انتشرت تحذيرات واسعة من قبل منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها حول البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ومخاطرها القاتلة، إذ بدات تنتشر هذه البكتيريا بشكل كبير وتهدد الصحة العامة، خاصةً مع عدم استجابتها للعلاجات المتوفرة. إليك التفاصيل في هذا المقال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هي البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؟
البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية هي سلالات من البكتيريا تطورت لتصبح قادرة على البقاء والنمو رغم استخدام الأدوية التي يفترض أن تقتلها أو توقف نموها. يحدث ذلك عادةً نتيجة الاستخدام المفرط أو الخاطئ للمضادات الحيوية، سواء عبر تناولها دون وصفة طبية، أو التوقف عن العلاج قبل أوانه. مع مرور الوقت، تكتسب هذه البكتيريا جينات مقاومة تجعلها صعبة العلاج، مثل بكتيريا MRSA أو E. coli المقاومة للكاربابينيم.
وتعد هذه الظاهرة من أكبر التحديات الصحية عالميًا، لأنها تجعل العدوى البسيطة أكثر خطورة وقد تتطلب علاجات أقوى وأطول. للحد من انتشارها، يوصى باستخدام المضادات الحيوية فقط عند الضرورة، والالتزام بتعليمات الطبيب بدقة، إلى جانب تعزيز النظافة العامة والوقاية بالتطعيمات.
اقرأ أيضًا: قد تنشر الجراثيم بسبب هذه الأخطاء في غسل اليدين
ما هي التحذيرات الجديدة؟
أظهر تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية مؤخرًا، أن حالة واحدة من كل ست حالات عدوى بكتيرية هي مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية، وذلك بعد مراقبة التحاليل المخبرية للأشخاص المصابين بالعدوى البكتيرية حول العالم في عام 2023، وتعتبر هذه النسبة عالية للغاية، وتشكل خطرًا صحيًا جسيمًا على المجتمع بشكل عام. كما أظهر التقرير أن نسبة الالتهابات المقاومة للمضادات الحيوية قد ارتفعت بنسبة 40% بين عامي 2018 و2023.
وترفع هذه المؤشرات علامات الخطر حول الانتشار الواسع لهذه البتكيريا، فهي صعبة العلاج ولا تستجيب للمضادات الحيوية المتوفرة في الأسواق حاليًا. يذكر أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تنتشر بشكل كبير في المناطق الآسيوية، وهي قابلة للانتشار بشكل واسع بين الناس، مما يرفع خطر إصابة المسافرين بها.
ما الحلول المتوفرة حاليًا؟
يشكل علاج البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تحديًا طبيًا كبيرًا، إذ لم تعد الأدوية التقليدية فعالة ضد كثير من السلالات المتطورة. لذلك، يركز العلماء اليوم على تطوير مضادات حيوية جديدة بآليات مبتكرة تتجاوز أنماط المقاومة المعروفة.
تشمل هذه الجهود تصميم مركبات تستهدف الجدران الخلوية، أو الأنزيمات الحيوية للبكتيريا بطريقة تمنعها من تطوير دفاعات فعالة، إضافة إلى العلاج بالمضادات الحيوية المركبة التي تجمع بين أكثر من دواء لتحقيق تأثير أقوى. كما يجري العمل على العاثيات البكتيرية (فيروسات تهاجم البكتيريا) كخيار واعد لعلاج العدوى المقاومة.
الوقاية من البكتيريا القاتلة
تبدأ الوقاية من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بالوعي والاستخدام المسؤول للأدوية، إذ إن الإفراط في تناول المضادات أو استخدامها دون وصفة طبية يسهم في تعزيز مقاومة البكتيريا ويجعل العدوى أكثر صعوبة في المستقبل. للوقاية، ينصح بـاستخدام المضادات الحيوية فقط عند الضرورة وبالجرعات التي يحددها الطبيب، مع الالتزام الكامل بفترة العلاج حتى لو تحسّنت الأعراض.
كما تلعب النظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام دورًا أساسيًا في الحد من انتقال العدوى، إلى جانب تعقيم الأدوات الطبية والأسطح في المستشفيات والمنازل. وتعد التطعيمات من الوسائل الوقائية المهمة، لأنها تقلل من احتمال الإصابة بعدوى بكتيرية تتطلب مضادات حيوية.
اقرأ أيضًا: تحذير عاجل: أدوية البرد للأطفال قد تشكل خطرًا على صحتهم
الخاتمة:
حذرت منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بشكل واسع، والتي يصعب علاجها بالأدوية المتوفرة، ينصح بعدم استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية، وإكمال الدواء حتى مع تحسن الأعراض، وذلك للوقاية من هذه البكتيريا.