عادةً ما تمر النساء بفترة انقطاع الطمث في الخمسينات من العمر، وتبدأ الاعراض قبلها بفترة تصل إلى سنوات. لكن من الممكن في بعض الأحيان أن تمر بعض النساء بانقطاع الطمث قبل بلوغ سن الأربعين، وقد تساعد بعض الفحوصات على اكتشاف انقطاع الطمث المبكر. إليكِ في هذا المقال فحوصات انقطاع الطمث وطرق تشخيصه.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو انقطاع الطمث المبكر؟
انقطاع الطمث المبكر هو حالة تتوقف فيها الدورة الشهرية لدى المرأة قبل بلوغ سن الأربعين، أي في وقت أبكر من المعدل الطبيعي الذي يتراوح عادة بين 45 و55 عامًا. وتحدث هذه الحالة عندما يقل إنتاج المبيضين لهرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون المسؤولين عن تنظيم الدورة الشهرية والخصوبة.
قد يظهر انقطاع الطمث المبكر تدريجيًا من خلال عدم انتظام الدورة أو توقفها تمامًا فجأة، وغالبًا ما ترافقه أعراض مشابهة لسن اليأس الطبيعي مثل الهبات الساخنة، والتعرق الليلي، وتقلبات المزاج، وجفاف المهبل، وصعوبة التركيز.
تتنوع أسبابه بين عوامل وراثية واضطرابات مناعية تهاجم أنسجة المبيض، أو نتيجة علاجات طبية مثل العلاج الكيماوي أو الإشعاعي. كما يمكن أن يرتبط بنقص في بعض الكروموسومات أو بخلل هرموني في الغدة النخامية.
تنصح النساء اللواتي يلاحظن توقف الدورة لأشهر متتالية قبل سن الأربعين بمراجعة الطبيب لإجراء فحوصات انقطاع الطمث، لأن التشخيص المبكر يساعد على السيطرة على الأعراض، وتقليل مخاطر هشاشة العظام وأمراض القلب المرتبطة بانخفاض الهرمونات الأنثوية.
اقرأ أيضًا: لماذا تحدث الهبات الساخنة؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

فحوصات انقطاع الطمث
قد تساعد العديد من الفحوصات على اكتشاف موعد انقطاع الدورة الشهرية، وذلك بالكشف عن مستويات العديد من الهرمونات. نقدم فيما يلي أهم هذه الفحوصات.
فحص الهرمون المحفز للحويصلة
يعد فحص الهرمون المحفز للحويصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone (FSH)) من أهم التحاليل المستخدمة لتشخيص انقطاع الطمث المبكر. يجرى هذا الفحص عن طريق سحب عينة دم لقياس مستوى هذا الهرمون الذي تنتجه الغدة النخامية في الدماغ، والمسؤول عن تحفيز المبيضين لإنتاج البويضات وإفراز هرمون الإستروجين.
في الحالات الطبيعية، تكون مستويات الهرمون منخفضة إلى متوسطة خلال سن الإنجاب، لكن عند تراجع نشاط المبيضين أو فشلهما المبكر، تنخفض كمية الإستروجين في الدم، مما يدفع الغدة النخامية لإفراز كميات أعلى من هذا الهرمون في محاولة لتحفيز المبيضين. لذلك، يعتبر ارتفاع مستواه مؤشرًا واضحًا على ضعف المبايض أو توقفها عن العمل.
غالبًا ما يكرر الطبيب الفحص مرتين أو أكثر بفاصل زمني لا يقل عن أسبوعين للتأكد من النتائج، إذ إن ارتفاع الهرمون بمقدار أكثر من 25 وحدة دولية/لتر يعد علامة قوية على انقطاع الطمث المبكر. ومع ذلك، يتم تفسير النتيجة عادة إلى جانب فحوصات أخرى لتقييمها وتقييم وظائف المبيض.
اقرأ أيضًا: لماذا تفشل محاولات خسارة الوزن بعد انقطاع الطمث؟

هرمون مضاد مولر
يعد فحص هرمون مضاد مولر (بالإنجليزية: Anti-mullerian hormone (AMH)) من فحوصات انقطاع الطمث الهامة لمعرفة وتقييم خصوبة المرأة. يُفرز هذا الهرمون من الخلايا الجريبية داخل المبيض، وهي المسؤولة عن نمو البويضات. لذلك، فإن مستوى هرمون مضاد مولر في الدم يعكس مخزون البويضات المتبقي لدى المرأة.
عندما يكون مستوى هذا الهرمون منخفضًا جدًا، فهذا يشير إلى انخفاض في عدد البويضات المتبقية أو ضعف في نشاط المبيضين، وهو ما قد يحدث في حالات انقطاع الطمث المبكر أو قرب الوصول إلى سن اليأس. وعلى العكس، المستويات الطبيعية أو المرتفعة تدل على أن المبيض ما زال نشطًا ويعمل بشكل جيد.
يتميز هذا الفحص فحص بأنه يمكن إجراؤه في أي يوم من الدورة الشهرية، بعكس بعض الفحوصات الأخرى مثل الهرمون المحفز للحويصلة، كما أن نتائجه أقل تأثرًا بالتغيرات الهرمونية الشهرية. لذلك يعتبر مؤشرًا أكثر دقة لكشف تراجع الخصوبة أو فشل المبيض المبكر، مما يساعد الطبيب في وضع خطة علاجية مناسبة أو مناقشة خيارات الإنجاب المستقبلية مع المريضة.
فحص الإستروجين
يستخدم فحص الإستروجين لتقييم مستوى هذا الهرمون الأنثوي الأساسي في الدم، إذ يعد انخفاضه من العلامات الرئيسية لانقطاع الطمث. الإستروجين مسؤول عن تنظيم الدورة الشهرية، والحفاظ على صحة العظام، والبشرة، والمزاج.
عندما تبدأ المبايض بفقدان نشاطها، ينخفض إنتاج الإستروجين تدريجيًا، ما يؤدي إلى اضطرابات في الدورة وأعراض مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل. يساعد هذا الفحص الأطباء على تأكيد التشخيص إلى جانب فحوصات انقطاع الطمث الأخرى، وتحديد ما إذا كان السبب هو انقطاع الطمث المبكر أم مشكلة هرمونية مؤقتة يمكن علاجها.

الهرمون المحفز للدرقية
يستخدم فحص الهرمون المحفز للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid-stimulating hormone (TSH)) لاستبعاد اضطرابات الغدة الدرقية عند تقييم انقطاع الطمث، لأن أعراض قصور أو فرط نشاط الغدة قد تتشابه كثيرًا مع أعراض انقطاع الطمث. فالتعب، واضطراب المزاج، وعدم انتظام الدورة، وزيادة أو نقصان الوزن، كلها علامات قد تظهر في الحالتين. لذلك، يساعد قياس مستوى الهرمون المحفز للدرقية الأطباء على التمييز بين الخلل الهرموني الناتج عن الغدة الدرقية وبين انقطاع الطمث الحقيقي، لضمان التشخيص الدقيق ووضع خطة علاج مناسبة لكل حالة.
اقرأ أيضًا: الأمراض الشائعة التي تصيب المرأة

الخاتمة:
قد تساعد فحوصات انقطاع الطمث على تشخيصه حتى قبل ظهور الأعراض، مثل فحص هرمون مضاد مولر، وفحوصات الهرمونات الأنثوية الأساسية مثل الإستروجين والبروجستيرون. من الضروري مراجعة الطبيب في حال ملاحظة أية اضطرابات غريبة في الدورة الشهرية، مذلك لإجراء الفحوصات المناسبة ومعرفة السبب.