يعتبر التهاب المهبل من الأمور المزعجة التي تعاني منها أغلب النساء خلال مرحلة ما في حياتهن، حيث يظهر هذا الالتهاب على شكل حكة وإفرازات مهبلية ذات رائحة وشكل غريب ومحرج، ولما كان الاهتمام بالصحة النسائية يُعد جزءًا أساسيًا من تعزيز جودة الحياة والوقاية من المضاعفات المحتملة؛ فكان لابد من التعرف على المقصود بالتهاب المهبل وأعراضه وطرق علاجه؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
مفهوم التهابات المهبل وأنواعها
التهاب المهبل (بالإنجليزية: Vaginitis) هو حالة مرضية ناشئة عن التهاب شائع تعاني منه النساء وينقسم لعدة أنواع حسب مسبباته وأعراضه، فتكون بشكل رئيسي:
- التهاب بكتيري (Bacterial Vaginosis): وهو ما ينتج عن نمو بكتيري بداخل المهبل؛ مما يُخل بتوازنه فينشأ الالتهاب.
- التهاب فطري (Yeast Infections): ينتج عن تراكم ونمو الفطريات والخمائر بداخل المهبل.
- التهاب طفيلي “داء المشعرات” (Trichomoniasis): الناتج عن الإصابة بطفيلي انتقل عبر الاتصال الجنسي مع شخص مصاب به.
أعراض التهاب المهبل
تظهر علامات الإصابة بهذا النوع من الالتهاب لدى النساء كالتالي:
- تغيُّر لون وكمية الإفرازات المهبلية مع وجود رائحة كريهة مصاحبة لها.
- حكة في المهبل.
- ألم أثناء الجماع.
- ألم وحرقة عند التبول.
- نزيف مهبلي على شكل بقع دموية خفيفة.
شاهد أيضًا: ما هو جفاف المهبل عند المرأة؟
أعراض التهاب المهبل البكتيري
يمكن معرفة نوع الالتهاب عن طريق مراقبة الإفرازات المهبلية، فإذا كانت بيضاء ولكنها تميل للون الرمادي مع رائحة كريهة مصاحبة لها؛ فهي غالبًا ما تكون بسبب عدوى بكتيرية، ويمكن تأكيد ذلك عند ملاحظتها بعد الجماع، حيث إن الإفرازات تزداد سوءً بعد ذلك.
أعراض التهاب المهبل الطفيلي
يطلق عليه اسم داء المشعرات، تكون الأعراض فيه على شكل إفرازات صفراء مائلة للون الأخضر، كما قد تكون رغوية من ناحية القوام وذات رائحة كريهة، ومن الممكن أن تواجه بعض النساء آلام أسفل البطن وفي المهبل أثناء الجماع وتسوء هذه الآلام بعد الجماع.
أعراض التهاب المهبل الفطري
العدوى الفطرية دائما ما يصاحبها حكة وتهيج شديد في المهبل، علاوة على إفرازات كثيفة يمكن تشبيهها بالجبن والتي تكون غالبًا عديمة الرائحة، مع وجود حرقة أثناء التبول.
يصيب هذا النوع من العدوى المسببة للالتهاب بعض النساء ذوات البشرة الناعمة في منطقة الفرج أيضًا، مع ظهور جروح صغيرة من تكرار الحك والتهيج، كما أنه قد تكون الإفرازات مائية بدون رائحة.
أعراض حكة المهبل الناتجة عن الاضطراب الهرموني
وهي ما تكون غير ناتجة عن أي أنواع من العدوى، بل يكون السبب في حدوث الالتهاب المهبلي هو التغير الهرموني، فتعاني النساء فيه من إفرازات سميكة تشبه المخاط ذات لون أصفر أو أخضر، علاوة على وجود حكة وحرقة وتهيج في الفرج والمهبل.
أعراض التهاب المهبل الضموري
كما قد ينشأ الالتهاب نتيجة حالة طبية تسمى التهاب المهبل الضموري (بالإنجليزية: Atrophic vaginitis)، تكون الأعراض هنا على شكل ألم أثناء الجماع مع حكة في المهبل وشعور ملحي في التبول الذي يكون بشكل متكرر.
أعراض التهابات المهبل مرتبطة بأمراض جنسية
قد تنشأ الحكة بالمهبل جراء الإصابة بأمراض جنسية، ويمكن تصنيف هذه الأمراض وأعراضها كما الآتي:
- الكلاميديا: نزيف دموي خفيف بعد الجماع، وألم أسفل البطن وفي منطقة الحوض.
- الهربس: ألم مع قروح جلدية في الفرج والمهبل.
- فيروس الورم الحليمي البشري: وتظهر في صورة ثآليل في المنطقة التناسلية.
أسباب التهاب المهبل
هناك عدة أسباب تكمن وراء الإصابة بالالتهاب في منطقة المهبل، وهي كالآتي:
- تغير نوع البكتيريا الطبيعية المتواجدة في المهبل ينشأ عنه عدوى بكتيرية أو فطرية، حيث يوجد توازن بين البكتيريا النافعة والضارة في المهبل، وأي خلل في هذا التوازن؛ ينشأ عنه التهاب، ويكون هذا الالتهاب على شكل فطريات (Candida) تظهر بعد تزايد أعدادها، أو عدوى بكتيرية ينشأ عنها التهاب بعد تفاقم أعدادها أيضًا داخل المهبل، وعلى وجه الخصوص بكتيريا الغاردنريلة المهبلية (بالإنجليزية: Gardnerella vaginalis) وهي الأكثر شيوعًا في حالات التهاب المهبل البكتيري.
- عدوى الأمراض المنقولة جنسيًا والتي سينشأ عنها التهاب مهبلي،وغالبًا ما تكون ذات سبب بكتيري أو فيروسي أو طفيلي.
- المواد الكيميائية المهيجة للالتهاب، كالمرطبات المهبلية ورذاذ الجسم والمنظفات والصابون.
- التغييرات الهرمونية مثل انخفاض مستوى الإستروجين الذي ينشأ عنه تغيير في المهبل وبالتالي إصابته بالالتهاب.
- تناول المضادات الحيوية بإفراط.
- اللولب (مانع للحمل).
- ممارسة الجنس بدون واقٍ ذكري أو أي وسيلة حماية.
- تعدد الشركاء الجنسيين.
شاهد أيضًا: غرسة آدم: مانع حمل ثوري للرجال
طريقة تشخيص التهابات المهبل
عند مراجعة طبيب مختص بالأمراض التناسلية النسائية، سيقوم بطرح عدة أسئلة على مريضته أولًا من ثم القيام بعدة فحوصات لتشخيص التهاب المهبل وأسبابه، من ذلك سيكون التشخيص كالآتي:
- معرفة التاريخ المرضي للمريضة وفيما إذا كانت هذه إصابتها الأولى بالالتهاب أم أن الأمر تكرر أكثر من مرة.
- فحص الحوض.
- السؤال عن شكل الإفرازات وقوامها وكميتها ورائحتها، كما أنه لا بد من فحص هذه الإفرازات تحت المجهر.
- فحص درجة حموضة المهبل (رقم الأس الهيدروجيني).
علاج التهاب المهبل
تبدأ رحلة علاج الالتهابات المهبلية من التشخيص الصحيح ومعرفة السبب الكامن وراء الإصابة بها، ويكون ذلك على النحو الآتي:
- صرف مضاد حيوي بكتيري للالتهاب الناشئ من عدوى بكتيرية، ويكون المضاد في هذه الحالة على شكل حبوب فموية أو كريم موضعي.
- علاج العدوى الفطرية تكون غالبًا بصرف دواء على شكل هلام يتم وضعه داخل المهبل للقضاء على الفطريات.
- داء المشعرات يُعالج عبر أخذ مضاد حيوي مناسب له، وينصح بأخذه لكلا الطرفين الجنسيين لمنع انتشار العدوى.
- التهاب المهبل التحسسي يلزم المريض تحديد مصدر التحسس وتجنبه لعلاجه بشكل قاطع مثل نوع صابون استحمام جديد، أو فوط صحية نتج عنها التحسس ومن ثمّ الالتهاب.
- كريم الإستروجين المستخدم لعلاج التهاب المهبل الناشئ عن تغيير هرموني.
متى تجب زيارة الطبيب؟
- إذا كانت علامات التهاب المهبل وأعراضه تظهر لأول مرة أو أن هذه الأعراض لا تتحسن أبدًا.
- في حال كانت الإفرازات غير طبيعية، خصوصًا بعد ممارسة الجنس مع الزوج.
- وفي المجمل آلام أسفل البطن والحوض مع الشعور بالحر يجب مراجعة الطبيب بشأنها بشكل فوري وعاجل.
طرق الوقاية من الالتهاب المهبلي
يمكن اتباع النصائح التالية للوقاية من حكة المهبل:
- غسل المهبل بالماء وتجفيفه بشكل مستمر للحفاظ على نظافته، كما يفضل تجنب تنظيفه من الداخل بغسله لِما لا يُخل بالتوازن البكتيري داخله.
- عدم استخدام المنظفات المعطرة للمهبل لكي لا تثير الحساسية.
- استخدام الواقي الذكري عند الجماع.
- استخدام الفوط الصحية بديلًا عن السدادات القطنية إذ إنها أكثر أمانًا ونظافة.
- ارتداء ملابس داخلية مصنوعة من القطن والحرص على ذلك.
- تجنب ارتداء الملابس التي تحتفظ بالحرارة والرطوبة.
شاهد أيضًا: حساسية الشرى وكيفية علاجها نهائيًا
التهاب المهبل هو حالة شائعة تصيب العديد من النساء وتؤثر على صحة الجهاز التناسلي، ويمكن أن تكون ناجمة عن أسباب متعددة مثل العدوى البكتيرية أو الفطرية أو التغيرات الهرمونية. في ختام الحديث عن حكة المهبل، من المهم التأكيد على أهمية الوقاية والرعاية الصحية المناسبة لتجنب حدوث المشكلة أو تفاقمها. يمكن تحقيق ذلك من خلال الحفاظ على نظافة المنطقة الحساسة، تجنب استخدام منتجات مهيجة، واتباع نظام غذائي صحي يدعم المناعة. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بالحرص على زيارة الطبيب عند ظهور أعراض غير طبيعية مثل الحكة أو الإفرازات غير المعتادة للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.