يصادف اليوم 29 سبتمبر 2025 اليوم العالمي للقلب (World Heart Day 2025)، وهو مناسبة عالمية تهدف إلى زيادة الوعي حول انتشار أمراض القلب وأهمية الوقاية منها من خلال تبني أنماط حياة صحية والفحوصات الدورية، إذ تتسبّب أمراض القلب بما يقارب ثلث الوفيات سنويًا وفق منظمة الصحة العالمية. لكن معدلات الإصابة ليست متساوية بين الدول، فهناك مناطق بعينها تتصدر قائمة الإصابات والوفيات القلبية.
هذا المقال يسلّط الضوء على أكثر الدول إصابة بأمراض القلب، أسباب تفاقم الظاهرة، والدروس المستفادة لحماية الصحة العامة.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
انتشار أمراض القلب بين الدول
تشير بيانات الدراسات العالمية مثل (Global Burden of Disease) إلى أن بعض الدول في الشرق الأوسط وآسيا تشهد معدلات مرتفعة بشكل ملحوظ:
-
الإمارات العربية المتحدة: من أعلى الدول في المنطقة بمعدل انتشار أمراض القلب المعياري بعد تعديل العمر.
-
سوريا: تسجّل معدلات مرتفعة جدًا من حيث وقوع الإصابات الجديدة.
-
الكويت: من الدول الأكثر تأثرًا بمرض القلب الإقفاري، وهو السبب الرئيسي للوفاة عالميًا.
-
السعودية: أمراض القلب مسؤولة عن أكثر من 45% من الوفيات، ما يجعلها من أعلى النسب في الخليج.
-
الولايات المتحدة والهند وروسيا: تتصدر عالميًا من حيث العدد الكلي للوفيات القلبية نتيجة حجم السكان وانتشار عوامل الخطر.
كيف نقيس عبء المرض؟
لفهم حجم مشكلة انتشار أمراض القلب نحتاج إلى مؤشرات دقيقة:
-
معدل الإصابة المعياري (ASIR): عدد الحالات الجديدة بعد تعديل الفئات العمرية.
-
معدل الوفيات المعياري (ASDR): قياس الوفيات المرتبطة بأمراض القلب بعد التعديل العمري.
-
الانتشار (Prevalence): عدد الأشخاص الذين يعيشون مع المرض.
-
سنوات العمر الضائعة (DALYs): مقياس يجمع بين الوفيات المبكرة والإعاقة الناتجة عن المرض.
اقرأ أيضًا: فوائد لحم الحاشي: غذاء الملوك وصحة القلب والعضلات
أسباب ارتفاع معدلات الإصابة
تتأثر صحة القلب بعدة عوامل متشابكة، بعضها يرتبط مباشرة بأسلوب حياتنا اليومي، وبعضها يأتي من البيئة المحيطة أو الحالة الصحية العامة، بينما يضيف تقدم العمر عاملًا إضافيًا يزيد من احتمالات الإصابة. فهم العوامل التي تؤدي إلى انتشار أمراض القلب يُساعد في تبني استراتيجيات وقائية فعّالة وتقليل المخاطر بشكل كبير:
-
أنماط الحياة غير الصحية: العادات اليومية مثل التدخين، قلة الحركة، الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، وزيادة الوزن أو السمنة، تعتبر من أهم المحفزات المباشرة لأمراض القلب. هذه العوامل تؤثر على الشرايين، ضغط الدم، ومستويات الكولسترول، مما يسرّع ظهور مشاكل القلب والأوعية الدموية.
-
الأمراض المزمنة المرافقة: ارتفاع ضغط الدم، السكري، واضطراب مستويات الكولسترول هي عوامل تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبات القلب أو السكتات الدماغية. الأشخاص المصابون بهذه الحالات يحتاجون لمتابعة دقيقة وفحوصات دورية لتقليل المضاعفات.
-
العوامل البيئية والاجتماعية: العيش في بيئة ملوثة، أو تحت ضغوط نفسية مستمرة، أو في مناطق تعاني من ضعف الخدمات الصحية، يزيد من احتمالات تعرض القلب للأمراض. كذلك، نقص التوعية الصحية يجعل من الصعب على الأفراد اكتشاف المشاكل مبكرًا واتخاذ الإجراءات الوقائية.
-
الشيخوخة السكانية: كلما ارتفع متوسط العمر في المجتمع، ازدادت نسبة كبار السن المعرضين للأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب. تقدم العمر يؤدي إلى تغيّرات طبيعية في الشرايين ووظائف القلب، مما يجعل الوقاية والمتابعة الدورية أكثر أهمية مع تقدم السن.
أمثلة تكشف حجم الخطر
انتشار أمراض القلب بين الدول العربية يكشف حجم الخطر المحاط بنا:
-
الإمارات: رغم كونها دولة ذات دخل مرتفع، تسجل معدلات عالية نتيجة السمنة والسكري.
-
الكويت: مستويات مرتفعة من أمراض القلب الإقفارية مرتبطة بانتشار عوامل الخطر.
-
سوريا: الوضع الصحي المتدهور ونقص الخدمات ساهم بارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة.
اقرأ أيضًا: الفراولة والرجيم: تحليل علمي لفوائدها في التحكم بالوزن والصحة القلبية
انتشار أمراض القلب في الدول العربية
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة عالميًا، حيث تسببت في وفاة حوالي 19 مليون شخص في عام 2021، وهو ما يمثل أكثر من 32% من إجمالي الوفيات العالمية.
فيما يلي قائمة بأعلى 5 دول من حيث معدلات الوفاة بسبب أمراض القلب:
-
طاجيكستان.
-
أذربيجان.
-
أوزبكستان.
-
أوكرانيا.
-
عمان.
تُظهر هذه الدول معدلات مرتفعة للوفاة بسبب أمراض القلب، مما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية وتعزيز الوعي الصحي للحد من هذه الأرقام.
توصيات لتقليل عبء أمراض القلب
للحد من انتشار أمراض القلب وتقليل مضاعفاتها، يجب تبني استراتيجيات شاملة تجمع بين التوعية الفردية، السياسات الحكومية، والفحص الطبي المبكر، بالإضافة إلى دعم المجتمع والأبحاث العلمية. وفيما يلي أبرز التوصيات العملية:
-
التوعية الصحية: حملات تثقيفية مستمرة حول الغذاء الصحي والنشاط البدني، مع التركيز على أهمية الإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الدهون والسكريات.
-
السياسات الحكومية: فرض ضرائب على المشروبات الغازية، تنظيم بيع الأغذية غير الصحية، وتشجيع الرياضة المجتمعية من خلال تطوير البنية التحتية مثل الحدائق والمسارات المخصصة للمشي والركض.
-
الفحوصات الدورية: إتاحة فحص ضغط الدم والكولسترول والسكري بشكل دوري، سواء مجانًا أو بتكلفة منخفضة، لضمان اكتشاف المشاكل مبكرًا والتدخل السريع.
-
تعزيز الدعم المجتمعي: إشراك المدارس، الأسر، أماكن العمل، والجمعيات في نشر ثقافة الوقاية وتشجيع أفراد المجتمع على تبني نمط حياة صحي.
-
الأبحاث المحلية: إجراء دراسات وطنية لتحديد عوامل الخطر الأكثر شيوعًا في كل مجتمع، ووضع برامج وقائية موجهة بناءً على النتائج.
خلاصة
الإصابة أمراض القلب ليست مجرد إحصائيات، بل واقع يهدد ملايين الأرواح. الدول التي تتصدر قائمة الإصابات تكشف أن عوامل مثل السمنة، التدخين، قلة الحركة، والضغوط النفسية هي مشتركة رغم اختلاف الظروف الاقتصادية. الرسالة واضحة: الوقاية هي السلاح الأقوى، عبر الفحوصات المبكرة، السياسات الوقائية، واعتماد أنماط حياة صحية.
يوم القلب العالمي يذكّرنا أن حماية القلب تبدأ من قراراتنا اليومية، وأن كل خطوة صغيرة نحو نمط حياة أفضل قادرة على إنقاذ حياة كاملة.