يعرف مرض الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis) بأنه مرض جلدي عنيد يستمر لمدة طويلة من الزمن، وهو يعتبر من الأمراض المنتشرة بين الناس.
يؤثر هذا المرض على خلايا جلد البشرة، ويظهر من خلال تشكيل قشور فضية اللون كثيفة متهيجة وحاكة، كما أنها تكون جافّة وحمراء اللون، وقد تسبب بعض الألم أحيانًا، من الممكن أن تتحسن الأعراض وتقل، ويمكن أيضًا أن يشتد هذا المرض في فترات أخرى من الوقت.
نلقي مزيدًا من الضوء حول مرض الصدفية الجلدية وأهم أساب الإصابة بها، مع توضيح أعراضها والفرق بينها وبين الإكزيما، هذا بالإضافة إلى التعرف على إمكانية انتقال العدوى لشخص آخر.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو مرض الصدفية؟
يعتبر هذا المرض مرضًا جلديًا يظهر نتيجة حدوث خلل في الجهاز المناعي؛ مما يؤدي إلى تسارع دورة حياة خلايا طبقة البشرة، حيث تتجمع الخلايا الجلدية بسرعة وفاعلية، على سطح بشرة الجلد، ويعتبر مرض الصدفية مرضًا مزمنًا قد يظهر وقد يختفي أيضًا، ويساعد استخدام بعض من التدابير الأساسية على الحد من نمو خلايا الجلد بطريقة فعالة، ومنها ترطيب الجلد، والإقلاع عن التدخين، وهناك بعض من المحفزات لظهور أعراض المرض والتي تختلف من شخص إلى آخر.
أسباب الإصابة بالمرض
- العامل الوراثي يزيد من فرصة الإصابة بالمرض أي عند إصابة أحد أفراد الأسرة.
- تغير هرمونات الجسم التي تظهر خلال فترة الحمل قد يسبب ظهور الصدفية، وقد تتحسن أعراض المرض أثناء الحمل لدى بعض النساء، لكن تسوء الحالة مرة أخرى بعد الحمل.
- نقص الكالسيوم في الدم بسبب نقص هرمون الغدة الدرقية يساعد على ظهور المرض.
- التعرض لجفاف الجو يتسبب في ظهور الأعراض، أما أشعة الشمس فهي تساعد على تعزيز الشفاء.
- انتشار الصدفية بين الأشخاص الذين يتناولون الكحول والدخان.
- تناول بعض من الأدوية العلاجية، مثل أدوية الملاريا، والأدوية التي تساعد على معالجة الضغط والليثيوم.
- سمنة الجسم، حيث يساعد ارتفاع وزن الجسم بشكل مفرط وغير معتدل على ظهور المرض.
- تناول مقدار مرتفع من اللحوم والأطعمة التي تتكون من مقدار مرتفع من الدهون.
- التعرض للتوتر والضغوطات النفسية.
- الإصابات والضربات التي تتسبب بتعرض الجلد للجروح الجراحية أو الخدوش.
- ظهور الإلتهابات، مثل الالتهاب البكتيري للوزتين، والتهاب الجهاز المناعي الإيدز.
- التعرض للإصابة بأمراض القلب.
شاهد أيضًا: الجهاز المناعي في الجسم: خط الدفاع الأول ودرعك الطبيعي ضد الأمراض
أعراض المرض
قد تختلف أعراض الصدفية ودلائلها من شخص إلى آخر ، ومنها فيما يلي:
- ظهور طبقات حمراء على بشرة الجلد تكون مغطاه بقشور فضية اللون.
- وجود نقاط صغيرة مغطاة بالقشور، وتنتشر بشكل كبير بين الأطفال فيما يسمى بالصدفية عند الأطفال.
- تعرض بشرة الجلد للجفاف، وحدوث تصدّع للجلد، وقد يظهر أحيانًا نزيف على الجلد.
- تعرض بشرة الجلد للحكّة والتهيج والحرقة أو الألم.
- جعل الأظافر سميكة، ومغلَظـة، ومثلومة أو ممتلئة بالندوب.
- حدوث تورّم وتيبّس في المفاصل.
هل الصدفية معدية؟
- تعتبرالصدفية غير معدية ومن الصعب أن تنتقل من شخص إلى آخر؛ ولهذا السبب تعتبر ملامسة المريض والاختلاط به أمرًا طبيعيًا لا يتسبب في حدوث أي عدوى، ولا يحدث أي انتقال للمرض من الشخص المصاب للشخص السليم، لكن قد تنتقل صدفية الجلد نتيجة لوجود العامل الوراثي.
- يمكن أن تكون الأعراض مرافقة للشخص المصاب على مدى الحياة، هذا على الرغم من وجود العديد من الأدوية التي تعمل على التقليل من أعراض المرض وتوهجه في الجسم.
- يعتبر التعامل مع الشخص المصاب الجلد أمر طبيعي، كما يجب ألا يسبب الإحراج أو الاضطهاد لهم.
- يتسبب مرض الصدفية لصاحبه بحدوث المعاناة، والاكتئاب لما يتركه من آثار سلبية على جسم الإنسان،ولقد تبين خلال العديد من الدراسات التي أجريت على هذا المرض، أنه كلما كانت الصدفية قوية، كانت نسبة مشاكل الاكتئاب أكبر.
الفرق بين الصدفية والأكزيما
تعد الصدفية ومرض الأكزيما من الأمراض الجلدية المزعجة غير المريحة، والتي ينتج عنها حدوث آلام للشخص المصاب، وقد تتطور هذه الإصابة إذا لم يتم علاجها وأخذ التدابير اللازمة لها؛ لذلك لابد من التفرقة بينها وبين الأمراض المشابهة لها في الأعراض؛ لكي يتلقى المصاب بها العلاج مبكرًا.
لا يستطيع معظم الأشخاص التمييز بين مرض الصدفية ومرض الأكزيما بطريقة صحيحة، وذلك لأن الأعراض والمضاعفات للمرضين متشابهة أحيانًا، وسنتحدث عن الفرق بين الصدفية والأكزيما ، وأعراض كلًا منهما على صحة الجسم ، ومنها فيما يلي:
الفرق الأول
تظهر الصدفية في اليدين على شكل بقع، وتبدو أيضًا على باطن اليد؛ مما يتسبب بتقشير الجلد وتعرضه للجفاف، وهناك أنواع للصدفية التي تظهر على اليدين وهي صدفية الأظافر التي ينتج عنها تخليق خلايا جديدة في أسفل الأظافر؛ مما يتسبب بفقدانها، حيث تعد هذه العدوى الفطرية، بينما الأكزيما تظهر على اليدين وينتج عنها تكون البثور، حيث تصبح حالة الأكزيما أكثر سوءً عند استعمال الصابون ومواد التجميل، وعند ملامسة الحيوانات، وبعض من المواد التي تتسبب بتعرض البشرة للحساسية أو التهيج لبشرة الجلد، كما يتسبب الغسيل المتكرر لبشرة اليدين بتعرض الجلد للجفاف الذي يصعب علاجه.
شاهد أيضًا: تغير شكل الأظافر: 6 علامات تستدعي زيارة الطبيب
الفرق الثاني
تظهر الصدفية على مناطق الجسم المختلفة وعلى مناطق الركبتين وقد تظهر أيضًا على مناطق الوجه وفروة الرأس والعنق، وتختفي هذه الأعراض عند استخدام العلاج الذي يساعد على إزالة البقع، لكن هناك احتمالية لعودة المرض، وهناك بعض من الحالات التي يصل إليها صدفية الجلد إلى مناطق الأذنين والجبهة، والتي يصعب علاجها والتخلص منها، بينما يظهر مرض الأكزيما على مناطق بشرة الوجه وينتج عنها ظهور التهيج والحكة الشديدة المستمرة، التي قد تتسبب بظهور الجروح والتشققات في بشرة الجلد، وذلك نتيجة للاصابة بالجفاف، وقد يظهر على الجلد أيضًا بثور تتوفر فيها قيح بسبب إصابة بشرة الجلد بالصديد ، ويمكن التخلص من مشكلة الأكزيما الجلدية على الوجه من خلال استخدام الأدوية الموضعية.
الفرق الثالث
تظهر الصدفية في أغلب الأحيان على مناطق الركبة والساق، حيث تبدو البقع على أجزاء واسعة من الساقين، ويمكن أن تظهر أيضًا بقع حمراء صغيرة موزعة بشكل مفرق على الجلد، وأهم ما يميز الصدفية هو تكون القشور فضية اللون على المنطقة المصابة، بينما تظهر الأكزيما الجلدية على مناطق الساقين وخاصة المناطق الممتلئة بالتجاعيد، مثل الجزء الخلفي من الركبة أو الجزء الأمامي من منطقة الكاحل، وتنتج بسبب ارتداء الملابس ذات الأقمشة التي تتسبب بتعرض البشرة للتهيج، حيث يتسبب التلامس بشكل متواصل بين الملابس وبشرة الجلد، إلى حدوث الجروح والنزيف في المناطق المصابة بالأكزيما.
شاهد أيضًا: الذئبة الحمراء والزواج.. كيفية التغلب على تأثيراتها السلبية
طرق علاج الصدفية
توجد أكثر من طريق لعلاج الصدفية، وتبعًا لشدة حالة المرض فقد يقرر الطبيب المختص اللجوء إلى طريقة واحدة، أو الجمع بين أكثر من طريقة، ونذكر من تلك المجموعات العلاجية التالي:
- العلاجات الموضعية: وهي الكريمات والمراهم التي توضع على بشرة الجلد، مثل: الكورتيكوستريدات، ونظائر فيتامين D، وحمض الساليسيلك.
- المعالجة الضوئية: استعمال الأشعة فوق البنفسجية، أي الضوء الفوق بنفسجي، سواء كان بشكل الطبيعي أو الصناعي ، حيث تعتبر هذه الطريقة العلاجية طريقة بسيطة، ومن الممكن استخدام ليزر إكسيمر، والعلاج الضوئي المدمج.
- أدوية فموية: هناك بعض من الحالات المزمنة للمرض، أو الحالات التي لا تعطي العلاجات السابقة نفعًا؛ يمكن أن يصف لها الطبيب أدوية علاجية فمويّة (عن طريق الفم)، أو عن طريق الحقن، ومنها الرتينويدات، والسيكلوسبورين، وميثوتريكسات وهي نوع من الأدوية يؤثر على وظائف جهاز مناعة بالجسم، حيث تعد أدوية بيولوجية.
- علاج الصدفية بالأعشاب: وهي وصفات تقلل من أعراض المرض، مثل: خل التفاح المخفف، وحمام ماء فاتر مع ملح إبسوم، وحمام دقيق الشوفان، وجل الألوفيرا، تناول أوميجا 3 من خلال الأطعمة الغنية بها أو المكملات الغذائية، و زيت شجرة الشاي.
لا شك أن مرض الصدفية هو مرض جلدي مزمن يستلزم التعايش معه، وكلما كان الكشف عنه مبكرًا كانت آثاره الجانبية أقل على المصاب، فلا تهمل زيارة الطبيب المختص إذا كنت تعاني من أحد أعراض المرض السابق ذكرها.