في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أمام مختلف الفئات العمرية أصبح من الصعب أن نخفي عن أطفالنا حقيقة حدوث الكوارث الطبيعية. يصادف الثالث عشر من أكتوبر/ الشهر العاشر من كل عام اليوم العالمي للحد من الكوارث الطبيعية، حيث يمكن استغلال الفرصة في هذا اليوم لتسليط الضوء على أهمية تبسيط مفهوم الهزة الأرضية مع شرح الزلازل للأطفال بمفردات بسيطة وتقديم الدعم النفسي لهم، تعرف على ذلك في هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
أهمية شرح الزلازل للأطفال
إن شرح الزلازل للأطفال يحدث فرقًا في كيفية تأثرهم بحدوث الزلزال، خصوصًا بعد ما عناه الكثيرون مؤخرًا أثناء زلزال اسطنبول وسوريا وكذلك زلزال المغرب، حيث تحدث تلك الكوارث الطبيعية على مقربة منهم وفي مكانٍ يعرفونه، إن فهمهم للكارثة يؤثر عليهم على المدى القصير والطويل، كما أنه يؤثر على قدرتهم على التعافي، لكن من المهم أن تكون المعلومات المُقدمة مناسبة لطبيعة الفئة العمرية، إليك طريقة شرح الزلازل للأطفال:
ما هي الزلازل للأطفال؟
يمكن تبسيط مفهوم الزلزال للأطفال عن طريق شرحه بمفردات سهلة وبسيطة، ويمكن تعريف الزلزال (بالإنجليزية: Earthquake) على أنه ظاهرة طبيعية تحدث عندما تنزلق قطعتان كبيرتان من القشرة الأرضية بشكل مفاجئ؛ مما يسبب الشعور بالهزة الأرضية.
يمكن أن تستمر الزلازل من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، وتحدث الزلازل بشكل مفاجئ وغير متوقع في أي وقت من السنة، فهي ليست مرتبطة بموسم معين، وجدير بالذكر أن معظم الزلازل خفيفة، ولا يلاحظها أحد، لكن يمكن أن تكون الهزات الأرضية شديدة.
توضيح ما الذي يسبب الزلازل للأطفال
إن فهم حقيقة الكوارث الطبيعية بطريقة علمية تُمكّن الأطفال من تقبّل الأحداث بشكل طبيعي عن سماعهم عنها أو مشاهدتها في التلفاز، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وتساعدهم على التعافي من آثار الزلازل النفسية، ويمكن تبسيط أسباب الزلازل للأطفال عبر النقاط التالية:
- تحدث معظم الزلازل بسبب تغيرات في القشرة الخارجية للأرض.
- تتكون القشرة من حوالي عشر كتل صخرية تسمى الصفائح، وتتحرك تلك الصفائح باستمرار في أماكن مختلفة وبطرق مختلفة.
- تسبب حركة الصفائح مع مرور الوقت ضغطًا كبيرًا؛ مما يؤدي إلى حدوث الصدع، وهو يشبه الشق في القشرة الأرضية.
- تطلق الصخور المتحركة طاقة على شكل موجات بعد حدوث الصدع، وتنتشر الموجات في جميع الاتجاهات عبر القشرة الأرضية مسببةً حدوث الزلزال.
استخدام أسلوب القصة
لشرح الزلازل بطريقة بسيطة يمكن استخدام الأسلوب القصصي في سرد وتوضيح ظاهرة الزلازل للأطفال، وذلك من خلال شرح التسلسل الزمني للأحداث بطريقة سهلة وبسيطة. ويعتبر سرد القصص أداة قوية تستخدم لنقل المعرفة ومشاركة مخيلة الطفل مع الواقع، كما أن قراءة القصص بشكل علمي وممتع يساعد الأطفال على تقبل المعلومة بشكل أفضل من التلقين المباشر، إذ تساعد القصص على جعل الحقائق أكثر قابلية للإقناع والتذكر.
التعامل مع خوف الأطفال من الزلزال
رغم صغر سن الأطفال، إلا أن لديهم من الذكاء العاطفي ما يجعلهم يشعرون بمصائب الآخرين، وبعد أن وقعت الهزة الأرضية في إسطنبول وسوريا، وبعد ذلك المغرب، لا بد من التعرف على طرق التعامل مع خوف الأطفال من الزلزال:
- التحدث إلى الأطفال عن الكوارث الحالية وعرض المعلومة عليهم ببساطة تساعدهم على توصيل الحقيقة بصورة واقعية.
- يمكن شرح أن بعض البنايات قد تتضرر من الهزة، وأن البعض الآخر قد لا يصاب بضرر.
- شرح كيفية عمل المهندسين والكهربائيين، وتوضيح دورهم في عمليات الإصلاح؛ لأن ذلك من شأنه أن يطمئنه.
- التحدث عن المشاعر بطريقة متزنة.
- تذكير الأطفال بأنهم في أمان، ولا ينبغي أن يقلقوا.
- تعليم الأطفال معاني التضامن والمساعدة، وذلك من خلال مشاهدة الصور التي تخدم هذا المفهوم.
- الاستمرار في الروتين المألوف للسماح للأطفال بمعرفة أن الحياة مستمرة.
- تجهيز الطفل للمدرسة بطريقة مختلفة، فقد يقلق الأطفال عند ابتعادهم عن والديهم؛ لذا يمكنك إخبارهم أنهم سيكونون بأمان.
- عدم مشاهدة التقارير الإعلامية مع الأطفال؛ لتجنب شعورهم بالقلق والذعر.
الدعم النفسي للأطفال بعد الزلزال
بعد وقوع الزلزال يمكن أن تؤثر الطريقة التي تختارها للاستجابة بصورة كبيرة على تصور الطفل للحدث، وفي إطار تحقيق الصحة النفسية بعد الزلزال، يمكن أن يتمثل الدعم النفسي للأطفال بعد الزلزال كما يلي:
اللعب العلاجي
إن تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم من خلال الكلمات أو الفن أو ما يسمى اللعب العلاجي يمكن أن يكون مفيدًا في قدرتهم على معالجة ما حدث لهم، ويساعدهم على التعبير بطريقة جيدة؛ مما يساهم في تخطي الصدمات بالإضافة إلى المساهمة في التعافي من رهاب الزلزال لدى الأطفال.
الصراحة مع الأطفال
إن التعبير عن المشاعر بمشاركة الأطفال للمخاوف التي عايشوها أثناء الزلزال هو أيضًا وسيلة للمساعدة في التحقق من صحة مشاعرهم.
دعهم يكونون جزءً من التعافي
إن السماح للأطفال بالمساعدة بعد وقوع زلزال كبير يمكن أن يساعدهم على اكتساب فهم ما يحدث، فإن المساهمة في مساعدة الغير وبناء المجتمع تساعدهم على التجاوز والمضي قدمًا.
التحلي بالصبر
تحلى بالصبر إذا استغرق الأطفال بعض الوقت للعودة إلى طبيعتهم، إذ يتأثر كل طفل بشكل مختلف، ويمكن أن يأتي التعبير أو ردة الفعل على شكل سلوكيات تراجعية مثل: التبول في الفراش، وزيادة القلق، وهي علامات شائعة تدل على أن الأطفال الصغار يعانون من ضغوط عاطفية، حينها يجب الحصول على مساعدة علاجية مثل اللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي من قبل مقدمي الرعاية لمساعدة الأطفال على التجاوز.
حماية الأطفال أثناء الزلازل
إن الاستعداد والتأهب هو المفتاح في احتواء الأطفال أثناء الزلازل، كما أن ما يفعله البالغون أثناء الزلزال يعد أمرًا مهمًا للغاية؛ لأن الأطفال يراقبون الكبار عادة، وسوف يتفاعلون بناءً على سلوكهم.
يجب التحدث بنبرة هادئة وطمأنة الأطفال باستمرار بأنهم بخير، وارشادهم إلى طريقة الاحتماء بهدوء، مع ضرورة إبعادهم عن الكابلات الكهربائية والأشياء القابلة للاشتعال، ذلك من شأنه أن يساعد الأطفال على تجاوز الزلزال، ونظرًا لأهمية الاستعداد الصحيح، وفي إطار تحقيق الأمن الشخصي أثناء الزلازل ؛ نستعرض ما يجب أن فعله قبل وقوع الزلزال لحماية الأطفال، خصوصًا في حالة التواجد في منطقة زلزالية نشطة:
- يجب التأكد من أن غرفهم مؤمنة: إذ يجب أن تكون غرف الأطفال خالية من أي مخاطر للسقوط مثل اللوحات الفنية الجدارية أو أي شيء قابل للسقوط.
- التعرّف على خطة الكوارث الخاصة بمدرسة الطفل: التأكد من الشخص الذي يعتني بالطفل أن لديه خطة طوارئ؛ لأنه في حالة حدوث زلزال قد لا يتمكن الوالدين من الوصول إلى الطفل على الفور.
- تحضير معدات الطوارئ: يجب أن يكون لدى كل فرد من أفراد الأسرة معدات إمدادات الطوارئ في متناول اليد، وتتضمن عادةً الأطعمة والوجبات الخفيفة الملائمة للأطفال، والحفاضات، والحليب الصناعي، وأدوية الأطفال، وأدوات الراحة.
يعد شرح الزلازل للأطفال وتقديم الدعم النفسي لهم خطوة أساسية لمساعدتهم على فهم ما يحدث وتجاوز مخاوفهم، وذلك من خلال التحدث معهم بوضوح وإشراكهم في أنشطة تعزز الشعور بالأمان، وجدير بالذكر أيضًا أن دعم الأطفال بعد الزلازل ليس مجرد واجب، بل استثمار في بناء جيل قوي قادر على مواجهة الأزمات بثقة ومرونة.