صيام الأطفال في رمضان..نصائح طبية وغذائية

يمثل صيام رمضان فرضًا يجب القيام به لكل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام، ويحقق فرض الصيام في شهر رمضان العديد من الفوائد الروحية والجسدية، وهذا ما تم إثباته بالفعل في العديد من الأبحاث العلمية؛ ولقد كانت تلك الفوائد المتعددة سببًا لتشجيع الكثير من الآباء على دعم صيام رمضان للاطفال؛ حيث سيؤتي هذا التحفيز المبكر لأداء الصيام ثماره مستقبلًا؛ فيصبح القيام بهذه الفريضة أمرًا سهلًا عند البلوغ، و يعتبر الأطفال صيام رمضان نوعًا من الاحتفالات التي تجتمع فيها العائلة على وجبتين من الطعام، كما يظهر الأطفال رغبتهم في تقليد الأشخاص الأكبر سنًا في الصيام والصلاة في المسجد وغيرها من الشعائر المميزة للشهر الكريم.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

الصيام للاطفال

“متى يصبح صيام الاطفال في رمضان فرضًا عليهم ؟” سؤال لابد أن يعرف إجابته كل أم وأب حريصين على أبنائهم، وللإجابة نوضح أنه لا يُفرض الصيام على المسلم قبل سن البلوغ؛ لذلك لا يمكن إجبار الأطفال على الصيام، كما أن البدء في أدائه في سنٍ مبكر مسألة يرتبط  تحديدها بعمر الطفل وحالته الصحية والنفسية، هذا بالإضافة إلى ضرورة استشارة طبيب الأطفال المختص والذي عنده إحاطة بالتاريخ الطبي للطفل، واعتمادًا على كل المعلومات السابقة يمكن تحديد إمكانية صيام الطفل، وفيما يلي بعض أهم أسس تعليم الأطفال الصيام :

الصيام التدريجي وعمل جدول صيام رمضان للأطفال

ينبغي تدريب الأطفال على الصيام بشكل تدريجي بعد بلوغ سن السابعة من العمر، حيث يساعدهم التدرج في الصيام عامًا بعد عام على صيام شهر رمضان بشكل كامل في المستقبل، ويمكن تقسيم صيام الاطفال في رمضان على عدة أقسام، منها صيام نصف النهار، أو صيام أيامٍ وإفطار أخرى، أو الصيام عن الطعام والاستمرار بشرب الماء، وغيرها من طرق التدرج.

ويمكن ملاحظة هذا النجاح التدريجي من خلال عمل جدول الصيام للاطفال؛ والذي يمكن من خلاله تشجيعهم على الصيام، وخصوصًا إذا ارتبط الأمر بعنصر المكافأة المادية أو حتى المعنوية، حيث يتولى أحد الوالدين تلوين الخانات الإيجابية في جدول صيام الاطفال بألوان مبهجة أو إعطاء درجة معينة وغيرها من وسائل التشجيع.

ملاحظة حالة الطفل الصحية

يجب ملاحظة العلامات الحيوية خلال صيام الاطفال في رمضان، حيث ينصح الأطباء بملاحظة علامات التعب، أو الإرهاق، أو الإصابة بالدوار، وهي أهم العلامات التي يجب أن يفطر الطفل من بعد ظهورها، وقد يسبب عدم الانتباه إلى هذه الأعراض او اهمالها إلى الغصابة بالمضاعفات الصحية؛ مثل الجفاف وغيرها من الانتكاسات الصحية.

الحفاظ على طاقة الأطفال

ينصح الأطباء بتقليل الجهد المبذول أثناء صيام الاطفال في رمضان، وعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة خصوصًا في فترة الظهيرة، لما لذلك من المضاعفات التي قد تسبب الجفاف أو الإغماء.

 وجبتي السحور والإفطار للأطفال في رمضان

يجب المحافظة على مقدار الطاقة عند الأطفال أثناء صيامهم عن طريق تناول نوعية الطعام الصحية في وجبتي الإفطار والسحور، وذلك للحفاظ على نسبة التركيز أثناء الدراسة والقيام بالواجبات اليومية على أكمل وجه، وفيما يلي عرض لأهم المأكولات في فترة قبل الصيام وبعده:

السحور

تكمن أهمية وجبة السحور في كونها تمد الجسم بالطاقة اللازمة أثناء الصيام في نهار اليوم التالي، وبالتالي فهي يجب أن تحتوي على المكونات التالية:

1. الفواكه والخضروات: تُعتبر الفواكه والخضروات من الأطعمة المليئة بالألياف التي تمنع الإمساك وتعزز الشعور بالشبع لساعات أطول من غيرها من المأكولات، كما أنها تحتوي على الفيتامينات والمعادن والأحماض النباتية المفيدة للجسم.
2. الأرز وبدائله: يحتوي الأرز البني وخبز القمح الكامل على الألياف الضرورية والكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة، وتعزز الشعور بالشبع لمدة أطول.
3. اللحوم وبدائلها: مثل الدجاج منزوع الجلد، والأسماك بمختلف أنواعها، والألبان قليلة الدسم، فهي مصدر غني بالبروتين الذي يساعد على البناء الخلوي في الجسم، ويعزز من مناعة الجسم، كما ينصح بتناول الألبان الغنية بالكالسيوم لتقوية عظام الطفل، ويجب الانتباه إلى ضرورة تجنب تناول الدهون.

شاهد أيضًا: 10 أطعمة تعزز جهاز المناعة في الشتاء

الإفطار

يأتي الإفطار لإعادة شحن العناصر الغذائية المهمة لجسم الطفل؛ لذلك يجب أن تتضمن وجبة الإفطار العناصر الغذائية الهامة والمنوعة على الشكل التالي:

1. الألياف والفيتامينات: يتم تناول التمر كأول طعام في وجبة الإفطار، لما يحتويه من البوتاسيوم الذي يعيد شحن الجهاز العضلي والعصبي، إلا أنه قد يكون مليئًا بالسكر لذلك لا ينصح بالإكثار منه، أضف إلى ذلك ضرورة تناول وجبة من الخضروات ووجبة من الفواكه لاحتوائها على الألياف، والفيتامينات، والمعادن الضرورية للجسم.
2. البروتينات: يُنصح بتناول الأشكال المتنوعة من البروتينات مثل الدجاج، والسمك، واللحوم الحمراء، والبقوليات أو اللبن قليل الدسم على وجبة الإفطار، لتعويض الجسم عن ساعات الصيام الطويلة.
3. شرب السوائل: ينصح الخبراء بتناول عشرة أكواب من الماء تكون موزعة بين وجبتي الإفطار والسحور تعويضًا واستعدادًا لصيام اليوم التالي.

المأكولات التي يجب أن يتجنبها الأطفال في رمضان

ينصح الأطباء بتجنب بعض المأكولات أو عدم الإكثار منها أثناء وجبة السحور أو الإفطار، وهي كما يلي:

1. الدهون والمأكولات الدسمة، لما تسببه من عسر الهضم والمشاكل الأخرى في الجهاز الهضمي.
2. المأكولات التي تحتوي على نسبة سكريات عالية؛ فهي تسبب الخمول والضعف بعد الصيام بشكل خاص.
3. الأطعمة التي تقلى بالزيت النباتي؛ مثل السمبوسة وغيرها التي تتسبب في زيادة الوزن.
4. الأطعمة المملحة، خصوصًا قبل البدء بالصيام لما تسببه من الشعور بالعطش، والجفاف، وزيادة الوزن.

نماذج لوجبات تحقق فوائد الصيام للاطفال

تحتوي بعض الأطعمة التي يصفها خبراء التغذية على العناصر المهمة لتزويد جسم الطفل بالطاقة الضرورية، والتشجيع على صيام الاطفال في رمضان، وفيما يلي بعض الأمثلة عليها:

1. سوجي خير.
2. معكرونة أوبما.
3. ألواح الفاكهة والجوز.
4. صوص الحمص.
5. التوست مع الزبادي والجبن.
6. دقيق الشوفان المطبوخ مع الحليب قليل الدسم والمغطى بالفواكه والمكسرات.
7. شطيرة زبدة الفول السوداني على خبز وكوب من الحليب قليل الدسم.
8. وعاء من شوربة الخضار، قطعة توست، وكوب من الحليب المدعم بالكالسيوم.

تنبيهات الأطباء حول صيام الاطفال في رمضان

قد يسبب صيام الاطفال في رمضان بعض المضاعفات الصحية لهم، وذلك تبعًا لحالتهم الصحية أو النفسية والتي قد تم تشخيصها من قبل الأطباء، لذلك يجب فهم وملاحظة الحالات التالية واستشارة الطبيب المختص حولها قبل تشجيع الطفل على الصيام:

1. الأمراض المزمنة: يمنع الأطباء صيام الأطفال المصابين بالسكري من النوع الوراثي، لما له من خطر الإصابة بنزول نسبة السكر الحاد في جسم الطفل أثناء الصيام.
2. المراهقون والصيام: قد يستغل بعض المراهقين المصابين باضطرابات الأكل شهر رمضان لتعزيز هذه الحالة النفسية الخطيرة لديهم؛ لذلك يجب استشارة طبيب مسلم مختص في هذه الحالة، ومن ثمّ يحدد الطبيب هل يمكن الصيام لهذه الحالة المرضية أم لا.
3. في حالة المرض: يجب على الآباء فهم أن الصيام ليس فرضًا على الأطفال قبل سن البلوغ؛ لذلك ينصح الأطباء الآباء عند إصابة الطفل بمرض موسمي مثل الإنفلونزا وغيرها من الأمراض العابرة، بتفسير الحالة للطفل المريض وحثه على التوقف عن الصوم وتناول الطعام والدواء الموصوف من قِبل الطبيب، لمنع الإصابة بمضاعفات المرض.
4. الحالة النفسية: قد تؤدي قلة المواد الغذائية، أو الشعور بالجوع خلال صيام الاطفال في رمضان لفترة طويلة إلى الإصابة بتقلبات المزاج عند الطفل، أو التوتر في بعض الأحيان؛ لذلك يجب إشغالهم ببعض المهام؛ مثل المساعدة في تحضير الإفطار مع العائلة، أو بعض الأعمال المنزلية الخفيفة، لتجنب الشعور بالملل أو إضاعة الوقت.

شاهد أيضًا: علاج الانفلونزا بالأعشاب للأطفال والكبار والمرأة الحامل

من يعفى من صيام رمضان؟

قد يعفى البعض من صيام رمضان لبعض الأسباب الطارئة أو الصحية، وهي كما يلي:

1. الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا سن البلوغ.
2. المسافرون لمسافات طويلة، لما يسببه السفر من الإرهاق والتعب.
3. الذين يعانون من الأمراض المزمنة؛ مثل: أمراض القلب والكولسترول، أو مرض السكري، أو انخفاض ضغط الدم.
4. من لا يدرك معنى الصيام بسبب بعض الأمراض العقلية.
5. كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.

شاهد أيضًا: ما هو غذاء المرضعة في رمضان؟

يرغب كل أب وأم في تحقيق فوائد الصيام للاطفال؛ مما يدفعهم إلى التبكير في توجيه الأطفال للبدء في الصيام التدريجي، ولا مانع من ذلك بشرط الأخذ بنصائح خبراء التغذية حول صيام الاطفال في رمضان، وذلك لتجنب تدني العلامات الحيوية والتركيز العقلي الناشئ عن قلة العناصر الغذائية في الجسم أثناء الصيام.