يتراكم الضرر الناتج عن الاختيارات الغذائية السيئة على مدار سنوات العمر، فإن ما نتناوله من الطعام في العشرينات والثلاثينات والأربعينات، سيحدد لا محالة كيف ستعمل عقولنا في الستينات والسبعينات.
إن قدرة الدماغ على تجديد التالف من خلاياه تعد محدودة جدًا؛ مما يستوجب دائمًا التدقيق في مكونات ما تناوله من الطعام، مع ضرورة تجنب الأطعمة المسببة للخرف والمتلفة للخلايا العصبية بالدماغ.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
أطعمة تضر الدماغ وتسبب الإصابة بالخرف
هناك 5 من الأطعمة المسببة للخرف والتي تمثل خطر حقيقي على صحة الدماغ؛ وبالتالي يجب تجنبها:
الأطعمة فائقة المعالجة
تسبب الأطعمة المعالجة بدرجة كبيرة (UPFs) التهابًا في جميع أجزاء الجسم، بما فيها الدماغ، ويرجع ذلك إلى محتواها العالي من السكر، والمواد الحافظة، والملح، والدهون غير الصحية؛ مما ينتج عنه زيادة احتمالية التدهور المعرفي بمقدار 28%، بل إن كل زيادة بمقدار 10% في معدل تناول تلك الوجبات السريعة أو المصنعة؛ يزيد من خطر الإصابة بالخرف بمعدل 25%، إذًا فالعلاقة واضحة بين نمط الحياة والخرف، فكلما زاد الاعتماد على الوجبات الجاهزة أو المصنعة كلما تعرضت الوظائف المعرفية في الدماغ إلى التدهور.
الأطعمة المطبوخة على حرارة عالية
ينتج عن الأطعمة المطهية بطريقة الشي أو القلي مركبات تسمى المنتجات النهائية للجليكيشن المتقدمة (AGEs)، لاحظ الباحثون وجود رابط بين تلك المواد وبين تكون لويحات الأميلويد، وهو البروتين المترسب في حالة إصابة الشخص بالزهايمر.
يمكن استبدال طرق الطهي بالحرارة العالية بطرق الطهو بالبخار أو السلق، كما أن نقع اللحوم في المواد الحمضية مثل الليمون أو الخل يساعد على سرعة نضجها وعدم الحاجة إلى استخدام الحرارة العالية للوصول لدرجة النضج المطلوبة.
شاهد أيضًا: دراسة جديدة: فرط النعاس عند كبار السن علامة على الإصابة بالخرف
الأسماك ذات النسبة العالية من الزئبق
يعتبر تناول الأسماك الكبيرة، مثل: سمك القرش وسمك التونة الكبير والماكريل من أكثر الوسائل انتشارًا لدخول الزئبق إلى جسم الإنسان، وهذا ما أقرته منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، وتكمن خطورة عنصر الزئبق في قدرته على عبور حاجز الدم بالدماغ مسببًا تعطيل الوظيفة الخلوية للخلايا العصبية؛ مما ينتج عنه تدهور الوظائف المعرفية مع مرور الوقت؛ وبالتالي فهي من الأطعمة المسببة للخرف، على الرغم من كونها غنية بأوميجا 3.
المشروبات الكحولية
يسبب تناول الكحوليات أو الخمر ضررًا شديدًا للدماغ، حيث يسبب الكحول تقلص حجم الدماغ، كما يؤثر على قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن التفكير المنطقي واتخاذ القرار، أضف إلى ذلك أنه توجد علاقة وثيقة بين تناول الخمر والإصابة بالسمنة التي ينتج عنها العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري من النوع الثاني.
يعتقد البعض أن ما أوردناه من التأثير السلبي للخمر على صحة الدماغ يكون فقط عند الإفراط في تناولها، لكن ما أكده الكثير من الخبراء أن ضرر الخمر على الدماغ لا يرتبط بكمية تناولها، وأن أي مقدار من تلك المشروبات الكحولية يسبب تلف الدماغ بالفعل.
المحليات الصناعية
تعتبر المحليات الصناعية من الأطعمة المسببة للخرف، وقد يتعجب البعض من هذه الحقيقة العلمية، ظنًا منهم أن الابتعاد عن السكر الأبيض واستبداله بالمحليات الصناعية من شأنه أن يكون أكثر صحة، الواقع أن المحليات الصناعية مثل الاسبرتام قد تسبب مشاكل في الذاكرة والتعلم، كما أنها تسبب مع طول الاستخدام زيادة احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب، بل إنها قد تهدد مستخدميها بالوفاة المبكرة.
تعتبر المحليات الصناعية أطعمة تعزز الالتهابات في الجسم بجانب كونها أطعمة تؤثر على الذاكرة، والسبب في تأثيرها الالتهابي يرجع إلى قدرتها على تغيير المعدل الطبيعي للبكتيريا النافعة بالأمعاء، ومن المعروف أن الالتهابات تزيد من خطر التنكسات العصبية وتسبب انخفاض القدرة على الإدراك.
ما هو تأثير الغذاء على القدرات المعرفية للشخص؟
يقول الدكتور رامون فيلاسكويز، مستشار علم الأعصاب ومستشار الأبحاث في شركة Mind Lab Pro، الرائدة في مجال صحة الدماغ:” إن ما تأكله لا يحدد مقاس خصرك فقط، لكنه يؤثر على مستقبل دماغك أيضًا”، وهذا ما أشارت إليه العديد من الدراسات حول العلاقة بين النظام الغذائي والخرف. إن اتباع نظام غذائي غني بالسكر والدهون المشبعة يسبب تلف الخلايا العصبية بالدماغ وإصابته بالالتهاب، كما يساهم في إضطراب البكتيريا النافعة في الأمعاء؛ مما يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالباركنسون أو الشلل الرعاش مع تدهور الوظائف المعرفية، أضف إلى ذلك أن هذا النوع من التغذية الضارة تسبب الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وكلها بدون شك من أبرز عوامل الخطر للإصابة بمرض الخرف.
شاهد أيضًا: 8 نصائح لتقليل خطر الإصابة بالخرف
من أهم الوسائل للوقاية من الزهايمر والخرف هو اتباع التغذية العقلية السليمة، أي انتقاء الأطعمة الصحية المتنوعة التي لا تحتوي على نسبة عالية من السكريات والخالية من الدهون الضارة، وإن من أبرز الأطعمة المسببة للخرف هي الأطعمة فائقة المعالجة، والأطعمة المطهوة بدرجة حرارة عالية، والمحليات الصناعية، والأسماك الكبيرة التي تحتوي لحومها على الزئبق، بالإضافة إلى المشروبات الكحولية.