أعلنت مصادر رسمية ألمانية عن انتشار واسع لفيروس انفلونزا الطيور في ألمانيا، وقد أدى هذا الانتشار إلى إعدام أعداد كبيرة من الطيور المصابة. فهل يمكن أن يتطور الأمر ويتحول إلى وباء في الدولة؟ إليك أهم التفاصيل حول الموضوع في المقال التالي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
تفاصيل انتشار انفلونزا الطيور في ألمانيا
تشهد ألمانيا منذ مطلع سبتمبر 2025 موجة تفش حادة من إنفلونزا الطيور، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 30 بؤرة إصابة في مزارع الدواجن بالإضافة إلى 73 حالة تم تأكيدها بين الطيور البرية. تم إعدام أكثر من نصف مليون طائر حتى الآن — يشمل الدجاج، والإوز، والديك الرومي، والإوز البري — في محاولة لمكافحة انتشار الفيروس من نوع H5N1 شديد العدوى. تضم المناطق الأكثر تأثرًا ولايات شمال-شرق ألمانيا مثل براندنبورغ وميكلنبورغ-فوربومرن، إضافة إلى ساكسونيا السفلى التي سجّلت عددًا كبيرًا من البؤر.
كما تم الإبلاغ عن معدلات وفيات مرتفعة بين الطيور المهاجرة، خصوصاً طيور الكراف (بالإنجليزية: Cranes)، ما يعزز احتمالية أن تكون الطيور البرية حاملة رئيسية للفيروس وتنقله إلى المزارع.
على المستوى الصحي العام، تشير الجهات الألمانية إلى أن خطر انتقال فيروس انفلونزا الطيور في ألمانيا إلى البشر ما يزال منخفضًا، مع ذلك شددت على ضرورة تفادي ملامسة الطيور الميتة أو الذهاب إلى مزارع الدواجن دون تدابير وقائية، خاصةً في ظل الانخفاض المتوقع لنمط الإصابات لكن مع احتمال أن يتصاعد الوضع بسرعة.
اقرأ أيضًا: أطعمة تعالج الأنفلونزا..وبعضها يجب عليك تجنبه
هل ينتشر الفيروس إلى البشر؟
بحسب السلطات الصحية الألمانية وهيئة السلامة الحيوية الأوروبية، ما يزال خطر انتقال فيروس انفلونزا الطيور في ألمانيا منخفضًا جدًا. اقتصرت الحالات المرصودة حتى الآن على الطيور البرية والمزارع، ولم تسجل أي إصابات بشرية مرتبطة بالموجة الحالية من التفشي. ومع ذلك، شددت الجهات المختصة على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية صارمة، خاصة للعاملين في مزارع الدواجن أو فرق التخلص من الطيور المصابة، إذ إن الفيروس قادر على إصابة الإنسان في حالات نادرة عند التماس المباشر مع سوائل أو فضلات الطيور الحاملة للعدوى.
كما أوضحت وزارة الزراعة الألمانية أن المتابعة المخبرية جارية بدقة لرصد أي مؤشرات على تحور الفيروس أو انتقاله بين البشر، وهو السيناريو الذي لم يحدث حتى الآن في أوروبا. تبقى إجراءات العزل والإعدام الوقائي أداة أساسية لاحتواء العدوى ومنعها من الوصول إلى السلسلة الغذائية أو البيئية، في حين يجري التعاون مع الجهات الأوروبية لتوحيد الاستجابة تحسبًا لأي تطورات جديدة.
تأثير الوباء على أسعار الدواجن
منذ تفشي انفلونزا الطيور في ألمانيا، ومع إعدام أكثر من نصف مليون طائر من الدواجن والطيور الأخرى، بدأت المؤشرات الاقتصادية تظهر ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المنتجات المرتبطة مثل الدجاج والبيض، وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات على إمكانية انتقال انفلونزا الطيور في ألمانيا إلى البشر، إلا أن التأثيرات قد تكون اقتصادية. حسب تحليل موجز، قد تواجه أسعار البيض ارتفاعًا يصل إلى حوالي 40٪ في بعض مناطق الدولة مع استمرار القيود على الإنتاج والإعدام الوقائي للقطعان المصابة أو المعرضة للفيروس.
تواجه مزارع الدواجن أيضًا تكاليف إضافية ترتبط بالإجراءات الوقائية، مثل الحبس الداخلي للطيور، وتعقيم الحظائر، ووقف بعض الأنشطة الحرة لتربية الدواجن، مما يثقل كاهل المزارعين ويضيف ضغوطًا على سلسلة التوريد.
على مستوى المستهلك، من المتوقع أن تواجه رفوف الأسواق الأوروبية خلال الأشهر القادمة نقصًا جزئيًا في بعض أنواع المنتجات مثل البيض العضوي أو الدجاج الحر، وارتفاعًا في التكلفة الإجمالية التي تنعكس على المستهلك النهائي. تؤكد تلك التطورات بأن وباء إنفلونزا الطيور لم يكن مشكلة بيطرية وإنتاجية فقط، بل أصبح له بعد اقتصاديًا مباشرًا يستدعي متابعة دقيقة.
اقرأ أيضًا: علاج الانفلونزا بالأعشاب للأطفال والكبار والمرأة الحامل
الخاتمة:
انتشر فيروس انفلونزا الطيور في ألمانيا في مزارع الدواجن والطيور البرية بشكل واسع، مما أدى إلى إعدام أكثر من نصف مليون طائر. من المستبعد أن ينتقل الفيروس إلى البشر في هذه المرحلة، لكن قد تتأثر أسعار الدواجن والبيض بسبب تفشي الوباء.
