قد يعاني المرء من السعال عند إصابته بالرشح أو الانفلونزا، إضافةً إلى الحساسية من بعض الروائح، وبعض الاضطرابات المرضية الشائعة الأخرى. لكن من الممكن أن يكون السعال المستمر مؤشرًا على الإصابة بأمراض أكثر خطورة مثل أمراض القلب، فهل توجد علاقة بين السعال وفشل القلب الاحتقاني؟ إليك الإجابة في المقال التالي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
ما هو فشل القلب الاحتقاني؟
فشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive Heart Failure) هو حالة مزمنة تحدث عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم. لا يعني ذلك توقف القلب عن العمل، بل ضعف قدرته على أداء وظيفته بشكل طبيعي. يؤدي هذا الضعف إلى تراكم السوائل في أجزاء مختلفة من الجسم، مثل الرئتين والساقين والبطن، ما يسبب أعراضًا متعددة أبرزها ضيق التنفس، والتعب، وتورم الأطراف.
غالبًا ما يتطور فشل القلب الاحتقاني نتيجة أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، مرض الشرايين التاجية، أو تلف عضلة القلب، ويتطلب متابعة طبية منتظمة ونمط حياة مناسب للسيطرة على الأعراض.
اقرأ أيضًا: أعراض أمراض القلب..انتبه لهذه الإشارات قبل فوات الأوان

العلاقة بين السعال وفشل القلب الاحتقاني
يعد السعال من الأعراض التي قد ترافق فشل القلب الاحتقاني، ويعرف في بعض الحالات باسم السعال القلبي. يحدث هذا السعال نتيجة ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، ما يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين. ومع ازدياد الضغط داخل الأوعية الدموية الرئوية، تتسرب السوائل إلى الحويصلات الهوائية، مسببة تهيجًا في الجهاز التنفسي وسعالًا متكررًا.
غالبًا ما يكون السعال المرتبط بفشل القلب الاحتقاني جافًا أو مصحوبًا ببلغم أبيض أو وردي مائل للرغوة، وقد يزداد سوءًا عند الاستلقاء أو أثناء الليل، بسبب إعادة توزيع السوائل في الجسم. كما قد يترافق مع أعراض أخرى مثل ضيق التنفس، تسارع ضربات القلب، الإرهاق، أو الاستيقاظ ليلًا بسبب صعوبة التنفس.
في بعض الحالات، لا يكون السعال ناتجًا فقط عن احتقان الرئتين، بل قد يرتبط أيضًا ببعض أدوية القلب، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitors)، التي قد تسبب سعالًا جافًا مزمنًا لدى بعض المرضى. لذلك، يعد السعال المستمر أو المتفاقم لدى مرضى القلب علامة مهمة لا يجب تجاهلها، إذ قد يشير إلى تدهور الحالة أو الحاجة إلى تعديل الخطة العلاجية. التقييم الطبي ضروري للتمييز بين السعال القلبي وأسباب السعال الأخرى وضمان التدخل المناسب في الوقت المناسب.

الفرق بين السعال العادي والسعال القلبي
يعد التمييز بين السعال العادي والسعال القلبي المرتبط بفشل القلب الاحتقاني أمرًا مهمًا، لأن السبب يحدد طريقة التعامل والعلاج. فالسعال العادي غالبًا ما يكون مرتبطًا بعدوى تنفسية، أو حساسية، أو ربو، أو تهيج في الجهاز التنفسي، ويظهر عادةً بشكل مؤقت ويتحسن مع العلاج المناسب خلال فترة قصيرة، وقد يكون مصحوبًا بأعراض مثل الزكام، أو التهاب الحلق، أو الحمى، أو إفرازات أنفية.
في المقابل، يرتبط السعال القلبي بمشكلة في وظيفة القلب وليس الجهاز التنفسي نفسه. ويتميز عادةً بأنه مزمن أو متكرر، ويزداد سوءًا عند الاستلقاء أو خلال الليل، وقد يوقظ المريض من النوم. كما يكون غالبًا جافًا أو مصحوبًا ببلغم أبيض أو وردي رغوي، نتيجة تراكم السوائل في الرئتين. ويترافق السعال القلبي مع أعراض أخرى تشير إلى فشل القلب الاحتقاني، مثل ضيق التنفس، تورم الساقين أو الكاحلين، التعب الشديد، وزيادة الوزن المفاجئة بسبب احتباس السوائل.
كما أن السعال القلبي لا يستجيب عادةً لأدوية السعال التقليدية، بل يتحسن عند السيطرة على فشل القلب نفسه. لذلك، فإن استمرار السعال دون سبب تنفسي واضح، خاصة لدى كبار السن أو مرضى القلب، يستدعي مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة واستبعاد الأسباب القلبية.

علامات السعال القلبي
بعد التعرف على العلاقة بين السعال وفشل القلب الاحتقاني، يعد التعرف على علامات السعال القلبي خطوة مهمة للتمييز بينه وبين أنواع السعال الأخرى. غالبًا ما يكون السعال القلبي مزمنًا أو متكررًا، ويزداد سوءًا عند الاستلقاء أو خلال الليل، مما قد يوقظ المريض من النوم. ويتميز غالبًا بأنه جاف أو مصحوب ببلغم أبيض أو وردي رغوي نتيجة تراكم السوائل في الرئتين.
من العلامات المصاحبة التي تشير إلى أن السعال مرتبط بالقلب:
- ضيق التنفس عند بذل أي مجهود أو أثناء الراحة.
- تورم الأطراف السفلية، خصوصًا الكاحلين والساقين، نتيجة احتباس السوائل.
- الإرهاق المستمر وصعوبة القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.
- زيادة الوزن المفاجئة نتيجة تراكم السوائل في الجسم.
يستدعي وجود واحد أو أكثر من هذه العلامات مع السعال المستمر مراجعة الطبيب فورًا لتقييم وظيفة القلب وضبط الخطة العلاجية، إذ يمكن أن يكون مؤشرًا لتفاقم فشل القلب الاحتقاني أو الحاجة لتعديل الأدوية.
اقرأ أيضًا: ما هي أنواع السعال؟ وكيف يمكن معالجتها؟
نصائح للتعامل مع السعال القلبي في المنزل
إلى جانب متابعة خطة العلاج التي يصفها الطبيب، يمكن لمرضى فشل القلب الاحتقاني اعتماد بعض الإجراءات المنزلية لتخفيف حدة السعال وتحسين الراحة اليومية. من أهم هذه الإجراءات:
- رفع الرأس أثناء النوم باستخدام وسائد إضافية، لتقليل تراكم السوائل في الرئتين.
- الحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم لتقليل احتباس السوائل.
- شرب كميات كافية من الماء، للمساعدة في تخفيف تهيج الحلق وتحسين حركة المخاط.
- تجنب التدخين والملوثات الهوائية، التي قد تزيد من تهيج الجهاز التنفسي.
- الراحة وتجنب الإجهاد البدني المفرط، خصوصًا عند ظهور ضيق التنفس أو التعب.
مع ذلك، يبقى الالتزام بالأدوية الموصوفة من الطبيب أمرًا أساسيًا، إذ تساهم هذه الأدوية في السيطرة على فشل القلب وتحسين الأعراض بشكل فعال، بينما تساعد الإجراءات المنزلية على تخفيف الانزعاج اليومي. يجب عدم تعديل أو إيقاف أي دواء دون استشارة الطبيب، لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الحالة.

الخاتمة:
تعتبر العلاقة بين السعال وفشل القلب الاحتقاني وثيقة، إذ تضعف قدرة عضلة القلب على ضخ الدم، مما يسبب تراكم السوائل في الرئتين بالتالي السعال المزمن، ينصح بمراجعة الطبيب عند الإصابة بسعال متكرر غير معروف السبب، خاصةً إن كان يتفاقم عند الاستلقاء.