يحتفل العالم باليوم العالمي لكبار السن في 21 من شهر أغسطس/ آب، حيث يتم تسليط الضوء على المشاكل والمتغيرات التي تواججهم في هذه المرحلة العمرية، وأهمية العناية والاهتمام بكبار السن، بهذه المناسبة نسلط فيما يلي الضوء على أهم النصائح لرعاية الآباء الكبار في السن.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
صحة الكبار في السن
تتطلب صحة الكبار في السن اهتمامًا خاصًا بسبب التغيرات الطبيعية التي تحدث مع تقدم العمر. مع مرور الوقت، يتأثر الجسم من نواحٍ مختلفة، ويؤثر ذلك على كيفية استجابته للأمراض، الأدوية، والحركة. وفقًا للدكتورة جيثا راو، أخصائية الطب الباطني في “سيدار سايناي”، فإن التكيف مع هذه التغيرات هو أمر أساسي للحفاظ على الصحة الجيدة.
الأمراض تبدو بشكل مختلف عند كبار السن
تتغير أعراض الأمراض بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، مما يجعل تشخيصها أكثر صعوبة. على سبيل المثال، يمكن أن يكون السقوط عند كبار السن نتيجة لمشاكل صحية أخرى مثل العدوى البولية أو التهاب الرئة، على عكس الأعراض المعتادة مثل الحمى والسعال التي تظهر عند الأشخاص الأصغر سنًا. قد يظهر المرض أيضًا بشكل غريب في حالة كبار السن المصابين بأمراض مزمنة أو الذين يتناولون أدوية متعددة.
الأدوية وتأثيراتها على كبار السن
المراجعة الدورية للأدوية أمرًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الكبار في السن، حيث تتغير فعالية الأدوية مع تقدم العمر بسبب تراجع كفاءة الكلى والكبد، مما يعيق قدرة الجسم على التخلص من الأدوية بشكل فعال. وهذا يؤدي إلى تراكم الأدوية في الجسم، مما يزيد من احتمالية حدوث الآثار الجانبية مثل الارتباك أو السقوط. من المهم توخي الحذر في استخدام بعض الأدوية، مثل الأدوية المنومة أو المسكنات القوية.
أهمية ممارسة الرياضة
تلعب الرياضة دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الكبار في السن، إذ تساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى تحسين الصحة النفسية وتقليل التوتر. يوصى بممارسة 150 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعيًا. يمكن لكبار السن اختيار أنشطة مثل المشي، السباحة، أو اليوغا، التي تساعد على تحسين التوازن وتقليل خطر السقوط.
العناية بالصحة النفسية
إلى جانب الصحة الجسدية، يجب الاهتمام بالجانب النفسي للحفاظ على صحة الكبار في السن، غير أن التغيرات الجسمانية قد تؤدي إلى مشاعر الوحدة أو الاكتئاب، ولذا فمن الضروري توفير الدعم الاجتماعي والعاطفي. يمكن للتمارين مثل التاي تشي واليوغا أن تساعد في تخفيف القلق وتحسين المزاج.
الفحوصات الطبية تضمن صحة الكبار في السن
جدولة الفحوصات الصحية السنوية المنتظمة أمر إلزامي مع تقدم العمر، تحدث دائمًا مع والدك، وشجعه على إجراء فحوصات طبية للوقاية من الأمراض عن طريق التشخيص المبكر خاصة الحالات مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم التي يمكن أن تمر دون أن يتم اكتشافها.
للحفاظ على صحة الكبار في السن، يعتبر الفحص السنوي الشامل أمر لا بد منه في حالة تجاوز العمر 60 عامًا، ويُنصح بإجراء الفحوصات الطبية التالية للرجال فوق سن الخمسين:
- فحص ضغط الدم: يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة خطر تعرضك للسكتة الدماغية، وأمراض القلب، وأمراض الكلى، وفشل القلب المزمن لذلك يجب إجراء الفحوصات بانتظام.
- فحص الكوليسترول: يعيق ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار تدفق الدم عبر الشرايين في الجسم مما قد يؤدي في النهاية إلى ألم في الصدر أو سكتة دماغية أو نوبة قلبية إذا لم تتم معالجته على نحو صحيح.
- فحص السكري: يعتمد على فحص مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم حيث يكشف الطبيب عن مرض السكري من النوع الثاني الذي لا يتم تشخيصه مبكراً لكن بتعديلات بسيطة في النظام الغذائي وأسلوب الحياة يمكن السيطرة عليه، وتشمل أعراضه الشعور بالإرهاق، وزيادة الوزن، وزيادة الجوع، وكثرة التبول.
- فحص سرطان القولون والمستقيم: ينتشر سرطان القولون على نحو أكبر بين أولئك الذين يعانون زيادة الوزن، والذين يتناولون وجبات منخفضة الألياف، وأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي، ويوصي الأطباء كل من تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عامًا بإجراء الفحوصات.
- اللقاحات: يوجد العديد من التوصيات بتلقي بعض اللقاحات في سن الخمسين لذلك احرص على استشارة الطبيب حول اللقاحات، وأبرزها لقاح الإنفلونزا، لقاح المكورات الرئوية، لقاح الهربس النطاقي.
- فحص النظر: يمكن أن يؤثر الإرهاق، وسوء التغذية، والمشكلات الصحية مثل مرض السكري على الرؤية مع تقدمك في العمر لذلك يُنصح بفحص النظر الدوري، حتى لو لم تكن تعاني أعراضاً.
- فحص سرطان البروستاتا: يجب أن يبدأ إجراء فحص منتظم لسرطان البروستاتا في سن الخمسين، أو أصغر إذا كان لديك قريب مصاب بسرطان البروستاتا حيث يقوم الطبيب بفحص المستقيم، وفحص الخصية، وإجراء اختبار دم.
شاهد أيضًا: هل تحتاج النساء حقًا إلى النوم أكثر من الرجال؟
الصحة العقلية للآباء الكبار في السن
مثلما يحتاج الجسم إلى النشاط البدني والتحفيز للبقاء بصحة جيدة، يحتاج الدماغ إلى التحفيز للبقاء حادًا وتجنب التدهور المعرفي مع تقدم كبار السن في العمر حيث يمكن لألعاب الدماغ أن تساعد في صقل بعض مهارات التفكير مثل سرعة المعالجة، ومهارات التخطيط، ووقت رد الفعل، واتخاذ القرار.
أي نشاط يبقي العقل منشغلاً، ويعمل على حل المشكلات يسهم في صحة الدماغ، لكن يوجد بعض الأنشطة الأكثر شيوعًا التي يسهل على كبار السن ممارستها وتساعد في الحفاظ على صحة الكبار في السن، وتشمل ما يلي:
- القراءة والكتابة: القراءة تعزز وظيفة الذاكرة، وتقلل من التوتر، وتحسن من جودة النوم، كما تساعد الكتابة في تخفيف آثار التوتر والقلق.
- العزف على آلة موسيقية: الموسيقى تحفز الدماغ، وتحسن الذاكرة لدى كبار السن المصابين بمرض الزهايمر والخرف، كما يمكنها تحسين الطلاقة اللفظية، وسرعة المعالجة في غضون أشهر.
- لعب الألغاز والألعاب: الألعاب تجعل الشخص يقضي وقتاً ممتعاً، وأثبتت العديد من الألغاز أنها من طرق تقوية الذاكرة لكونها تؤخر تدهورها، وتعزز الصحة العقلية لكبار السن.
- تعلم لغة جديدة: تعلم اللغة من مناطق الدماغ التي غالبًا ما تتأثر بالشيخوخة، ويمكنها تعزيز الثقة في النفس، وزيادة التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
الأنشطة البدنية لكبار السن
تحسن الأنشطة البدنية كلاً من العقل والجسم من خلال تعزيز الثقة، وتقليل أخطار السقوط، ويعد الحفاظ على النشاط البدني، والحصول على قدر كافٍ من التمارين أمرًا مهمًا للصحة العقلية لكبار السن كما هو الحال في أي مرحلة أخرى من الحياة.
تعد التمارين مثل تمارين الإطالة والتمدد ضرورية لمساعدة كبار السن على البقاء بصحة جيدة، وتقليل أخطار المشكلات الشائعة المرتبطة بالتقدم في العمر مثل كسور العظام، وآلام المفاصل، والأمراض المزمنة الأخرى، كما تساعد التمارين والأنشطة البدنية في تخفيف التوتر والاكتئاب، مما يساعد في الحفاظ على صحة الكبار في السن.
شاهد أيضًا: تمارين يوغا للنوم: أفضل 5 تمارين لمحاربة الأرق
التواصل مع الأصدقاء
قد يجد كبار السن صعوبة في التواصل مع الأصدقاء؛ بسبب بعد المسافات والانشغال، لكن الحفاظ على الاتصال مع الأشخاص المهمين في حياتهم يصبح أكثر أهمية مع تقدم العمر. البقاء على اتصال يساعد في تجنب الشعور بالوحدة والعزلة التي قد تؤدي إلى الاكتئاب والتدهور العقلي والجسدي. يمكن دعمهم من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيقات مثل FaceTime وZoom، أو تشجيعهم على الانضمام إلى الأندية المحلية لتكوين صداقات جديدة في المجتمع.
التطوع في الأعمال الخيرية
التطوع للقيام بالأعمال الخيرية يعزز الشعور بالتقدير لدى كبار السن من الآباء، ويمكن التطوع بالوقت أو المجهود في عدة أنشطة مثل تحضير الطعام أو تعليم الأطفال أو رعاية المرضى أو توزيع الملابس وجمعها، وغيرها من الأنشطة التطوعية التي يمكن أن يقوم بها كبار السن حيث يساعدهم على البقاء نشيطون، ومشاركون اجتماعيًا، ويقلل من عزلتهم.
العناية في صحة الكبار في السن ليست أمرًا صعبًا، بل يتطلب اتخاذ خطوات صغيرة، والعناية بالصحة العقلية والجسدية لتجنب التعرض لخطر التدهور المعرفي، والإصابة بأمراض الشيخوخة مبكرًا.
بواسطة 7awi Media group