ملخص المقال بالذكاء الاصطناعييبلغ عدد الإصابات العالمية بحالات التسمم الغذائي وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية في كل سنة حوالي 600 مليون شخص، أي بمقدار شخص من كل 10 أشخاص في العالم، ويموت منهم 420 ألف شخص، من بينهم 125 ألف طفل دون الخامسة من عمرهم.
فما هو المقصود بالتسمم الغذائي؟ وما هي أسباب الإصابة به وأعراضه؟ وهل يمكن علاجه؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
تعريف التسمم الغذائي
التسمم الغذائي (بالإنجليزية: Food poisoning) هو مرض يحدث عند تناول طعام أو شراب ملوث بالبكتيريا، أو الفيروسات، أو الطفيليات، أو السموم التي تفرزها بعض الكائنات الدقيقة.
تتضمن الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:
- بكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية (E. coli) والكلوستريديوم بوتولينيوم.
- فيروسات مثل النورو فيروس وفيروس التهاب الكبد A.
- تناول أطعمة فاسدة أو غير مطهية جيدًا، أو ملوثة أثناء التحضير أو التخزين.
وتوجد أطعمة أكثر عرضة للتلوث من غيرها، مثل:
- اللحوم والدواجن غير المطهية جيدًا.
- البيض النيئ أو غير المطهو تمامًا.
- الحليب غير المبستر ومنتجاته.
- المأكولات البحرية النيئة أو غير الطازجة.
- الخضار والفواكه المغسولة بشكل غير كافٍ.
في أغلب الحالات يشفى المريض خلال يومين إلى ثلاثة أيام بالراحة وتعويض السوائل والأملاح، أما الحالات الشديدة فقد تحتاج إلى علاج طبي أو مضادات حيوية حسب نوع المسبب.
اقرأ أيضًا: احذر! طبق الأرز البريء قد يتحول إلى سم قاتل
أعراض التسمم بالغذاء
يختلف وقت ظهور أعراض التسمم الغذائي على الشخص المصاب، تبعًا لنوع ومصدر العدوى، إذ يمكن أن يتراوح من ساعة واحدة إلى 28 يومًا، وتشمل أعراض التسمم الشائعة على الأقل، ثلاثة من الأعراض التي سنذكرها تاليًا.
أعراض التسمم الخفيفة والمتوسطة
- حمى خفيفة.
- تشكل الغازات.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالغثيان.
- الإصابة بالإسهال.
- وهن.
- تقيؤ.
- مغص.
- صداع.
علامات التسمم الغذائي الخطيرة
- بول أو براز دموي.
- صعوبة في الرؤية أو التحدث.
- التقيؤ بشكل مستمر ومتكرر.
- حمى أعلى من 38 درجة مئوية.
- ضعف بالعضلات ووخز في الذراعين.
- استمرار الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام.
- أعراض الجفاف الشديد، ومنها جفاف الفم، إخراج كميات قليلة جدًا من البول أو انعدامه.
أسباب التسمم بالغذاء
قد تعود أسباب الإصابة بالتسمم الغذائي إلى الإصابة بالعديد من أنواع الجراثيم. نذكر أكثر هذه الجراثيم شيوعًا فيما يلي.
البكتيريا
تعتبر بكتيريا السالمونيلا من أكثر الأسباب شيوعًا للتسمم الغذائي على مستوى العالم، وتؤثر بشكل خاص على الأطفال وكبار السن. تنتقل هذه البكتيريا عادةً عبر تناول اللحوم والدواجن غير المطهية جيدًا، البيض النيئ، الحليب غير المبستر، وبعض الخضروات والفواكه الملوثة.
تتكاثر السالمونيلا بسرعة إذا ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لفترات طويلة، ويظهر تأثيرها عادةً خلال 6 إلى 72 ساعة بعد تناول الطعام الملوث. تشمل الأعراض الشائعة الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، وتقلصات البطن، والحمى والصداع، وقد يؤدي ذلك إلى جفاف الجسم إذا لم يعالج بسرعة.
في أغلب الحالات، يتم الشفاء من التسمم بالسالمونيلا بالعناية الداعمة فقط، من خلال الراحة وتعويض السوائل والأملاح، بينما تتطلب الحالات الشديدة أو المصابين ذوي المناعة الضعيفة متابعة طبية ومضادات حيوية تحت إشراف الطبيب لضمان التعافي الكامل.
الطفيليات
يعتبر التسمم الغذائي الناجم عن الطفيليات أقل شيوعًا من التسمم الناجم عن البكتيريا، لكن ذلك لا يعني بأن الطفيليات التي تنتشر عن طريق الطعام أقل خطورة، فالتوكسوبلازما مثلاً، تكون في أغلب الأحيان سببًا لمثل هذا النوع من التسمم، كما أن الطفيليات يمكن أن تعيش لسنوات في الجهاز الهضمي دون أن يتم اكتشافها، خاصة في حال كان الشخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة، وغالبًا ما تكون الآثار الجانبية أكثر خطورة بالنسبة إليه إذا استقرت الطفيليات في أمعائه.
اقرأ أيضًا: خطأ أثناء تناول البطيخ قد يسبب التسمم
الفيروسات
بالإضافة إلى أنواع البكتيريا التي تسبب تسممًا غذائيًا، فيعتبر التهاب الكبد الوبائي من أكثر الحالات المرضية الخطيرة انتشاراً وهو ينتج عن فيروس ينتقل عن طريق الطعام أيضًا، كما يتسبب فيروس نوروفيروس (بالإنجليزية: Norovirus) والمعروف أيضًا باسم فيروس نورووك، بإصابة أكثر من 19 مليون شخص بالتسمم الغذائي سنويًا، وفي حالات نادرة، يمكن أن يكون قاتلاً؛ لذا يمكن أن يحدث التسمم بسبب الفيروسات أيضًا.
الأشخاص الذين يشكل تسمم الغذاء خطورة على حياتهم
على الرغم من أن تسمم الطعام، يكون بسيطًا في العديد من الحالات، إلا أنه يعد أكثر خطورة بالنسبة لمجموعة من الأشخاص، منهم:
- الرضع والأطفال دون سن الخمس سنوات، كون أنظمتهم المناعية لم تتطور بشكل كامل.
- كبار السن، فكلما تقدم الإنسان بالعمر، تضعف سرعة وفعالية الاستجابة في جهازه المناعي.
- النساء الحوامل، فخلال فترة الحمل، يمكن أن تزيد التغيرات التي تطرأ على الأيض والدورة الدموية لدى المرأة من خطورة التسمم الغذائي.
- الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، إذ تقلل الأمراض المزمنة كداء السكري، ومرض الكبد، والإيدز أو تلقي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي للسرطان من استجابة الجهاز المناعي للمصاب.
علاج تسمم الطعام
في معظم الأحيان يشفى المصاب بالتسمم الغذائي في غضون عدة أيام، عن طريق اتباع حمية معينة ودون علاج، لكن في حال استمر التسمم لفترة أطول، قد يحتاج الشخص إلى طلب الاستشارة الطبية، كون علاجه يتم وفقًا لسبب المرض وشدة الأعراض. من أبرز الأشياء التي تساعد على علاج التسمم الغذائي، هي:
- تناول بعض الأدوية التي تخفف من أعراض التسمم، كالإسهال والتقيؤ والغثيان.
- الحصول على قسط كبير من الراحة، وهو أهم ما يجب أن يقوم به المصابون بالتسمم.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على مادة كافيين، إضافة إلى مشروبات الطاقة، لأنها تلعب دورًا كبيرًا في تهيج الجهاز الهضمي.
- تعويض نقص السوائل، من أجل تعويض خسارة الجسم للأملاح والمعادن التي تقوم هي ذاتها بالحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
- تناول المضادات الحيوية في حال كان المصاب يعاني من أنواع معينة للتسمم الغذائي البكتيري، وكانت أعراضه شديدة، لكن يجب الإشارة إلى المضادات الحيوية قد لا تنفع مع تسمم ناجم عن الفيروسات.
ملاحظة: من الممكن أن تتفاقم الأعراض في أنواع معينة من تسمم الطعام بالفيروسات أو البكتيريا، لذلك ينصح باستشارة طبيب في حال تفاقم الأعراض أو الإصابة بأعراض شديدة لا يمكن تحملها.
نصائح للوقاية من التسمم الغذائي
يمكن اتباع مجموعة من النصائح التي تساهم في الحماية من الإصابة بتسمم الطعام، وهي كالتالي:
- تخصيص لوح لتقطيع اللحوم النيئة، فهي غالبًا ما تكون مليئة بالبكتيريا الضارة، ويجب إبعادها عن الأطعمة الجاهزة للأكل كالسلطة والفواكه والخبز.
- غسل مناشف الصحون بانتظام وتركها تجف قبل استخدامها مرة أخرى، فالمناشف المتسخة والمبللة مكان مثالي لانتشار الجراثيم.
- تنظيف الأسطح التي يتم تحضير الطعام عليها باستمرار، خاصة بعد أن تلامسها اللحوم النيئة أو البيض النيئ أو الأسماك والخضروات.
- عدم تناول طعام منتهي الصلاحية، حتى لو كانت رائحته جيدة.
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام، أو خلال تحضيره.
- طهو الطعام بشكل جيد، فهو الطريقة الأكثر فعالية في قتل البكتيريا والجراثيم.
- عدم غسل اللحوم النيئة قبل الطهي، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار البكتيريا في المطبخ.
اقرأ أيضًا: أطعمة يمنع تناولها نيئة
الخاتمة:
ينتج التسمم الغذائي عن تناول أطعمة ملوثة إما ببكتيريا، أو طفيليات، أو فيروسات ممرضة، وعادةً ما تسبب أعراضًا مزعجة للغاية مثل تقلصات البطن، والتقيؤ، والإسهال. عادةً ما تزول أعراض تسمم الطعام من تلقاء نفسها خلال عدة أيام، لكنها قد تكون شديدة للغاية في بعض الحالات، مما يتطلب رعاية طبية طارئة.
