في تطور علمي قد يغير حياة ملايين المرضى حول العالم، كشفت دراسة حديثة عن علاج جديد للسكري يعتمد على الخلايا الجذعية لاستعادة قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين بشكل طبيعي. هذا الاكتشاف يفتح باب الأمل أمام مرضى السكري من النوع الأول لتقليل أو حتى الاستغناء عن الحقن اليومية التي شكلت جزءًا من حياتهم لسنوات، في هذا المقال سنتعرف عن قرب عن هذا العلاج وكيفية استخدامه.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
علاج جديد للسكري
يستهدف علاج جديد للسكري مرضى النوع الأول بشكل أساسي، حيث تكمن مشكلتهم في توقف البنكرياس عن إنتاج الإنسولين تمامًا نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المنتجة له. هذا العلاج، المعتمد على الخلايا الجذعية، يعمل على تعويض هذه الخلايا التالفة بخلايا جديدة قادرة على إنتاج الإنسولين. أما مرضى النوع الثاني، فعادة ما يستمر جسمهم في إنتاج الإنسولين لكنهم يعانون من مقاومة له، لذلك لا يكون هذا النوع من العلاجات مناسبًا لهم في الوقت الحالي، إلا أن الأبحاث قد تفتح المجال لاستخدامه لاحقًا بطرق معدلة.
نتائج الدراسة السريرية
أجريت التجارب السريرية على 12 مريضًا، وأظهرت النتائج أن 10 منهم تمكنوا من الاستغناء عن الإنسولين بالكامل بعد عام من تلقي علاج جديد للسكري، بينما احتاج اثنان فقط إلى جرعات صغيرة. اللافت أن جميع المشاركين استطاعوا إنتاج الإنسولين بأنفسهم، ما يعدّ خطوة غير مسبوقة في مسار مواجهة المرض.
شاهد أيضًا: عشبة الجيمنيما: كنز طبيعي لمرضى السكري ومحبي الرشاقة
كيف يعمل العلاج؟
يعتمد علاج جديد للسكري على برمجة خلايا جذعية لتتحول إلى خلايا بنكرياسية قادرة على إفراز الإنسولين والهرمونات المنظمة لسكر الدم. بعد حقن هذه الخلايا في الجسم، تتجه إلى الكبد حيث تبدأ بالعمل وكأنها جزء طبيعي من الجهاز الحيوي، مما يعيد التوازن لمستويات السكر دون الحاجة المستمرة للعلاج الخارجي.
التحديات والمخاطر المحتملة
رغم النتائج الواعدة، فإن هذا العلاج الجديد للسكري يواجه عدة تحديات قد تؤثر على انتشاره واعتماده على نطاق واسع:
-
الحاجة لأدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة لمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الخلايا المزروعة.
-
زيادة خطر الإصابة بالعدوى نتيجة ضعف المناعة.
-
آثار جانبية محتملة على الكبد والكلى مع الاستخدام الطويل للأدوية المثبطة للمناعة.
-
ارتفاع تكلفة العلاج والمتابعة الطبية مما قد يحد من توفره في بعض الدول.
-
الحاجة إلى تطوير تقنيات أكثر أمانًا تقلل الاعتماد على الأدوية المثبطة للمناعة.
تأثير العلاج على جودة الحياة
يمنح هذا العلاج الجديد للسكري المرضى فرصة حقيقية لتحسين حياتهم اليومية على المستويين الصحي والنفسي:
-
التحرر من الحقن اليومية للإنسولين وتجنب الألم والانزعاج المرتبطين بها.
-
تقليل خطر نوبات انخفاض السكر الحادة التي قد تكون مهددة للحياة.
-
تحسين الاستقرار النفسي والشعور بالتحكم في الصحة.
-
زيادة القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بحرية أكبر ودون قيود.
-
تحسين الحياة الاجتماعية والمهنية نتيجة التخلص من القلق الدائم بشأن مستويات السكر.
شاهد أيضًا: مقاومة الأنسولين.. المرض الصامت الذي يهدد حياتنا: د. محمد السعيد يكشف الأسباب والعلاج
الآفاق المستقبلية
لا يزال العلاج الجديد للسكري في مراحله التجريبية، لكن النتائج المبكرة مشجعة للغاية. من المتوقع أن تبدأ المرحلة الثالثة من التجارب قريبًا، وإذا أثبت العلاج فعاليته وأمانه على نطاق واسع، فقد يحصل على الموافقة الرسمية بحلول عام 2026، ما يجعله متاحًا للمرضى في مختلف أنحاء العالم.
الخلاصة
بينما لا يزال الطريق طويلًا قبل تعميم هذا العلاج الجديد للسكري، إلا أن ما تحقق حتى الآن يمثل قفزة علمية هائلة. إنه يضعنا أمام احتمال واقعي بأن يعيش مرضى السكري من النوع الأول حياة خالية من الإبر، معتمدة على قدرات أجسامهم الطبيعية في إنتاج الإنسولين.