تخجل من زيارة الطبيب النفسي؟ “ثيرابوت” قد يصبح معالجك النفسي المفضل!

1

x77eq3
تخجل من زيارة الطبيب النفسي؟ "ثيرابوت" قد يصبح معالجك النفسي المفضل!

فهرس الصفحة

في زمن تتزايد فيه الحاجة إلى دعم نفسي فوري ومتاح للجميع، يأتي “ثيرابوت” — روبوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي — ليقدّم تجربة علاجية مختلفة تمامًا. دراسة سريرية أجرتها جامعة دارتموث الأميركية كشفت عن تحسّن ملحوظ في أعراض الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل، بعد تفاعل المشاركين مع هذا الروبوت عبر تطبيق على الهاتف.

النتائج لم تكن فقط واعدة، بل قورنت بمستوى التحسّن الذي يحققه العلاج النفسي التقليدي.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ما هو ثيرابوت؟

ثيرابوت (بالإنجليزية: Therabot) هو روبوت محادثة ذكي، طوّره باحثون من جامعة دارتموث، ليقدّم دعمًا نفسيًا عبر الذكاء الاصطناعي. في تجربة سريرية شملت 106 مشاركين من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، جميعهم يعانون من الاكتئاب، القلق، أو اضطرابات الأكل، تم اختبار فعاليته كبديل رقمي للعلاج النفسي.

المشاركون تواصلوا مع “ثيرابوت” من خلال تطبيق على الهاتف، وبدأوا محادثات نصيّة إمّا استجابة لأسئلة يطرحها الروبوت، أو بمبادرة شخصية عندما شعروا بالحاجة للحديث. خلال ثمانية أسابيع من الاستخدام، تطوّرت العلاقة بينهم وبين البرنامج، وبدأت تظهر نتائج واضحة، والأهم من ذلك أن التحسّن لم يكن بسيطًا، بل وصل إلى مستويات تعتبر فعّالة سريريًا، وقاربت نتائج العلاج النفسي التقليدي.

شاهد أيضًا: هل تعلم أن مرض الذهان يصيب الملايين؟ كن واعيًا ولا تتجاهل الإشارات

ما هو ثيرابوت؟

نتائج تجربة ثيرابوت

أثبتت التجربة أن الذكاء الاصطناعي قادر على لعب دور شبيه بالطبيب النفسي، ليس فقط في الاستماع والتفاعل، بل أيضًا في تحسين الحالة النفسية بشكل ملموس. بعد استخدام “ثيرابوت” لمدة ثمانية أسابيع، سجّل المشاركون تحسّنًا لافتًا في الأعراض:

  • الاكتئاب: انخفاض بنسبة 51%: أكثر من نصف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب تراجعت، مما انعكس إيجابًا على المزاج والشعور العام بالراحة النفسية.

  • القلق العام: تراجع بنسبة 31%: كثير من المشاركين انتقلوا من حالات قلق معتدلة إلى خفيفة، وبعضهم خرجوا تمامًا من نطاق التشخيص السريري.

  • اضطرابات الأكل: تحسُّن بنسبة 19%: حتى في الحالات المعقدة مثل اضطرابات الأكل، ظهرت استجابة واضحة، خاصة في ما يتعلق بصورة الجسد والقلق المرتبط بالوزن.

شاهد أيضًا: ماذا يحدث لجسمك عندما تكتم مشاعرك؟

مميزات ثيرابوت

ما يميّز “ثيرابوت” ليس فقط كونه روبوتًا ذكيًا، بل قدرته على محاكاة العلاقة الإنسانية التي تجمع المريض بالمعالج النفسي، مما جعله أقرب إلى “رفيق علاجي” حقيقي. ومن أبرز مزاياه:

  • يشبه التحدث إلى معالج حقيقي
    المشاركون أكدوا أنهم شعروا بالأمان والثقة أثناء التفاعل مع الروبوت، وكأنه معالج يفهمهم ويتابع حالتهم عن قرب.

  • متاح في أي وقت
    لا حاجة لحجز مواعيد أو انتظار طويل؛ “ثيرابوت” متوفر دائمًا، حتى في اللحظات الحرجة مثل نوبات القلق ليلًا أو التوتر المفاجئ.

  • يتعلّم ويتذكّر
    من خلال المحادثات، يطوّر الروبوت فهمًا أعمق لمشاعر المستخدم، ويقدّم ردودًا مخصصة تنسجم مع تاريخه العاطفي وسياق حالته.

شاهد أيضًا: جيل Z تحت المجهر: هشاشة نفسية في زمن السوشيال ميديا

مميزات ثيرابوت

كيف يتعامل مع الحالات الخطرة؟

رغم أن “ثيرابوت” يعمل بالذكاء الاصطناعي، إلا أن الأمان النفسي كان في صميم تصميمه، خاصة عند التعامل مع الحالات عالية الخطورة مثل الأفكار الانتحارية أو الأزمات النفسية الحادة. وقد تم اعتماد نظام مزدوج للحماية:

  • اكتشاف الخطر والاستجابة الفورية
    إذا كشف “ثيرابوت” خلال الحديث عن أي إشارة لسلوك خطر أو ميول انتحارية، فإنه يقدّم فورًا خيارات للاتصال برقم الطوارئ أو بخطوط الدعم النفسي، بضغطة زر.

  • رقابة بشرية دقيقة
    كل المحادثات كانت تحت إشراف فريق متخصص من الأطباء والمعالجين النفسيين، يتابعون التفاعل ويتدخّلون عند الحاجة لضمان سلامة المستخدم وعدم تجاوز الروبوت للمعايير الأخلاقية أو العلاجية.

إيجابيات وسلبيات “ثيرابوت”

رغم النتائج الواعدة التي كشفت عنها تجربة “ثيرابوت”، يبقى من الضروري النظر بواقعية إلى ما يمكن أن يقدّمه، وما لا يزال بحاجة إلى تطوير. فمثل أي أداة علاجية، يحمل الذكاء الاصطناعي فرصًا حقيقية، إلى جانب تحدّيات لا يمكن تجاهلها.

الإيجابيات

في الجانب المضيء، يمكن رصد عدد من الإيجابيات التي تجعل “ثيرابوت” خيارًا ثوريًا في عالم العلاج النفسي:

  • يوفّر الدعم النفسي الفوري في الأوقات الحرجة دون مواعيد.
  • يكسر حاجز الخجل والوصمة المرتبطة بزيارة الطبيب النفسي.
  • يتيح تجربة شخصية تتكيّف مع مشاعر المستخدم وتطوّره.
  • قادر على الوصول إلى من لا تتوفر لهم رعاية نفسية منتظمة أو قريبة.

السلبيات

لكن في المقابل، لا تخلو التجربة من جوانب سلبية تُثير التساؤلات حول فعاليته في بعض الحالات:

  • لا يملك الحس البشري الكامل أو القدرة على قراءة لغة الجسد ونبرة الصوت.

  • قد يواجه صعوبة في التعامل مع الحالات المعقدة أو الطارئة دون تدخل بشري.

  • ما يزال بحاجة إلى إشراف دقيق لتجنّب الردود غير الملائمة أو الخطرة.

  • لا يمكنه تقديم تشخيص طبي دقيق أو وصف علاج دوائي.

ورغم هذه التحفّظات، فإن الدمج بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية يبدو الحل الأمثل في المستقبل القريب، حيث يعمل كلٌّ منهما على دعم الآخر لضمان رعاية نفسية أكثر شمولًا ومرونة.

الدمج بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية هو الحل الأمثل

خلاصة

“ثيرابوت” ليس بديلًا للمعالج النفسي، لكنه خطوة ذكية في الاتجاه الصحيح. قد يساعد الملايين ممن لا يملكون وقتًا أو قدرة للوصول إلى جلسات تقليدية. التكنولوجيا هنا لا تُقصي الإنسان، بل تسانده، وتمهّد الطريق لعلاج نفسي أكثر شمولًا، ومرونة، وإنسانية.

الأسئلة الشائعة عن ثيرابوت ( العلاج النفسي باستخدام الذكاء الاصطناعي)

  • بحسب الباحثين، النتائج قريبة جدًا من نتائج أفضل أنواع العلاج التقليدي. وذكر البروفيسور نيكولاس جاكوبسون، المشرف على الدراسة:
    “نحن لا نقول إن الروبوت بديل للمعالج، لكن في ظل نقص الأطباء، يمكن أن يكون دعمًا فعالًا وآمنًا.”

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

x9k91eo

الدكتور عبدالله عمر يوضح: كيف تحافظ على بشرتك وتتفادى أخطاء العناية الشائعة

مواضيع ذات صلة

مشاركة