعيًا وآمنًا نسبيًا للوقاية من تكرار حصوات الكلى في المستقبل.
تفاصيل الدراسة
تألفت الدراسة من ثلاث مراحل، تضمنت المرحلة الأولى تجربة البكتيريا المعدلة جينيًا على الجرذان، وتجربتها على البشر الأصحاء في المرحلة الثانية، ثم تجربتها على المرضى بفرط أوسالات البول في المرحلة الثالثة. يعاني المريض بهذا الاضطراب من زيادة امتصاص مادة الأوكسالات من الطعام، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في البول وزيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى.
تمكن العلماء في المرحلة الأولى من الدراسة من علاج حصوات الكلى بالبكتيريا المعوية المعدلة جينيًا عند الجرذان، وذلك بخفض مستويات الأوكسالات بنسبة 47%. قام العلماء بعدها بتجربة البكتيريا على 39 شخصًا من الأصحاء، وقد لوحظ أن نسبة البكتيريا المعدلة جينيًا تزداد فقط عند تناول مادة البورفيران التي تتغذى عليها، وتتناقص عند إزالة المادة من النظام الغذائي.
أما في المرحلة الثالثة، فقد أقدم العلماء على تجربة البكتيريا على أشخاص مصابين بفرط أوكسالات البول، وقم تم إعطاء ستة من أصل تسعة مشاركين البكتيريا المعدلة، وعلى الرغم من ظهور بعض المشاكل إلا أن حالتهم تحسنت بعض الشيء. لوحظ أنه قد تم تقليل امتصاص الأوكسالات من الأمعاء بنسبة 27% لدى الأشخاص الذين استخدموا البكتيريا مقارنةً بالذين لم يستخدموها.
وعلى الرغم من أن هذه النسبة ليست كبيرة إحصائيًا، لكنها قد تفتح الباب لإجراء المزيد من الدراسات على عدد أكبر من المصابين بفرط الأوكسالات في المستقبل، وقد يفتح الباب لعلاج حصوات الكلى بالبكتيريا المعوية المعدلة جينيًا بشكل أوسع في المستقبل.
اقرأ أيضًا: استخراج 35 حصوة من كلية شخص بسبب المشروبات الغازية
مستقبل علاج حصوات الكلى بالبكتيريا المعوية
تخطط الفرق البحثية لمتابعة الدراسة عبر تجارب سريرية أوسع وأطول مدة، تشمل عددًا أكبر من المرضى الذين يعانون من حصوات الكلى المزمنة. كما يسعى العلماء إلى تحسين قدرة البكتيريا المعدلة على الاستقرار في بيئة الأمعاء، وتقليل احتمالية انتقال جيناتها إلى كائنات أخرى. هذه الخطوات المستقبلية ضرورية لتقييم سلامة التقنية وفعاليتها على المدى الطويل، قبل اعتمادها كخيار علاجي فعلي.
الخاتمة:
أجريت دراسة في جامعة ستانفورد حول إمكانية علاج حصوات الكلى بالبكتيريا المعوية المعدلة جينيًا، وقد أظهرت الدراسة نتائج واعدة في تقليل امتصاص مادة الأوكسالات من الطعام، مما يقلل من خطر تشكل الحصوات بشكل كبير. لكن يتطلب الأمر إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث حول الموضوع لضمان أمان البكتيريا وفعاليتها.
