لم تعد ابتسامة الأسنان البيضاء وحدها معيار الجاذبية، بل أصبح لون اللثة عنصرًا أساسيًا في جمال الابتسامة وثقة الإنسان بنفسه. يعاني كثيرون من تصبغات اللثة الداكنة التي تؤثر على المظهر العام، وهنا يظهر توريد اللثة كحل تجميلي طبي متقدم يعيد للثة لونها الوردي الطبيعي بشكل آمن ومدروس.
في هذا المقال نأخذك في جولة علمية مبسطة، نوضح فيها مفهوم توريد اللثة، أسبابه، طرقه الحديثة، نتائجه، ومتى يكون مناسبًا أو غير مناسب، اعتمادًا على مراجع طبية موثوقة في طب الأسنان.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو توريد اللثة؟
توريد اللثة هو أحد الإجراءات التجميلية الحديثة في طب الأسنان، ويُقصد به التخلص من التصبغات الداكنة التي تصيب أنسجة اللثة وإعادة لونها الوردي الطبيعي الذي يعكس صحة الفم وجمال الابتسامة، وذلك دون المساس بوظيفة اللثة أو التأثير السلبي على الأسنان والجذور.
عادةً ما يكون لون اللثة الصحي متدرجًا بين الوردي الفاتح واللون المرجاني، وهو لون ناتج عن توازن طبيعي بين سماكة الأنسجة، تدفق الدم، وكمية صبغة الميلانين في الخلايا. إلا أن هذا التوازن قد يختل لدى بعض الأشخاص، فتظهر اللثة بلون داكن أو مائل إلى البني أو الرمادي، وهو أمر لا يدل بالضرورة على إهمال العناية بالفم كما يعتقد البعض.
في كثير من الحالات، يكون اسمرار اللثة مرتبطًا بعوامل وراثية بحتة، حيث تلعب زيادة إفراز صبغة الميلانين دورًا أساسيًا في تغير اللون، تمامًا كما يحدث في لون البشرة. كما قد تسهم عوامل أخرى في ذلك، مثل التدخين، أو التغيرات الهرمونية، أو تناول بعض الأدوية لفترات طويلة، أو التعرض لالتهابات لثوية مزمنة لم تُعالج بالشكل الصحيح.
وتكمن أهمية توريد اللثة في كونه إجراءً تجميليًا بحتًا وليس علاجيًا في معظم الأحيان، يهدف إلى تحسين المظهر العام للابتسامة وزيادة الثقة بالنفس، خاصة لدى الأشخاص الذين يمتلكون أسنانًا فاتحة اللون لكن لثتهم داكنة، ما يخلق تباينًا غير مرغوب فيه عند الابتسام أو التحدث.
مع التطور الطبي، أصبحت تقنيات توريد اللثة أكثر أمانًا ودقة، مثل استخدام الليزر أو التقشير الطبي، حيث تُزال الطبقات السطحية المصطبغة فقط، مع الحفاظ على سلامة أنسجة اللثة وقدرتها الطبيعية على الالتئام. ولهذا السبب، يُعد توريد اللثة خيارًا شائعًا لمن يبحثون عن تحسين جمالي مدروس، بشرط أن يتم بعد تقييم طبي شامل لحالة اللثة وصحة الفم بشكل عام.
أبرز ميزات توريد اللثة:
-
إجراء غير جراحي في أغلب التقنيات الحديثة.
-
يتم داخل عيادة الأسنان.
-
لا يؤثر على جذور الأسنان.
-
يركز على المظهر دون الإضرار بالوظيفة الحيوية للثة.
شاهد أيضًا: ما هي فوائد السواك لصحة الفم وأسنانه؟ وما هي أضراره؟

أسباب تصبغات اللثة
قبل التفكير في توريد اللثة، من المهم فهم السبب الحقيقي لتغير اللون، لأن العلاج الصحيح يبدأ دائمًا من التشخيص الدقيق، وتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:
-
زيادة صبغة الميلانين (سبب وراثي شائع).
-
التدخين واستخدام التبغ.
-
بعض الأدوية طويلة المدى.
-
التهابات اللثة المزمنة.
-
التغيرات الهرمونية.
-
تراكم البلاك والجير.
طرق توريد اللثة الحديثة
تطورت تقنيات توريد اللثة بشكل كبير، وأصبحت أكثر أمانًا ودقة، مع نتائج طبيعية تدوم لفترات طويلة.
توريد اللثة بالليزر
تُعد تقنية الليزر الخيار الأكثر شيوعًا حاليًا، لما توفره من دقة عالية وسرعة شفاء.
المميزات:
-
بدون نزيف.
-
غير مؤلم في الغالب.
-
نتائج فورية.
-
تعقيم تلقائي للأنسجة.
توريد اللثة بالتقشير الكيميائي
تعتمد هذه الطريقة على مواد طبية مدروسة تعمل على إزالة الطبقة السطحية المصطبغة.
المميزات:
-
تكلفة أقل.
-
نتائج جيدة في الحالات البسيطة.
ملاحظة: تتطلب خبرة طبية عالية لتجنب تهيج اللثة.
توريد اللثة بالجراحة التقليدية
يتم اللجوء إليها في حالات نادرة عندما تكون التصبغات عميقة.
الخصائص:
-
تحتاج فترة تعافٍ أطول.
-
نتائج دائمة نسبيًا.
-
أقل استخدامًا حاليًا.
شاهد أيضًا: تعرف على 7 أسباب لتسوس الأسنان بالرغم من تنظيفها
هل توريد اللثة آمن؟
يُعد إجراءً آمنًا جدًا عند إجرائه على يد طبيب أسنان مختص وبعد فحص شامل للثة، وتشمل شروط الأمان ما يلي:
-
خلو اللثة من الالتهابات النشطة.
-
عدم وجود أمراض لثوية مزمنة غير مسيطر عليها.
-
اختيار التقنية المناسبة لكل حالة.
وفقًا للجمعية الأمريكية لطب الأسنان (ADA)، فإن الإجراءات التجميلية للثة آمنة عند الالتزام بالبروتوكولات الطبية المعتمدة.

نتائج توريد اللثة ومدة استمرارها
نتائج تحسين لون اللثة تختلف من شخص لآخر حسب السبب ونمط الحياة، ولكن بشكل عام:
-
النتائج تظهر مباشرة أو خلال أيام.
-
تستمر لعدة سنوات.
-
قد تعود التصبغات في حالات التدخين أو العوامل الوراثية.
نصائح للحفاظ على لون اللثة الوردي بعد التوريد
للحفاظ على النتائج لأطول فترة ممكنة:
-
التوقف عن التدخين.
-
العناية اليومية بنظافة الفم.
-
استخدام فرشاة ناعمة.
-
المراجعة الدورية لطبيب الأسنان.
-
تجنب المواد المهيجة للثة.

متى لا يُنصح بتوريد اللثة؟
لا يُفضل الإجراء في الحالات التالية:
-
الحمل (إلا للضرورة الطبية).
-
التهابات لثوية نشطة.
-
أمراض مزمنة غير مستقرة.
-
ضعف المناعة الشديد.
الخلاصة
توريد اللثة ليس مجرد إجراء تجميلي، بل خطوة مدروسة تعكس وعيًا صحيًا وجماليًا متوازنًا. عند اختيار التقنية المناسبة والطبيب المختص، يمكن استعادة لون اللثة الطبيعي بأمان، وتحقيق ابتسامة متناغمة تعزز الثقة بالنفس دون المساس بصحة الفم.