انتشر الاحتراق الوظيفي بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ومن الطبيعي أن يمر كل مرء بالإجهاد والتعب في مرحلة معينة، بسبب الضغوطات والمسؤوليات التي تشغل المرء عن العناية بصحته النفسية، لكن من الممكن أن يتطور الأمر ليصل إلى حالة إجهاد جسدي ونفسي كامل. فما هو الاحتراق الوظيفي؟ وما هي أعراضه؟
تعرف في هذا المقال على الاحتراق الوظيفي وأهم أسبابه، وأعراضه الجسدية والنفسية، وتأثيره على حياة المرء.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً
ما هو الاحتراق الوظيفي؟
الاحتراق الوظيفي (بالإنجليزية: Job burnout) هو نوع من أنواع التوتر الذي يرتبط بالعمل أو بيئة العمل، ويسبب الشعور المستمر بالإجهاد الجسدي والعاطفي. لا يعتبر الاحتراق الوظيفي اضطرابًا مرضيًا، لكنه قد يرتبط ببعض الاضطرابات المرضية مثل التوتر أو الاكتئاب، إذ من المحتمل أن يكون الاكتئاب سببًا للاحتراق الوظيفي، كما من الممكن أيضًا أن يصاب المرء بالاكتئاب نتيجة إصابته بالاحتراق النفسي.
على الرغم من ذلك، يعتبر الاحتراق الوظيفي والاكتئاب اضطرابين مختلفين عن بعضهما البعض، ويحتاج كل منهما إلى علاج مختلف عن الآخر. بغض النظر عن سبب الاحتراق الوظيفي، إلا أنه يؤثر بشكل سلبي على الصحة الجسدية والنفسية بشكل كبير. عادةً ما يرتبط الاحتراق الوظيفي بالتوتر بسبب العمل، لكن من الممكن حدوثه لأسباب أخرى غير متعلقة بالعمل.
أسباب الاحتراق الوظيفي
عادةً ما يتربط الاحتراق الوظيفي بضغوطات العمل، لكن في الواقع من الممكن أن تنتج هذه الحالة عن التعرض للتوتر لفترات طويلة. أيضًا، تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب من الرجال. من أهم العوامل التي قد تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي:
- ضغوطات العمل غير المنظمة.
- المعاملة غير العادلة في العمل.
- مسؤوليات العمل غير الواضحة.
- انعدام التواصل مع المدراء وإحجامهم عن الدعم.
- الضغوطات الشديدة المتعلقة بمواعيد التسليم.
- وجود الكثير من العمل والقليل من الوقت للراحة.
- الشعور بخروج أمور العمل أو أمور الحياة الأخرى عن السيطرة.
- وجود الكثير من المسؤوليات والمتطلبات في العمل.
- روتين العمل الممل، أو العمل المسبب للتوتر.
- قبول حمل كبير من العمل دون طلب المساعدة.
- قلة النوم.
- قلة العلاقات الاجتماعية العميقة أو التي توفر الدعم.
- امتلاك بعض الأنماط الشخصية، مثل الشخصية الكمالية (بالإنجليزية: Perfectionism)، أو الشخصية التشاؤمية.
أعراض الاحتراق الوظيفي
قد يعاني المصاب من العديد من الأعراض الجسدية والأعراض النفسية. نذكر فيما يلي أهم هذه الأعراض.
الأعراض الجسدية
قد تظهر الأعراض الجسدية التالية عند الإصابة بالاحتراق النفسي:
- مشاكل في الجهاز الهضمي.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ضعف جهاز المناعة، مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض بشكل متكرر.
- الإصابة بالصداع بشكل متكرر.
- اضطرابات النوم.
الأعراض النفسية
يستهلك الاحتراق الناتج عن ضغط العمل الصحة النفسية أيضًا للمصاب، وقد تظهر عليه الأعراض النفسية التالية:
- مشاكل في التركيز.
- تعكر المزاج.
- الشعور بانعدام القيمة.
- فقدان الاهتمام أو المتعة.
- الأفكار الانتحارية.
الفرق بين الاحتراق الوظيفي والاكتئاب
قد تتشابه أعراض اضطراب الاحتراق النفسي مع أعراض العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل الاكتئاب، إذ يعاني مريض الاكتئاب أيضًا من فقدان الاهتمام، والشعور بفقدان الأمل، والعديد من الأعراض الجسدية والعقلية، إضافةً إلى الأفكار الانتحارية.
يكمن الفرق بين الحالتين في وقت ومكان ظهور الأعراض، أي إن تركزت الأعراض حول العمل، أو التفكير فيه، أو بالأمر المسبب للتوتر، فقد يعاني المصاب من الاحتراق الوظيفي. من جهة أخرى تؤثر أعراض الاكتئاب على جميع جوانب حياة المصاب، وليست متعلقة بجانب واحد فقط، كما تستمر في جميع الأوقات.
علاج الاحتراق الوظيفي
ينتج الاحتراق النفسي عن تراكم التوتر عبر الوقت، وقد يصعب التحكم بالظروف المسببة للتوتر في بيئة العمل أو الظرف المسبب للتوتر، لذلك ينصح بالسيطرة على التوتر للتغلب على هذا الاضطراب والوقاية منه. يمكن اتباع النصائح التالية للتغلب على الإجهاد النفسي نتيجة ضغط العمل:
- التحدث مع المدير: يمكن أن يساعد التواصل مع المدير على إيجاد حل لضغط العمل غير المنطقي، مناقشة الطرق البديلة وكمية العمل المقبولة للطرفين.
- النوم لساعات كافية: ينصح بإعطاء الأولوية للنوم لساعات كافية يوميًا، إذ أن النوم ضروري للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية، وقد تؤدي قلة النوم إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، وذلك يتضمن الاحتراق النفسي.
- طلب الدعم: يعزز الدعم العاطفي الصحة النفسية، وقد يساعد على تجنب الإصابة بالإجهاد والتعب النفسي. يمكن للمرء طلب الدعم والمساعدة من زملائه الموثوقين في العمل، أو أحد أصدقائه المقربين.
- ممارسة نشاط يهدئ الأعصاب: توجد العديد من النشاطات التي قد تساعد على تهدئة الأعصاب والتغلب على التوتر، مثل اليوغا، والتأمل، ورياضة التاي تشي. قد يساعد أخذ نفس عميق عدة مرات أيضًا على التغلب على التوتر بشكل فوري.
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على التغلب على التوتر بشكل جيد، كما قد تساعد على تحسين الأعراض الجسدية للاحتراق النفسي.
- الحرص على ممارسة اليقظة الكاملة (بالإنجليزية: Mindfulness): اليقظة الكاملة هي إدراك لما يشعر به المرء ومعرفة نفسه من الداخل. تساعد اليقظة الكاملة على معرفة الأوقات التي يعاني فيها المرء من الضغوطات، مما يسهل عليه التعامل معها في الوقت المناسب قبل تراكمها.
الخاتمة:
يسبب الاحتراق الوظيفي أعراضًا مشابهة لأعراض الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية الأخرى، وقد يؤثر سلبًا على جودة حياة المصاب ويمنعه من القيام بمهماته بشكل طبيعي. ينصح باتباع بعض الطرق اليومية التي تساعد على التغلب على التوتر، لمنع تراكم الضغوطات والإصابة بالاحتراق النفسي في نهاية المطاف.